[خاص]. سكرتير الحزب الشيوعي العراقي: لا استقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية الوطنية وعاصمتها القدس

مشاركة المقال

مدار (خاص): 18 شباط/ فبراير 2024

يشكل العراق معادلة خاصة في موازين المنطقة العربية، بوزنه السياسي والاقتصادي، وتاريخه العريق، وترابط ساحته السياسية بشكل وطيد مع مختلف الأحداث والتطورات الإقليمية.

وبينما يتواصل العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هبّ العراق بكل مكوناته لإدانة الحرب والتضامن مع فلسطين. وذهبت فصائل مسلحة في هذا البلد إلى شن هجمات على أهداف أمريكية وإسرائيلية.

رد فعل واشنطن، وهي الداعم الأكبر لإسرائيل، لم يكن سوى شن هجمات أواخر الشهر الماضي ضد “منشآت تستخدمها ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران وجماعات أخرى تابعة لإيران في العراق”، حسب ما قاله وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، والذي أشار إلى أن “هذه الضربات الدقيقة هي رد مباشر على سلسلة هجمات تصعيدية شنتها ميليشيات ترعاها إيران” ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.

لتسليط الضوء أكثر على التطورات التي تعرفها الساحة السياسية العراقية والإقليمية، أجرى “مدار” حوارا خاصا مع قيادي كبير لمكوّن سياسي عريق ورصين، والذي ليس سوى الحزب الشيوعي العراقي، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1934.

“مدار” وفي إطار سلسلة الحوارات التي يجريها مع قيادات يسارية عربية ومن مختلف أنحاء العالم، تحدث هذه المرة إلى رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وسأله عن مختلف التطورات التي يشهدها البلد، بما فيها الهجمات الأمريكية، وتفاصيل العملية السياسية، وذكرى انقلاب الثامن شباط/ فبراير المروّع، إضافة إلى حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني و الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وغيرها من القضايا التي تشغل بال القارئ.

وسينشر “مدار” نص الحوار كاملا في بحر هذا الأسبوع.

هذا وقد أكد رائد فهمي لـ “مدار” موقف حزبه بـ “إدانة أي اعتداء وانتهاك للسيادة العراقية، ومن أي طرف أو جهة كانت، دولية أو إقليمية”.

ودعا الحزب الشيوعي العراقي “الأطراف ذات العلاقة، والحكومة العراقية أولا، إلى ضبط كل الإيقاعات وخصوصا الداخلية، بما يحول دون دفع بلدنا دفعا إلى أتون صراع مكشوف الأهداف، وحروب بالوكالة، التي لا ناقة لشعبنا بها ولا جمل”، كما عبّر عن رفضه لأن يكون العراق “ساحة انطلاق لأي عدوان على أية دولة أخرى”.

وللتذكير، يوجد على الأرض العراقية حوالي 2500 عسكري أمريكي، بينما يزداد الضغط الشعبي والرسمي العراقي على واشنطن لسحب هذه القوات؛ في هذا الصدد، يقول رائد فهمي: “أكدنا مرارا موقفنا الرافض لأي وجود عسكري أجنبي وبناء قواعد في بلادنا، وميزنا بين هذا وبين حاجة العراق إلى الدعم اللوجستي والتدريب وفقا لاتفاقات واضحة معلنة بين العراق والدول الأخرى والتي لا تخل بالسيادة العراقية”.

أما العملية السياسية في العراق، ورغم تنوع الأطراف وأشكال الصراع إلى أن محورها الأساس هو “التنافس على السلطة والثروة والهيمنة على القرار والسعي لاحتكاره وتضييق قاعدة اتخاذه”، يضيف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

وتابع المتحدث نفسه، إن العملية السياسية “التي بنيت على المحاصصة والطائفية السياسية، والإصرار على التمسك بها، قد أصبحت مأزومة ووصلت إلى طريق مغلق، وهو ما وضع موضوعة التغيير الشامل على جدول العمل”.

علاقة بالعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دعا رائد فهمي إلى وقف ما وصفه بـ “المسلسل الدموي الفاشي وإنقاذ الشعب الفلسطيني”، مشددا في هذا الإطار على ضرورة “الضغط بكل الوسائل لإيقاف المجزرة والتعويل هنا على الجماهير الشعبية في المنطقة، للعب دورها عبر المزيد من الضغط على حكوماتها لتحمل مسؤولياتها”.

في السياق ذاته، يجب حسب المسؤول السياسي البارز “وقف عملية التطبيع المخزية وإلغاء كافة الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة مع حكام إسرائيل المجرمين والذين تمادوا في استهتارهم”، مع “العمل للحؤول دون أن تتحول القضية الفلسطينية الى قضية إغاثة واعانات، فالقضية هي بامتياز قضية سياسية”.

بالنسبة لسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي “يتوجب اليقين أن لا أمان ولا استقرار في المنطقة، دون حل عادل يتضمن التوجه بخطوات ملموسة للبدء بتدشين إقامة الدولة الفلسطينية الوطنية وعاصمتها القدس، وهذا يتفق تماما مع كل القرارات والشرعية الدولية التي يتنكر لها حكام اسرائيل الصهاينة”.

من جانب آخر، أشار رائد فهمي إلى “أهمية وضرورة توحيد الموقف الفلسطيني والارتقاء به إلى مستوى التحديات الراهنة، وهو ما يحفز على المزيد من التضامن والتأييد والإسناد، وهنا يتوجب على قوى اليسار الدعم والاسناد”.

“نرى هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الضغط من قوى اليسار لوقف تسليح دولة الاحتلال وقطع المساعدات عنها ووقف الدعم المالي والإعلامي لها”، يقول المسؤول السياسي العراقي.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة

أمريكا

كيف عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

مدار: 07 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أعطى الناخبون الأمريكيون أصواتهم لصالح مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، المعروف بتوجهاته اليمينية المعادية للمهاجرين والعرب والمسلمين. بهذا، يضمن