عندما قال منفذ عملية “الويمبي” لجنود الاحتلال في بيروت: الحساب عندي

مشاركة المقال

مدار: 24 أيلول/ سبتمبر 2021

كاترين ضاهر

أن يُحكى عن أبرز عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) التي ترجمت نداء انطلاقتها في 16 أيلول/سبتمبر 1982، ولاسيما في بيروت، تتسارع إلى الأذهان أولى العمليات النوعية التي نفذها مقاومو “جمول”، وعملت على إرباك جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكبّدته خسائر فادحة، وجعلته يستغيث لوقف إطلاق النار، رافعاً الرايات البيضاء، جاراً وراءه ذيول هزيمته ومعلناً انسحابه من بيروت. 

جاءت العملية الأولى (عملية بسترس) تنفيذاً للقرار الصادر في 16 أيلول/سبتمبر ببدء العمليات لطرد قوات الاحتلال الصهيوني من العاصمة اللبنانية، وتمهيداً لطردها من كل لبنان، وتمت في ليل 20-21 أيلول 1982 في منطقة الصنائع ببيروت، وبالتحديد في موقع تجمع إسرائيلي يقع قرب صيدلية بسترس، في محيط سينما كونكورد.

ثم جاءت العملية الثانية (عملية “محطة أيوب”) التي نفذت في 22 أيلول 1982 على مدخل منطقة زقاق البلاط، في بيروت، وبالتحديد على مقربة من محطة أيوب للمحروقات الواقعة على بعد أمتار من منزل السفير البريطاني.

أما العملية الثالثة فنفذت في 23 أيلول/ سبتمبر 1982 في مقر “منظمة التحرير” الواقع في وسط كورنيش المزرعة في العاصمة اللبنانية.

 تجدر الإشارة إلى أن العمليات الثلاث الأولى لـ “جمول” نفذها أعضاء من الحزب الشيوعي اللبناني.

عملية “الويمبي”..

يُصادف اليوم الذكرى التاسعة والثلاثين للعملية الرابعة لـ “جمول”، التي سميت “عملية الويمبي”.

تلك العملية جسّدها الصحافي والمسرحي يحيى جابر، في فيلم “ناجي العلي”، إخراج عاطف الطيّب، متقمصاً دور منفذها خالد علوان، الذي لقن جنود الاحتلال “حُسن الضيافة”، ومازالت عبارته تتردد على مسامعنا بصوت جابر: “ولو، كيف بتدفعوا وأنتو ضيوفنا!! الحساب عندي”، مصحوبة بصوت طلقات رصاص مسدسه. 

ومنذ 39 عاماً، بتاريخ 24 أيلول/سبتمبر 1982، جلس في مقهى “الويمبي” وسط شارع منطقة الحمرا ضابط وجنديان إسرائيليان على إحدى الطاولات الموضوعة على الرصيف خارج المقهى، على زاوية تقاطع شارعي الحمرا وعبد العزيز، وكانت بالقرب منهما عربة عسكرية من نوع “جيب”… حينها دخل خالد علوان، وهو من الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى المقهى المعروف بين صفوف المثقفين والسياح في شارع الحمرا في بيروت، عاصمة الصمود والمقاومة، وحسم الجدال الحاصل بين النادل الذي أصرّ على رفض تقاضي حساب المشروبات من أحد الجنود الصهاينة إلّا بالليرة اللبنانية، فبادر الجندي إلى سحب عملة “الشيكل” من جعبته باستهزاء؛ حينها اقترب علوان وقال لجنود الاحتلال: … خلّوا الحساب علينا.

وتناقلت وكالات الأخبار ووسائل الإعلام حينها ما يلي: “توقفت سيارة إلى يمين الشارع، ونزل منها شاب أخذ يقترب نحو المقهى، فيما بقي رفيقان له داخل السيارة التي ظل محركها يعمل. وما لبث أن اقترب الشاب على مهل وأشهر مسدساً موجهاً الطلقة الأولى إلى رأس الضابط، ثم الثانية إلى صدر أحد الجنديين والثالثة إلى عنق الآخر… بعد ذلك عاد إلى السيارة التي انطلقت مسرعة في الشارع، كما روى شهود عيان”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة