مدار: 24 شباط/ فبراير 2022
تنظم العديد من القوى والشبكات النضالية في مختلف أرجاء العالم، الجمعة 25 شباط/ فبراير 2022، يوما تضامنيا مع الصحفي ومؤسس موقع “ويكيلكس” جوليان أسانج، للمطالبة بإطلاق سراحه، وعدم تسليمه للولايات المتحدة التي تريد محاكمته بقانون التجسس على خلفية نشاطه الصحافي.
ويواجه مؤسس موقع “ويكيليكس”، اضطهادا شديدا لما يزيد عن عشر سنوات، على خلفية تجرّئه على نشر وثائق تفضح الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، والتي تشمل التجسس وانتهاك حقوق الإنسان والترهيب وتدمير بلدان بأكملها من أجل تحقيق مصالحها الإمبريالية.
وتتضمن الوثائق التي نشرها أسانج، عبر “ويكيليكس”،أكثر من 700 ألف وثيقة سرية اعتبارا من عام 2010 تتعلق بأنشطة عسكرية ودبلوماسية أميركية ومعلومات حيوية، حصل عليها من مبلغين عن المخالفات، مثل تشيلسي مانينغ، توثق جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان؛ من بينها “القتل الجماعي”.
وشملت هذه التسريبات مقطع فيديو مرعب أظهر قيام عناصر في الجيش الأمريكي بقتل مدنيين عراقيين، بمن فيهم صحفيان.
وبعد أن أمضى سبع سنوات في سفارة الإكوادور في لندن حيث لجأ سياسيا، يقبع أسانج حاليا في سجن بيلمارش شديد الحراسة في لندن، منذ 11 نيسان/ أبريل 2019، بينما يواجه دعوى قضائية لتسليمه إلى الولايات المتحدة التي ترغب بمحاكمته بموجب قانون التجسس الأمريكي سيئ الذكر بـ 18 تهمة، يصل مجموع عقوباتها 175 سنة في السجن.
نتذكر أنه في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2021، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أصدرت محكمة بريطانية حكماً يمهد الطريق لتسليم أسانج إلى الولايات المتحدة؛ غير أن القضاء البريطاني سمح له، في الأسبوع الأخير من كانون الثاني/ يناير 2022، بالطعن أمام المحكمة العليا البريطانية التي يعود لها القرار القضائي النهائي في قضية التسليم من عدمه.
وسبق لـ “مدار” والعديد من المنصات الإعلامية، أن اعتبروا في بيان، أن الإضطهاد الذي يتعرض له مؤسس موقع “ويكيليكس” هو “اعتداء أساسي على الصحافة وحرية الصحافة وحرية التعبير”، وبأن “حرية الصحافة ستبقى شعارا أجوف” طالما استمرت ملاحقته.
وتقوم العديد من القوى والشبكات الدولية بتنظيم حملة نضالية دولية، للمطالبة بعدم تسليم أسانج للسلطات الأمريكية وإطلاق سراحه.
ودعت القمة العالمية للشعوب إلى النزول إلى الشوارع يوم الـ 25 شباط/ فبراير، وتنظيم احتجاجات أمام سفارات وقنصليات المملكة المتحدة والولايات المتحدة، للمطالبة باحترام القانون الدولي والحقوق الأساسية لأسانج، وإطلاق سراحه.
وأشارت الهيئة ذاتها، التي تضم تنسيقا للمئات من الحركات والمنظمات عبر العالم، إلى أن احتجاجات أمام سفارة واشنطن في البرازيل والأرجنتين والمكسيك وجنوب إفريقيا، تمت برمجتها بالفعل.
وتتضمن الفعاليات التضامنية مع أسانج إرسال برقيات إلى سفارات أو قنصليات بريطانيا في بلدان المتضامنين، تدعو لندن إلى احترام مسؤولياتها القانونية تجاه مؤسس “ويكيليكس”.
وكان تقدم تقدم مارتن سونبورن، العضو في البرلمان الأوروبي، وسيفيم داغديلين، النائبة في البوندستاغ الألماني، بترشيح لجوليان أسانج، لنيل جائزة نوبل للسلام، في رسالة مؤرخة بـ 29 كانون الثاني/ يناير 2022، وجهت إلى لجنة الجائزة في النرويج، وذلك “تكريما لمساهماته التي لا مثيل لها في السعي لتحقيق السلام، وتضحياته الشخصية الهائلة لتعزيز السلام للجميع”.
وحسب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب وأكثر من 100 طبيب، فإن حياة أسانج معرضة للخطر الشديد جراء الظروف القاسية التي يعيشها.
وسبق أن أظهرت تحقيقات صحفية أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خططت لاختطاف واغتيال أسانج، كما تعرض للمراقبة والعزل والمضايقة المنهجية.
ومن المقرر تنظيم “محاكمة بيلمارش“، في مقر “منتدى الشعب” بنيويورك، وستعرف مشاركة شخصيات دولية بارزة، وتتناول موضوع غوانتانامو وحرية أسانج، والتي يمكن للجميع متابعتها عبر الإنترنت.
وحسب الهيئات المنظمة للنشاط، فإنه “قبل 20 عامًا، افتتحت الولايات المتحدة معسكر اعتقال في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية على الساحل الشرقي لكوبا. وعلى مدار عقدين من الزمن، عذبت الولايات المتحدة مئات السجناء في خليج غوانتنامو دون تهمة أو محاكمة”.
وأضافت المنظمات ذاتها أنه “بعد عقدين من الزمان، لا يزال خليج غوانتانامو يعمل. مهندسو الحرب على الإرهاب يسيرون أحرارًا ، في حين تم إرسال المبلغين عن المخالفات إلى السجن”، في إشارة لجوليان أسانج ومن شابهه.
ويشارك في تنظيم “محاكمة بيلمارش” كل من “الأممية التقدمية”، “القمة العالمية للشعوب”، موقع “ذي أنترسبت”، موقع “بيبلز ديسباتش”، “منتدى الشعب – نيويورك”، “دي إس آي إنترناشيونال كوميتي”، “ديفاندينغ رايتس إند ديسنت”، “دايمسي 25″ و”كوغاج”.
ومن بين الشخصية التي ستشارك في المحاكمة، المفكر والفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، وزير المالية السابق في اليونان يانيس فاروفاكيس، والكاتب ومدير معهد القارات الثلاث للبحوث الاجتماعية فيجاي براشاد..، وشخصيات أخرى.