مدار: 23 آب/ غشت 2021
نفتتح العدد الـ 60 من دوريتنا “عين على الصين” من الشأن الجيوسياسي، إذ توقفت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” عند التزام الصين بلعب دور “بناء” من أجل الاستقرار الإقليمي، تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد حرب استمرت 20 عامًا. وفي هذا الصدد أشارت “غلوبال تايمز” إلى أن بكين تعد مستثمرًا رائدًا في أفغانستان، التي تشترك في حدود 90 كيلومترًا مع شينجيانغ، وهي أساسية لمشاريع مبادرة الحزام والطريق في المنطقة، في ظل وجود معطيات تشير إلى أنها تمتلك أكبر احتياطيات طاقة ومعادن غير مستخدمة في العالم (تقدر قيمتها بـ 1 تريليون دولار أمريكي)، كما أنها عضو في منظمة تعاون شنغهاي للأمن الإقليمي.
وفي الملف الاقتصادي، احتلت الصين المرتبة الأولى في شحن الموانئ (14.55 مليار طن) وإنتاجية الحاويات (260 مليون حاوية مكافئة) خلال السنة الماضية، وفق ما نقلته “بجين ريفيو“، مع وجود ثمانية من أكبر 10 موانئ في العالم (من حيث حركة الشحن) و 95٪ من التجارة يتم تسليمها عن طريق البحر. وبلغ حجم التجارة الخارجية للصين 2.8 تريليونات دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2021 (+ 27.1٪ على أساس سنوي)، تتابع منصة “تشاينا بريفينغ” أيضا.
وفي الملف نفسه قالت “نيكاي آجيا” إنه تم إجراء 70.8 ملايين معاملة بقيمة 5.3 مليارات دولار أمريكي في تجارب رقمية باليوان منذ عام 2019، وفقًا لتقرير لـ “البنك المركزي“. وستواصل الصين التجارب خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين (2022)، المتوقع أن تنطلق العام المقبل؛ وتتقدم الأبحاث حول الآثار النقدية والمالية، بينما ستكون هناك حاجة إلى تحسينات في أمن البيانات وإقرار التشريعات المناسبة.
وإلى قضايا الزراعة والبيئة، حيث نقرأ عن وصول سوق تجارة الكربون الوطني في الصين إلى 32.48 مليون دولار أمريكي في يوم الافتتاح، بمشاركة 2225 شركة لتوليد الطاقة، وهو النبأ التي استأثر باهتمام صحيفتي “غلوبال تايمز” و”كايكسين“. وتمثل 40 بالمائة من انبعاثات الكربون المتعلقة بالطاقة في الصين. وتم تداول أكثر من 4.1 مليون طن من الحصص – بمتوسط 7.92 دولار أمريكي / طن مقابل 38.60 دولار أمريكي / طن في الاتحاد الأوروبي عام 2020 – فيما ستصبح أكبر سوق للكربون في العالم.
وفي ملف العلوم والتكنولوجيا، ضاعفت شركة “هواوي” حصة السوق الصينية في الحوسبة السحابية بأكثر من الضعف، مترافقة مع “تاكسنت” بنسبة 11 بالمائة، التي جاءت خلف “علي بابا” بنسبة 40.6 بالمائة في الربع الأخير من سنة 2020، حسب ما أوردته “نيكاي آجيا“، إذ جرى الانتقال من قسم قطاع الأجهزة إلى قطاع الخدمات الأقل تأثرا بالعقوبات. ونمت “هواوي كلاود” بنسبة 168 بالمائة خلال العام الماضي، بينما نمت الخدمات السحابية بنسبة 50 بالمائة في الصين لتصل قيمتها إلى 19.4 مليارات دولار أمريكي سنة 2020، لتأتي بذلك خلف الولايات المتحدة.
وفي الملف نفسه، نقرأ في “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن الصين تعزز من تدريب مهندسي ‘أشباه الموصلات – semiconductor’، من أجل إضافة 230 ألف عامل إلى القطاع (إجمالي 745 ألفًا) بحلول عام 2022. ووفق ما نقلته “نيكاي آجيا“، فإن “مدارس الرقائق”، في خضم العقوبات الأمريكية، تشارك في جميع أنحاء الصين مع شركات صناعة ثقيلة مثل “هواوي” و “إس إم آي سي” و”سينوبسيس”، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، لتلبية احتياجات الصناعة المتزايدة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الناحية التكنولوجية.
وفي الشأن الداخلي الصيني، وقفت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” عند توقيع شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى على اتفاقية مكافحة الاحتكار، بما في ذلك “الانضباط الذاتي”، والمنافسة العادلة، وحماية المستهلك، بعد الإجراءات التنظيمية التي اتخذتها الحكومة. وأضاف المنبر الإعلامي نفسه أن شركات “علي بابا” و”تاكسنت” و”بايت دانس” كانت من بين 33 شركة تقدمت بهذا الالتزام في مؤتمر الأنترنت الصيني في بكين.
وقالت “غلوبال تايمز” إن الحكومة أطلقت مشروعًا تجريبيًا خاصا بـ “الرخاء المشترك” في مقاطعة تشجيانغ لمعالجة التفاوتات الإقليمية وتوسيع الطبقة الوسطى، وهو الخبر نفسه الذي استأثر باهتمام “سي جي تي إن” و”كايكسين غلوبال“. وبحلول سنة 2025، تهدف المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها 65 مليون نسمة إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للفرد بنسبة 30 بالمائة (إلى 20.340 دولارًا أمريكيًا)، فضلاً عن الاستثمار في التعليم والصحة والتكنولوجيا المتقدمة؛ وبعد القضاء على الفقر، يعد الحد من عدم المساواة هدفًا وطنيًا.
وورد في الشؤون الثقافية والحياة اليومية أن الأجداد الذين ينتقلون إلى المدن لتربية الأحفاد يشكلون 43 بالمائة من السكان المهاجرين المسنين، إذ نما هذا المعدل من 5 إلى 13 مليونا بين سنوات 2000 و2015، وفق ما أورده “ذي وورلد أوف تشاينيز“. وتمشيا مع القيم التقليدية، يأمل المتقاعدون دعم أطفالهم البالغين، لكن التحديات تشمل الاختلافات في اللغة، والعادات الاجتماعية، والآراء حول تربية الأطفال، ومشاعر العزلة والحنين إلى الوطن.
ونختم بنبأ عن أن برنامج الفضاء الصيني الناجح بدأ تحدي الهيمنة الأمريكية على استكشاف الفضاء في المخيلة الشعبية، حسب ما نقلته كل من “ذي كونفرسيشن” و”ذي ديبلومات“، إذ تحيل الموضة والألعاب والوجبات السريعة والسينما على البرنامج الفضائي للتنين الصيني، خصوصا من الاستعانة بالتسميات المستوحاة من الأساطير الشعبية الصينية في تسمية المهمات الفضائية، مثل مهمة “تشانج” القمرية التي حملت اسم إلهة القمر؛ كما اكتسب “ليو كيكسين” وغيره من كتاب الخيال العلمي شهرة عالمية.
أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.