مدار: 16 تشرين الثاني/ نونبر 2021
تعمل الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق على تعزيز الترابط والاعتماد المتبادل في إطار علاقتها مع الدول المكونة لهذا التحالف، في ظل التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم على مستوى الاقتصاد والتوازنات الجيوسياسية، ومن أجل مواجهة الحصار الذي تحاول الولايات المتحدة تطبيقه.
نستهل جولتنا ضمن دورية “عين على الصين” من العلاقات الدولية لبكين، ونبدأ من جريدة “غلوبال تايمز“، التي تناولت انضمام كوبا إلى شراكة الطاقة في مبادرة الحزام والطريق، في مسعى منها إلى الاستفادة من الاستثمارات والتكنولوجيات الصينية في مجال الطاقة المتجددة.
وفي تفاصيل الخبر نجد أن 40% من الاستثمارات الكوبية في قطاع الطاقة مصدرها مبادرة الحزام والطريق، فيما ساهمت هذه الاستثمارات في نقل حصة الطاقة المتجددة من القطاع الطاقي من 39% إلى 57% (2019-2020).
وبانضمامها إلى الشراكة الطاقية أصبحت كوبا رابع دولة من المنطقة تنضم إليها، بعد أن سبقتها في ذلك كل من فنزويلا وبوليفيا وسورينام.
وفي خبر آخر، تطرقت “الفاينانشال تايمز” إلى إقدام البنوك الحكومية الصينية على إقراض 137 مليار دولار أمريكي للحكومات والشركات المملوكة للدولة في أمريكا اللاتينية في الفترة ما بين 2006 و2021.
وأبرز المصدر ذاته أن الاستثمارات التي كانت قد وعدت واشنطن بضخها في دول المنطقة، في سبيل استعادة نفوذها، شهدت انتكاسة، خصوصا أن مشروعها الذي خصص لذلك، وسمي “إعادة بناء عالم أفضل”، مازال غير قادر على توفير ميزانية.
في المقابل سلط المصدر ذاته الضوء على استفادة دول المنطقة من القروض الصينية بواقع 62.2 مليار دولار أمريكي لفنزويلا، و29.7 مليار دولار أمريكي للبرازيل.
وفي العلاقات الدولية نفسها، ولكن هذه المرة مع إفريقيا، تناولت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” خبر تنفيذ الصين 85% من التزاماتها في ما يخص ثماني مبادرات رئيسية، بالإضافة إلى توفير 70% من التزاماتها المالية (60 مليار دولار أمريكي) المخصصة لإفريقيا، على الرغم من التبعات التي خلفتها الجائحة.
وفي تفاصيل الخبر، أبرزت الجريدة أنه في سعي من الرئيس الصيني إلى معادلة الاختلال التجاري تعهد بزيادة الاستثمارات والواردات غير السلعية من إفريقيا منذ عام 2018، بحيث سجلت أرقام مبشرة عام 2019، تمثلت في استيراد الصين 95.5 مليار دولار أمريكي من السلع (النفط الخام والمعادن الأساسية والأحجار الكريمة)؛ في حين بلغ إجمالي الواردات الإفريقية 113.2 مليار دولار أمريكي (الآلات ومعدات النقل والإلكترونيات والمنسوجات).
وعلاقة بالشؤون الداخلية للصين أبرزت “نيكاي آسيا” أن أسعار العقارات شهدت انخفاضا مهما في 36 من أصل 70 من أكبر المدن في الصين، برسم المعطيات التي تم تسجيلها في شتنبر/ أيلول الماضي – الأعلى منذ 2015 – فيما انخفضت المبيعات على أساس سنوي بـ16.9%.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا الانخفاض الشهري تمثل في 0.5% مقارنة بمتوسط الأسعار الوطنية، في حين تراجعت مبيعات أكبر 100 شركة فاعلة في قطاع البناء (119 مليار دولار أمريكي) بنسبة 36.7 على أساس سنوي.
هذا واعتبرت الجريدة هذه النتائج ناجمة عن السياسات التي تبنتها الحكومية من أجل الحد من المضاربة على العقارات وتقليص نفوذ شركات البناء.
وفي الشأن الاقتصادي تناول “المكتب الوطني للإحصاء في الصين” نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في الأرباع الثلاثة الأولى بـ9.8% على أساس سنوي، ما يمثل زيادة بـ12.88 تريليون دولار أمريكي، على الرغم من التبعات التي خلفها كوفيد-19 وانخفاض في إمدادات الطاقة.
وعلاقة بالخبر نفسه أبرزت جريدة “نيكاي آسيا” أن الإنتاج الصناعي شهد في الفترة نفسها نموا بنسبة 10.6% (5.02 تريليون دولار أمريكي)، فيما عرف استهلاك الأسر تحسنا بنسبة 16.5% (4.98 تريليون دولار أمريكي).
هذا وأبرز المصدر ذاته أن الشركات المملوكة للدولة شهدت تعافيا بشكل أسرع مقارنة مع الشركات الخاصة (+87% مقابل +34% في الأرباح).
وفي الشأن الاقتصادي أيضا تطرقت “سي جي تي إن” إلى نمو التجارة الخارجية للصين في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021 بـ22.7% على أساس سنوي، لتصل إلى 4.37 تريليون دولار أمريكي.
وأبرز المصدر في التفاصيل أنه رغم التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة (الشريك التجاري الثالث)، إلا أن التجارة الثنائية زادت بنسبة 24.3% (543 مليار دولار أمريكي)، في حين مازالت “أسيان” أكبر شريك تجاري للصين (630.5 مليار دولار أمريكي، +21.1%)، يليها الاتحاد الأوروبي (599.3 مليار دولار أمريكي، +20.5%).
وننتقل إلى الشأن البيئي، حيث سلطت “نيكاي آجيا” الضوء على التحديات التي تواجه الصين في مساعيها إلى الموازنة بين زيادة استهلاك الفحم لتعزيز الاقتصاد وهدف 2060 لحياد الكربون.
وتطرقت الجريدة إلى أن ما يقرب من 70% من الكهرباء في البلاد مصدرها الفحم، لكن مع ارتفاع الأسعار بأكثر من 50% منذ عام 2020 تسبب ذلك في خسائر لـ70% من المحطات الحرارية في يونيو/ حزيران الماضي.
هذا ويبقى هدف الحكومة حسب المصدر ذاته هو خفض الفحم إلى 11% من إجمالي إنتاج الطاقة بحلول عام 2050.
وفي علاقة بالمجال التكنولوجي، تمكنت الصين من إرسال أطول مهمة مأهولة على الإطلاق إلى محطة تيانغونغ الفضائية لمدة ستة أشهر، وذلك من أجل إجراء اختبارات التكنولوجيا وأعمال البناء والسير في الفضاء، وفق ما أبرزته “آجيا تايمز“.
واسترسل المصدر ذاته بأن برنامج الفضاء الصيني – الشاب – من المتوقع أن يشهد تقدما من خلال ست بعثات أخرى مخطط لها العام المقبل، بما فيها مهمتان مأهولتان لاستكمال محطة الفضاء “Heavenly Palace”.
هذا ولم يفت الجريدة التذكير بأن المهمات الأوروبية والروسية والهندية والإسرائيلية شهدت في السنوات الأخيرة فشلا ذريعا.
“أصبحت وانغ يابينغ من مهمة شنتشو-13 أول رائدة فضاء في محطة الفضاء الصينية تجري عملية سير في الفضاء”، هكذا عنونت “غلوبال تايمز” خبرها.
وفي حيثيات الإنجاز أبرزت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن وانغ تعتبر رائدة في مجالات العلوم التي يهيمن عليها الذكور، إذ تقوم الحكومة بتعديل المعايير وإعطاء الأولوية لدعم النساء.
وعلاقة بما يخص النساء عبر المصدر ذاته عن أن 49% من حملة الشهادات الجامعية من النساء، لكنهن يشكلن 5.3 – 6% فقط من الأكاديميين في أكبر مؤسستين علميتين في الصين (2019).
وفي آخر خبر لدينا من الحياة اليومية للناس في الصين، تناولت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن الرقص في الساحات العامة، الذي ظهر خلال التحضر الجماعي في التسعينيات، أصبح نشاطا شائعا بين النساء الصينيات، وخصوصا اللواتي في منتصف العمر وكبيرات السن.
هذا وأوردت الجريدة أن ذلك ينهل من تجربة فرق الرقص في عصر ماو، فقد أصبح قادة المجموعات يصممون رقصات جماعية ولقاءات، ما يوفر للكبار في السن طريقة اقتصادية للتمرن وإعادة الحياة للأجسام.
وحسب المصدر ذاته فقد تم تضمين النشاط الشعبي في الألعاب الوطنية الرابعة عشرة.
أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.
للاطلاع على المراسلة رقم 72 باللغة الأصلية: اضغط هنا.