“عين على الصين” 56: الصين تنفرد بمحطة فضائية خاصة وترسل ثلاثة رواد إلى الفضاء

مشاركة المقال

مدار: 01 تموز/ يوليو 2021

نفتتح العدد 56 من دورية “عين على الصين” من الشأن التكنولوجي والعلمي، بخبر عن إرسال الصين أول بعثة مأهولة إلى محطة الفضاء تيانجونج (“القصر السماوي”)، التي من المحتمل أن تصبح الوحيدة في مدار الأرض بحلول عام 2022، وفق ما نقلته “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، و”ذي وورلد أوف تشاينيز“.

 وبعد استبعادها من طرف الولايات المتحدة من محطة الفضاء الدولية فإن الصين الآن هي أول بلد ذي محطة فضائية خاصة به، وفق المصدرين ذاتهما، مؤكدين أنها ستضعها رهن إشارة البلدان النامية، حيث سيقضي رواد الفضاء الثلاثة “ني” و”ليو” و”تانغ”، المنحدرين من أصول فلاحية، ثلاثة أشهر في الفضاء.

وفي العلاقات الدولية، نطالع لدى “الواشنطن بوست” أن عميلا في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI اعترف أمام المحكمة بأن تهمة التجسس التي وجهت إلى أستاذ جامعي صيني استندت إلى معلومات كاذبة.

وحظي الخبر بتغطية من “كايكسين غلوبال“، التي أوردت أن أستاذ الهندسة المساعد في جامعة تينيسي “هو أنميتغ” تم اتهامه لأول مرة بموجب “مبادرة الصين” التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بغرض مكافحة التجسس الصيني المزعوم، بينما أوضح الأستاذ ذاته أنه تعرض لهذه الاتهامات بعد أن رفض عرض مكتب التحقيقات الفدرالي للتجسس على الصين.

وإلى “الفاينانشال تايمز“، التي نقلت تحذيرات “أرمين لاشيت”، المرشح الأوفر حظا لخلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من مخاطر خوض حرب باردة ضد الصين.

 وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي يعتبر أن كثيرين في أوروبا لا يتفقون مع موقف جوزيف بايدن الصدامي، وينظرون إلى الصين كمنافس نموذجي وشريك أوروبي مهم على حد سواء؛ غير أن التحالف المحتمل بين الحزب السياسي الألماني والخضر الذين ينتقدون الصين بشدة من شأنه أن يخلق توترات في الحكومة المقبلة.

ونقرأ لدى “نيكاي آجيا” في الملف الاقتصادي أنه اعتبارا من شهر حزيران/ يونيو من هذه السنة، جمعت 29 شركة تكنولوجيا صينية 5.9 مليارات دولار أمريكي في الاكتتابات العامة الأولية (IPOs) في وول ستريت مقارنة مع ملياري دولار أمريكي خلال السنة الماضية. وأضاف المصدر ذاته أنه خلافا للقوانين الأكثر صرامة في بورصة شنغهاي تستفيد الشركات الصينية من السيولة العالية في السوق الأمريكية، حيث من المتوقع أن تتجاوز الاكتتابات الأولية التي تم تحقيقها سنة 2020، والتي بلغت 13.5 مليار دولار أمريكي، على الرغم من مخاوف فرض عقوبات من طرف واشنطن.

ومن بين المائة علامة تجارية الأكبر قيمة في العالم، بقيمة مالية تبلغ 7. 1 تريليون دولار أمريكي سنة 2020، استحوذت الصين على 14 بالمائة، متجاوزة بذلك أوروبا التي اكتفت بـ 8 بالمائة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.

 ونتابع أيضا على “تشاينا إنترنت ووتش” أن 56

علامة تجارية أمريكية تمثل 74 بالمائة من أفضل 100 علامة تجارية، في حين تضاعف قيمة عمالقة التكنولوجيا الصينية Pinduoduo لتصل إلى 9.5 مليارات دولار أمريكي. أما Tiktok فوصلت 16.9 مليارات دولار أمريكي، في حين بلغت قيمة الشركة المصنعة للخمور Moutai ما قيمته 53.8 مليارات دولار أمريكي، بين سنتي 2020 و2021.

وفي الشؤون الداخلية، نقرأ على “تشاينا مورنينغ مورنينغ بوست” أن “هاينان” زادت من الرقابة للوقوف دون تحول الجزيرة إلى “ملاذ ضريبي”، بعد مرور عام من تحولها إلى منطقة تجارية حرة؛ وهو الموضوع الذي أثار اهتمام “الفاينانشال تايمز” الأمريكية أيضا، التي أنه تم السنة الماضية خفض الضريبة على الدخل بنسبة 15 بالمائة على الأفراد والشركات، وارتفع عدد الشركات الأجنبية المسجلة إلى 1005، بزيادة بلغت 197.3 بالمائة، وتضاعف الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة 3 مليارات دولار، في حين تضاعفت أيضا المبيعات المعفاة من الرسوم الجمركية بقيمة بلغت 4.6 مليارات دولار أمريكي.

وفي الملف الفلاحي والبيئي، يتوقع أن تصل صناعة الهيدروجين في الصين إلى 152.6 مليار دولار أمريكي بحلول سنة 2030. وبينما تساعد هذه الصناعة على تحقيق أهداف الخفض من الانبعاثات الملوثة، إلا أن التكاليف المرتفعة تحد من التسويق التجاري، وفق ما نقلته “غلوبال كايكسن“.

 واعتمدت 16 مقاطعة ومدينة خططًا خمسية بشأن الهيدروجين (محطات التزود بالوقود، والمركبات، والبنية التحتية). ومازالت تكاليف النقل والتخزين والإنتاج تمثل تحديًا، إذ إن 70 بالمائة من تكلفة الاستخراج هي الكهرباء. ومن الضروري أن ينخفض سعر إعادة التزود بالوقود للسيارات من 11 دولارًا أمريكيًا للكيلوغرام إلى 6 دولارات أمريكية، يوضح المصدر نفسه.

 وحظيت سياسة الصين في مجال محاربة التصحر والتشجير باهتمام العديد من المنابر الإعلامية، من بينها “بكين ريفييو” و”سي سي تي في“، ناهيك عن تقرير لمنظمةالفاوالتابعة للأمم المتحدة، إذ يستحوذ التنين الصيني على 25 بالمائة من النمو العالمي في مجال الأوراق بين سنوات 1990 و2020، وتحويل الصحاري والأراضي الزراعية إلى غابات ومراعي. وصنفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الصين كبلد رائد عالمي في مجال التخضير بمعدل 1973 هكتارا في السنة منذ خمسينيات القرن الماضي.

 وأدت جهود مكافحة التصحر إلى تشجير “ماووسو”، التي تبلغ مساحتها 42 ألف كيلومتر مربع، وهي واحدة من بين أربعة أكبر صحارى الصين، بنسبة 93.24 بالمائة، ما أدى إلى خفض عدد أيام العواصف الرملية والترابية من 169 إلى 28 في السنة.

وفي الشؤون الثقافية والحياة الشعبية قالت “تشاينا بيكتوريال” إن توسع ولوجية الإنترنت في المناطق الريفية التي بلغت 255 مليون شخص أدى إلى ازدهار التجارة الإلكترونية وخلق سوق جديدة للفلاحين. وتتضمن الإستراتيجية دعم الدولة لتحفيز الاستهلاك والتخفيف من حدة الفقر، وتعميم البث المباشر ومقاطع الفيديو القصيرة على المنصات الرقمية في الريف (200 مليون مستخدم)، وإنشاء علاقة مباشرة بين المنتجين الريفيين والمستهلكين.

ونختم جولتنا في أبرز ما ذكرته الصحف العالمية حول الصين من “غلوبال تايمز” و”تشاينا دايلي“، إذ يواصل المسلسل الدرامي الجديد “ذي أوايكنين آيج” (عصر الاستيقاظ) المخصص لتاريخ تأسيس الحزب الشيوعي الصيني حصد الجوائز وتحقيق الانتشار الواسع وسط الشباب. ويقتفي العمل الفني حياة الثوار “لي داتشو”، “تشين دوكيسو” و “لو شون” منذ إطلاق مجلة الشباب الجديد وتطور الماركسية والحركة العمالية في البلاد بين سنوات 1915 و1921. وحقق المسلسل الدرامي 1.93 مليار مشاهدة على منصة “ويبو”، كما حقق تقييما عاليا وصل إلى 9.3 على 10 على منصة “دوبان”، إضافة إلى ثلاثة جوائز ماغنوليا.

مشهد من المسلسل التلفزيوني “The Awakening Age” [يانغ يابي عبر غلوبال تايمز]

 

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق دونغ فينغ (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 56 باللغة الأصلية: إضغط هنا

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة