“عين على الصين” 67: تقنية “جانكاو” الزراعية تحافظ على البيئة وتوفر فرصا هائلة

مشاركة المقال

مدار: 30 أيلول/ سبتمبر 2021

نستهل جولتنا الـ 67 من “عين على الصين” من الشأن الداخلي، إذ ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن الصين حددت النسبة الأقصى للزيادة في أسعار الإيجار سنويا في 5 بالمائة؛ وذلك للتقليل من تكاليف الإسكان المرتفعة، كما تخطط لبناء مساكن جديدة وإعادة النظر في الضريبة على الملكية.

ما استأثر الخبر باهتمام “سي جي تي إن“، موردة أنه منذ كانون الثاني/ يناير انخفض متوسط سعر المتر المربع من الممتلكات بنسبة 8 بالمائة في البلاد، لكنه ارتفع بنسبة 3.3 بالمائة في المدن الكبيرة.

 وأضاف المصدر نفسه أن القطاع يمثل 13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن الحكومة تضع نصب أعينها جعل الإسكان ميسور التكلفة لتحقيق “الرخاء المشترك”.

وإلى “كايكسن غلوبال“، التي أبرزت أن خطة التعاون بين مقاطعة قوانغدونغ ومنطقة ماكاو الإدارية الخاصة “نظامان ودولة واحدة” عززت من تنوع اقتصاد ماكاو، التي تشكل صناعة الكازينوهات 70 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي.

وذكرت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن قوانغدونغ الموجودة في البر الرئيسي الصيني، وماكاو التي كانت خاضعة للاستعمار البرتغالي، تسمحان لسكانهما بالعمل عبر الحدود، كما تستفيد شركاتهما من ضرائب أقل على الدخل، محددة في 15 بالمائة بمنطقة هنغكين بالبر الرئيسي.

وقالت “غلوبال تايمز” إن نائب رئيس الوزراء ليو هي تعهد بتقديم دعم قوي للقطاع الخاص في البلاد، وسط الإجراءات الحكومية المتعلقة بتنظيم ممارسات الأعمال في مجالات عدة، من بينها شركات التكنولوجيا الكبرى وثقافة المشاهير.

 وطمأن ليو القطاع والدور الذي يلعبه في استقرار النمو والتشغيل، إذ يساهم بالفعل في الضرائب بنسبة 50 بالمائة، والناتج المحلي الإجمالي بنسبة 60 بالمائة، والابتكار التكنولوجي بنسبة 70 بالمائة، والعمالة الحضرية بنسبة 80 بالمائة، من الإجمالي الوطني الصيني.

وننتقل إلى الملف الاقتصادي، وخبر عن إنشاء الحكومة بورصة في بكين بغرض مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما أسدلت الستار عن حزمة قروض بقيمة 46.4 مليار دولار خصصت لهذا القطاع، وفق ما نقلته “سيكسث تون” و “كايكسين غلوبال“.

وأوردت الصحيفتان أن الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الصيني (80 بالمائة من القوى العاملة الحضرية، 50 بالمائة من عائدات الضرائب الحكومية)، تواجه ارتفاع تكاليف الإنتاج، والمديونية، وآثار تفشي المتحور دلتا من فيروس كورونا؛ وفي هذا السياق تهدف التدابير  إلى تسهيل وصولها إلى التمويل.

وفي الشأنين العلمي والتقني، ووسط أزمة الإمدادات التي يشهدها العالم، ستستثمر المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات-SMIC، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين، 8.87 مليار دولار أمريكي في مصنع شنغهاي الجديد.

 وتهدف هذه المنشأة إلى تصنيع رقائق من الجيل الأقدم بقطر 28 نانومتر، المستخدمة في صناعات السيارات والإلكترونيات. ومنذ عام 2020، تخضع SMIC للعقوبات الأمريكية، ما يمنعها من تطوير تقنيات أكثر تقدمًا، وفقا لـ “نيكاي آجيا“.

وفي قضايا الجيوبوليتيك، تحدثت “نيكاي آجيا” أيضا عن أن روسيا ضاعفت من صادراتها الزراعية إلى الصين بأكثر من الضعف بقيمة تبلغ ما يناهز 4 مليارات دولار أمريكي، طيلة الفترة الممتدة بين 2017 و2020، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في سياق محاولة الحد من اعتماد الصين على الواردات من الولايات المتحدة.

 وتراهن البلاد على توسيع الإنتاج الزراعي، بالاعتماد على إقليم الشرق الأقصى لروسيا الذي تقدر مساحته بنحو 6.5 ملايين هكتار، ويتميز بمناخ وتربة مواتيين، إذ تستأجر الصين مئات الآلاف من الهكتارات في المنطقة، التي يمكن أن توظف في تعويض فول الصويا الأمريكي خلال السنوات المقبلة.

وفي ملف الزراعة والبيئة، حظيت الإنجازات الصينية في مجال سياسة حماية التنوع البيولوجي بالاعتراف خلال المؤتمر الدولي لحفظ الطبيعة الذي احتضنته مدينة مارسيليا الفرنسية، وفق ما نقلته وكالتا “شينخوا” و”ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، موردتين أن سياسية الخط الأحمر للحفاظ على البيئة التي أطلقتها الصين قبل ثلاث سنوات، وصنفت 15 مقاطعة وبلدية ضمن المناطق المحمية بمساحة تناهز 2.5 ملايين كيلومتر مربع، أنقذت أكثر من 100 نوع مهدد بالانقراض، مثل الفيل الآسيوي وقرد يونان أفطس الأنف. ومع ذلك، مازال الامتثال تحديا أمام هذه البرامج، وفق المصدرين ذاتهما.

وفي سياق آخر، تم تطبيق تقنية “جانكاو-juncao ” الصينية الخاصة بزراعة الفطر بدون أسمدة في أكثر من 100 دولة، وتبنتها الأمم المتحدة منذ عام 2017.

 وحسب “غلوبال تايمز” و”تشاينا دايلي“، تحافظ هذه الزراعة على البيئة، وتتطلب القليل من العمالة ويمكن أن تنتج 1200 كلغ من الفطر على مساحة 10 أمتار مربعة، ما يدر ما يصل إلى 300000 دولار أمريكي سنويًا في الهكتار الواحد. وتستثمر الصين في نشر هذه التقنية في دول مبادرة الحزام والطريق.

ونبقى مع “غلوبال تايمز” التي أوردت نبأ ضمن الشؤون الثقافية والحياة اليومية أبرز أن الصين تصدرت عدد الميداليات في الألعاب البارالمبية، التي تم تنظيمها في طوكيو، للمرة الخامسة على التوالي، بمشاركة 251 رياضيًا، 53 بالمائة منهم إناث، في الألعاب، فازوا بـ 96 ذهبية، و 60 فضية، و 51 ميدالية برونزية؛ وشملت أبرزها كرة السلة على الكراسي المتحركة، وكرة الريشة، والماراثون، و ألعاب المضمار والميدان.

 وعزا المصدر ذاته نجاح فريق الصين إلى زيادة موارد العيش للأشخاص ذوي الإعاقة.

ونختم مع “كايكسين غلوبال“، التي تحدثت عن التقليد العريق للمجتمع الصيني حين يتعلق الأمر بأخلاق ومسؤولية المشاهير الذين يفترض أن يكونوا قدوة اجتماعية، وأضافت أن توقّع أن يكون المشاهير معلمين عامين متجذر في التقاليد الكونفوشيوسية، وتم التأكيد عليه بعد ثورة 1949. ولهذا الغرض، أصبحت سلوكات المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي تخضع للمتابعة من طرف السلطات الحكومية.

صورة: فاز فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة للسيدات الصينيات بالميدالية الفضية في الألعاب البارالمبية بطوكيو، مجموعة الصين البصرية عبر غلوبال تايمز.

 

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 67 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة