مدار: 17 أيلول/سبتمبر 2021
تحاول الصين في السنوات الأخيرة، من خلال مجموعة من البرامج، وضع حد للتفاوت الاجتماعي، وبالأخص انتشال المواطنين من الفقر الذي تشهده بعض المجتمعات.
نستهل دوريتنا “عين على الصين” بمواضيع متعلقة بما تقوم به الدولة الصينية في سبيل “الرخاء المشترك”، ونطالع في “غلوبال تايمز” إعلان الرئيس تشي حزمة جديدة من الإصلاحات قصد معالجة التفاوت الاجتماعي في البلاد، والوصول بالمواطنين إلى “الرخاء المشترك”.
وأبرزت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أنه من المرتقب بعد الإجراءات الأخيرة في التعليم والإسكان وقطاع التكنولوجيا أن تقوم الحكومة الصينية بصياغة السياسات العامة التي توفق بين الكفاءة الاقتصادية وتقوية دولة الرفاهية، مثل الضرائب (الملكية، الدخل، الميراث…) وإصلاحات الضمان الاجتماعي وتشجيع الأعمال الخيرية.
وعلاقة بالموضوع نفسه تناولت “غلوبال تايمز“ أن الهدف المئوي للحكومة منصب في الظرفية الحالية على الوصول إلى “الرخاء المشترك”، من خلال مواصلة الإصلاح والانفتاح على خطط دينغ شياو بينغ.
وهذا ما تطرقت له “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” من خلال إبرازها أن ترك “القليل من الثراء أولا” كان في عصر دينغ يعتبر بمثابة مرحلة انتقالية في بناء الاشتراكية، مع تطوير القوى المنتجة لتهيئة الظروف لمشاركة المزيد من الناس في الثروة المادية والثقافية للمجتمع.
ونطالع في “كايكسين غلوبال” خبر ازدياد عدم المساواة في العقود الأخيرة، الذي برز واضحا في العلاقة بين الريف والمدينة والطبقات الاجتماعية والمناطق، وهو الأمر الذي كان وراء انخفاض الحراك الاجتماعي.
ونجد في تفاصيل الموضوع أنه رغم النجاح الاقتصادي الذي حققته الصين فقد زادت حصة الـ1% المحتكرة للثروة (20.9٪ إلى 30.6٪) على مدار العشرين عاما الماضية، وفي الوقت نفسه تجاوز متوسط الدخل المتاح في شنغهاي (9843 دولارا أمريكيا) كلا من جانسو والتبت (2620 دولارا أمريكيا)؛ فيما تظل النفقات الطبية المرتفعة السبب الرئيسي لـ”الفقر الناجم عن المرض”.
واستمرارا في المواضيع المتعلقة بالرخاء المشترك تطرقت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” لتبرع شركة التكنولوجيا العملاقة Tencent Holdings بمبلغ 7.7 مليارات دولار أمريكي من أجل المساهمة في برنامج “الرخاء المشترك”، مباشرة بعد إعلان الرئيس تشي عنه.
ويأتي التمويل حسب المصدر ذاته لدعم الفئات ذات الدخل المنخفض والإنعاش الريفي والرعاية الصحية والتعليم، بعد أن كانت الشركة التزمت أبريل/ نيسان بالمساهمة (7.7 مليارات دولار أمريكي) في سبيل إرساء أسس “الابتكارات المستدامة للقيمة الاجتماعية”.
كما يأتي هذا الدعم في ظل ارتفاع إيرادات Tencent بنسبة 20% (أبريل/ نيسان-يونيو/ حزيران) على أساس سنوي، مع أرباح يومية تزيد عن 77 مليون دولار أمريكي.
وفي ما يخص أخبار الصين الداخلية نطالع في وكالة “شينخوا” خبرا حول تبني قانون حماية المعلومات الشخصية الجديد في الصين للمعايير الدولية؛ وذلك في ظل الرغبة في الدفاع عن الأمن القومي وحقوق المواطنين الصينيين.
وفي تفاصيل الخبر تطرق المصدر نفسه إلى أنه اعتبارا من 1 نونبر/ تشرين الثاني سوف يتم تطبيق القانون على التحكم في جمع البيانات الشخصية واستخدامها، ما سيحد من ممارسة “اتخاذ القرار الآلي” (مثل التسويق المستهدف)، وتنظيم عمليات نقل البيانات عبر الحدود، مع مطالبة الشركات بالخضوع لعمليات تدقيق منتظمة من طرف ثالث.
وعلاقة بعلاقات الصين الدولية نقرأ في كل من “ديالوغو تشينو” و”باجينا” عن إعادة تفعيل كل من الأرجنتين والصين اتفاقية لبناء رابع محطة نووية في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، من خلال استخدام تكنولوجيا هوالونغ الصينية.
وأبرز المصدران أن مشروع المفاعل، الذي تبلغ قدرته 1200 ميغاوات، سيستفيد من تمويل صيني (ICBC) – مع فترة سماح مدتها 8 سنوات – يغطي 85 من التكلفة (8 مليارات دولار أمريكي) ونقل التكنولوجيا؛ وذلك في سبيل تعزيز البلدين “التحالف الإستراتيجي الشامل”.
وفي ما يخص الاقتصاد تناولت كل من “الفاينانشيال تايمز” و”كايكسين غلوبال” خبر تزايد المخاوف من المخاطر المترتبة عن أزمات العقارات والأسواق المالية، وهو الأمر الذي دفع الحكومة إلى مطالبة شركة Evergrande – أكبر مطور في البلاد –بتسوية ديونها (300 مليار دولار أمريكي).
وطالب المسؤولون شركة البناء بتقليل الرافعة المالية بعد سلسلة من أوامر المحكمة بتجميد الأصول في نزاعات القروض أو تعليق مبيعات المشاريع العقارية، وهو الأمر الذي دفع Evergrande إلى مناقشة بيع بعض الأصول لشركات أخرى.
وفي موضوع متعلق بالعلوم والتكنولوجيا نطالع في “نيكاي إيجيا” سعي الإعانات الحكومية إلى تعزيز الشركات الصينية في سوق الروبوتات الصناعية المحلية، خصوصا في ظل النمو المضاعف لهذا القطاع بين عامي 2016 و2020.
ويأتي الهدف من هذه الإعانات حسب المصدر نفسه لزيادة الحصة السوقية للصناعة المحلية من 30% إلى 50% (2020-25)، لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الروبوتات الصينية تكلف حوالي 30% أقل من الروبوتات في اليابان وأوروبا.
ويضيف المصدر ذاته أن هذه المنتجات الصينية تعتبر أكثر تقدما، وتملك تسعة من أفضل 10 علامات تجارية في السوق الصينية.
ومن أجل الختم، وعلاقة بموضوع الزراعة والبيئة، نقرأ في “غلوبال تايمز” مقالا حول خفض الصين دورة نمو الأرز إلى النصف، لتتركز في 60 يوما من خلال بيئة “مصنعة” ورائدة يتم التحكم فيها.
ويتم من خلال هذه الخطوة توفير ظروف مثالية لكل من الإضاءة الاصطناعية المنظمة بدقة ودرجة الحرارة والرطوبة وثاني أكسيد الكربون والمغذيات على مدار العام.
وتم إلى حدود الآن حسب الجريدة ذاتها إنتاج أحد أنواع المحاصيل من بين الأنواع الستة المختبرة -ما يعادل 43.3 كلغ / هكتار، بينما أظهر اثنان آخران إمكانات عالية الإنتاجية.
وفي علاقة بالسياق ذاته تخطط الصين لزراعة 33.33 مليون هكتار من الغابات والأراضي العشبية بحلول عام 2025 لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، وهو الخبر الذي تطرقت له كل من “شينخوا” و”ساوث تشاينا مورنينغ بوست“.
ويورد المصدران أنه بعد أن أنشأت الصين أكبر غابات مزروعة في العالم، رفعت التغطية الغابوية من 12% إلى 23% (1980- 2020)، تخطط لزيادة الغابات إلى 24.1% – بما في ذلك المتنزهات الوطنية (18% من مساحة الأرض) – والأراضي العشبية إلى 57% بحلول عام 2025.
أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.