“عين على الصين” 73: العلماء الصينيون ينشئون أول شبكة اتصالات كمومية متكاملة في العالم

مشاركة المقال

مدار: 02 كانون الأول/ ديسمبر 2021

نستهل العدد الـ 73 من دورية “عين على الصين” من الملف الجيوسياسي، وخبر عن اغتنام الرئيس شي جين بينغ مناسبة الذكرى الخمسين لاستعادة الصين مقعدها في الأمم المتحدة للتعبير عن موقفه المؤيد للتعددية، و”يعارض الهيمنة بجميع أشكالها”، وفق ما نقلته وكالة “شينخوا“، ووزارة الخارجية الصينية.

 وأدى دعم غالبية بلدان الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1971، بما فيها البلدان الأفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية المستقلة حديثًا، قرار استرجاع الصين مقعدها في الهيئة الأممية، إلى كسر الحصار الذي كانت تقوده الولايات المتحدة. وأصبحت الصين الآن أكبر مساهم في الأمم المتحدة في قوات حفظ السلام وثاني أكبر ممول لها.

ونقرأ على الـ “فاينانشال تايمز” أن إنتاج المغنيسيوم الصيني انخفض إثر ارتفاع الطلب وأسعار المدخلات، ناهيك عن فرض قيود على استخدام الطاقة وإصدار الانبعاثات. وتمثل الصين 85 في المائة من الإنتاج العالمي لهذا المعدن، الذي شهد ارتفاع أسعار بنسبة 75 بالمائة خلال الأشهر الماضية. ومن المتوقع أن تنخفض الصادرات بنسبة 10 بالمائة، الأمر الذي يثير قلق منتجي الألمنيوم الأوروبيين المعتمدين، الذين يدعون إلى تدخل حكومات الاتحاد الأوروبي، تضيف “غلوبال تايمز“.

وإلى “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، التي أفادت بأنه توجد أكثر من 80 في المائة من إمدادات الكوارتز العالمية عالية النقاء في الولايات المتحدة، وهو أمر بالغ الأهمية لصنع البولي سيليكون، وهو المادة الخام الرئيسية لصناعة الألواح الشمسية.

 وعلى الرغم من ريادة مقاطعة شينجيانغ الصينية في تصنيع الألواح الشمسية، إلا أن الصين تعتمد على استيراد المعدن النادر الذي تحتكره شركتان مصنعتان (بلجيكية ونرويجية) في ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية؛ لكن الشركة الصينية تمتلك الملكية الفكرية لعمليات تصنيع الكوارتز الخاصة، وفق المصدر نفسه.

أما في ملف العلوم والتكنولوجيا فنقرأ عن نجاح العلماء الصينيين في إنشاء أول شبكة اتصالات كمومية متكاملة في العالم، وهو نظام “غير قابل للاختراق” يمتد على مساحة 4600 كيلومتر، وفق “آجيا تايمز” و”فيز دوت أورغ“.

وتجمع الشبكة بين 700 ليف بصري مع وصلتين من الأرض إلى القمر الصناعي لخدمة أكثر من 150 مستخدمًا صناعيًا، بما في ذلك البنوك الحكومية وشبكات الطاقة والحكومات. وقاد البحث بان جيانوي من جامعة العلوم والتكنولوجيا، وفق المصدرين.

وفي الاقتصاد، استأثر باهتمام “تشاينا دايلي” و”غوبال تايمز” خبر نمو الاستثمار الأجنبي في الصين بنسبة 19.6 على أساس سنوي بين الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر من السنة الجارية، ليصل إلى 129.26 مليار دولار أمريكي. وخلال هذه الفترة تم إنشاء 36000 شركة باستثمارات أجنبية (بزيادة 36.5 بالمائة على أساس سنوي)، وهو ثاني أعلى رقم منذ 20 عامًا؛ كما زاد الاستثمار الأجنبي المباشر في الخدمات بنسبة 22.5بالمائة، وفي صناعات التكنولوجيا المتقدمة بنسبة 29.1 بالمائة، وفي التصنيع عالي التقنية بنسبة 15.2 بالمائة، وفي قطاع خدمات التكنولوجيا العالية بنسبة 33.4 بالمائة.

وفي السياسة الداخلية، تعتزم الصين تطبيق نموذج تجريبي يهم الضريبة على العقارات السكنية في المجالات الحضرية، وذلك بهدف زيادة الإيرادات الضريبية وتقليل المضاربة على العقارات. ويبتغي الإجراء التقليل من الاعتماد على مبيعات امتياز استخدام الأراضي لإيرادات الحكومة المحلية التي بلغت 1.3 تريليون دولار أمريكي سنة 2020، واحتواء الارتفاع طويل الأمد في أسعار العقارات؛ إلا أن الحكومة لم تعلن بعد عن المدن المدرجة في التجربة التي ستمتد لخمس سنوات، وفق ما أوردته “كايكسين غلوبال” و”غلوبال تايمز“.

ونقرأ على “غلوبال تايمز” أيضا في الشأن الزراعي والبيئي أن الصين وضعت خطة لخفض انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، إلى نسبة 25 بالمائة إجمالا بحلول سنة 2030، وأكثر من 80 بالمائة بحلول 2060.

وتشمل السياسة تدابير للتحكم في إنتاج طاقة الفحم، وأهداف انبعاثات محددة وفقًا للصناعة، وحظر المشاريع الجديدة كثيفة الاستهلاك للطاقة (تكرير النفط، والإيثيلين). وتؤكد الحكومة التزامها رغم أزمة الطاقة الحالية، توضح الصحيفتان ذاتهما.

وفي سياق متصل، أوردت وكالة “شينخوا” للأنباء أن الحكومة أصدرت تقريرا عن أصول الموارد الطبيعية المملوكة للدولة، داعيةً إلى تعزيز الحماية والكفاءة في استخدامها. وتبلغ مساحة الأراضي المملوكة للدولة الصينية سنة 2020 523.3 مليون هكتار، تشمل البناء على مساحة 17.6 مليون هكتار، والأراضي الزراعية على مساحة 19.6 مليون هكتار، وكذلك الأراضي الرطبة على امتداد 21.8 مليون هكتار، وتحتوي على 173 نوعا من المعادن.

 وذكر المصدر ذاته أنه في السنوات الخمس الماضية قامت الحكومة بحل 4300 قضية تعويض عن الأضرار البيئية.

وفي الشأن الثقافي والحياة الشعبية تمت الإشارة إلى مساهمة ثقافة البث المباشر في دفع “الجيل Z” إلى استهلاك المزيد من المنتجات الثقافية، لكنه لم يسلم من مراكمة الديون، وفق ما ذكرته “سيكسث تون” و”ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، مبرزة أن “الجيل Z” أي المواليد بين 1995 و2010، متشبعون بثقافة صينية عالية، أكثر من الأجيال السابقة، لكنهم ينفقون 13 بالمائة من المداخيل الأسرية مقارنة بـ 4 بالمائة في الولايات المتحدة وبريطانيا، كما يدينون بنصف ديون بطاقات الائتمان في الدولة.

ونختم هذه الجولة الإخبارية من “تشاينا دايلي“، و”سيكسث تون“، اللتين تطرقتا لتقديرات الحكومة بأن 24.6 بالمائة من المراهقين يعانون من الاكتئاب، ولهذا السبب تقترح إنجاز تقديم دورات وخدمات في مجالات الصحة العقلية في المدارس والجامعات. وتشجع هذه التدابير على مناقشة الموضوع وإزالة وصمة المعاناة النفسية، مع تحفيز الطلاب على البحث عن خدمات العلاج النفسي المقدمة في المدارس. ويعد الضغط المرتبط بالأداء المدرسي أحد الأسباب الرئيسية للتوتر لدى الشباب.

“ملك أحمر الشفاه” لي جياكي، أحد مشاهير البث المباشر ، يروّج لمنتجات مصنوعة في الصين [سينا]

 

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 73 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة