“حملة المقاطعة” توجّه رسائل إلى سعدات وجورج عبد الله والأسرى في سجون الاحتلال

مشاركة المقال

مدار: 09 كانون الأول/ ديسمبر 2021

“إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسِنا…”، تلك العبارة رددها الكاتب سماح إدريس قبل وفاته وكأنه أرادها وصيته الأخيرة، أثناء كلمته “المسار البديل: الرمز، البديل، الحاضنة”، التي ألقاها في مؤتمر “المسار الفلسطيني البديل” الذي أقيم في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

ويعتبر إدريس من أبرز كُتاب النقد الأدبيّ، وأصدر العشرات من قصص الأطفال المصوّرة، وعشرات الدراسات والمقالات والكتب المترجمة، وهو عضوٌ مؤسِّسٌ في حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان.

يُذكر أنّ الراحل سماح شغل منصب رئيس تحرير مجلة الآداب اللبنانية، ووافته المنية في 26 نوفمبر/تشرين الثاني بعد صراعٍ مع مرض عضال، واشتهر بنشاطه الداعم لفلسطين، والرافض والمناهض لكل مسارات التنازل والهزيمة، وخاصة اتفاقية أوسلو ورموزها؛ كما عُرف بمواقفه المؤيدة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية، ودفاعه عنها في وجه “المطبعين”، من دول وأنظمة عربية؛ ولم يتوقف عن ذلك حتى أثناء مرضه، وخلال فترة تلقيه العلاج.

“حملة المقاطعة”

وجّهت “حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان” رسائل إلى كلٍ من الأسير الفلسطيني أحمد سعدات، والأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، والمناضل اللبناني جورج عبد الله، المعتقل تعسفاً في السجون الفرنسية، عبّرت خلالها عن شكرها لهم لمؤازرتهم للراحل سماح إدريس أثناء مرضه.

وعبّرت “الحملة”، في بيان اطلع “مدار” على نسخة منه، عن ثنائها على رسالة سعدات التي بعثها من أسره للاطمئنان على سماح قبل رحيله، مؤكّدة أن “الجميع فجع برحيل الرفيق سماح إدريس”.

وأضافت الجهة ذاتها أن “رسالة سعدات التي بعثها كانت خير مواساة له، كما أنها وصفت سماح بالقائد والقدوة”، لافتة إلى أن “وصف سعدات سماح بالمفكر الجذري المنتمي إلى قضايا شعبه وأمته العربية وللقضايا التحررية في العالم بألف شهادة”، وقد زادتها “عزماً وإصراراً على الوفاء لإرثه”.

وتابعت “حملة المقاطعة”: “ليس خفياً أن مسيرة سماح النضالية عرفت من الإرث النبيل للعظيمين جورج حبش والشهيد غسان كنفاني، وقيادتكم الصلبة، بما تمثله من نهج المقاومة الجذرية، لا المساومة المرحلية، كانت محط إعجاب وتقدير له وإلهام لنا جميعاً”.

كما أثنت “الحملة”، في رسالتها إلى المناضل جورج عبد الله، على رسالته التي وجهها للراحل سماح، شارحة أنها “شكلت وقعا طيبا في قلبه ولدى عائلته”، مردفة: “نحن أعضاء الحملة، وفي محنة المرض التي ألمت بفقيدنا، عرفناكم أنتم الأسرى الأحرار أكثر وعشقناكم أكثر، تتسللون كل ليلة من وراء القضبان مثل فراشات تحترف النور، وتطمئنون علينا، تنفخون في جمر القلوب، ثم تعودون إلى زنازينكم تباشير الصباح الأول”، ومؤكدة أن “رسائل الأسرى هي أفضل عون وأغلى وسام في أيامه الأخيرة”، مجدّدة عهدها للمناضل عبد الله على “استكمال مسيرة النضال على خطى سماح وخطى كل حر شريف وعلى نصر قضيته المحقة”.

وفي السياق ذاته، أرسلت “حملة المقاطعة” رسالةً إلى الأسرى في سجون الاحتلال، قالت فيها: “يا رفاق العشق الفلسطيني الحميم، نكتب إليكم ورفيقنا العظيم سماح إدريس يقرع أجراس أرواحنا في ما نقول ويهجئ لنا الكلمات، حرفاً حرفاً، وعداً وعداً وحلماً حلماً. أنتم رفاق عمر سماح، والشعلة التي منها يقتبس، ورسائل اطمئنانكم أفضل عونٍ وأغلى وسام في أيامه الأخيرة، وكلمات رثائكم كانت طائر العشق الذي رافق سماح إلى مثواه الأخير”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة