مدار: 30 غشت/ آب 2021
في وقت ظل كامل التراب الفلسطيني يعيش على وقع احتجاجات متواصلة طيلة الأيام الماضية، خرج مكتب وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس بخبر لقاء الأخير برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن.
وشهد أمس الأحد لقاء كان مفاجئا للقوى الفلسطينية بين محمود عباس وبيني غانتس في مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وأشار مكتب غانتس إلى أن الأخير التقى برئيس السلطة الفلسطينية، حيث ناقشا القضايا الأمنية والسياسية والمدنية والاقتصادية، مضيفًا أن وزير جيش الاحتلال أبلغ الرئيس عباس بأن إسرائيل مستعدة لسلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة في الضفة الغربية.
وأثار هذا اللقاء غضبا كبيرا وسط مختلف القوى الفلسطينية، التي أدانت هذا الفعل الذي اعتبرته تدهورا خطيرا وجب الحسم معه.
هذا ونقلت منابر إعلامية عن القيادي في حزب “الشعب” وليد العوض أن “الاجتماع أمس مع وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، وعلى هذا المستوى، لبحث التسهيلات الاقتصادية وقضايا أمنية، يمثل انزلاقاً نحو الحل الاقتصادي على حساب السياسي، كما أنه يخفض سقف الموقف الفلسطيني، خاصة قبيل التوجه إلى الأمم المتحدة أواخر أيلول”.
فيما عبرت حركة حماس من خلال ناطقها الرسمي، عبد اللطيف القانوع، عن أن “مسلسل السقوط والتخلي عن القيم الوطنية متواصل، ويعمل على تجميل وجه الاحتلال”، داعيا كل مكونات الشعب الفلسطيني وقواه إلى تشكيل جبهة رفض لهذا السلوك الذي وصفه بـ”المشين”.
فيما اعتبر الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي، أنّ “دماء الأطفال الذين قتلهم الاحتلال بأمر من غانتس لم تجف بعد”، مضيفا، في تصريح له تعقيبا على اجتماع عباس وغانتس: “إن السلطة ورئيسها يديرون الظهر للتوافق الوطني ويضعون شروطا تخدم الاحتلال لاستئناف الحوار الوطني، بينما يتسابقون للقاء قادة العدو ويضعون يدهم في الأيدي الملطخة بالدماء البريئة، ويعززون ارتباط السلطة أمنيا وسياسيا مع عدو الشعب الفلسطيني”.
ويعتبر هذا الاجتماع الذي عقد أمس أول لقاء رسمي للرئيس الفلسطيني مع مسؤول إسرائيلي كبير منذ العام 2014، حينما التقى في لندن مع “وزيرة العدل” الإسرائيلية آنذاك تسيبي ليفني.