مدار: 28 كانون الأول/ ديسمبر 2024
عكس التوجه الشعبي المغربي العام المناهض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، والذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني أمام حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها في قطاع غزة، قام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باستقبال وفد إسرائيلي خلال اجتماع المجلس العالمي للأممية الاشتراكية المنعقد في العاصمة المغربية أيام 21، 22 و23 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
وحسب المعلومات المتوفرة، فقد شارك في هذا الاجتماع الذي احتضنه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية “كوليت أفيتال”، والتي سبق لها أن كانت عضوا في الكنيست، واشتغلت كمسؤولة كبيرة في وزارة خارجية الكيان الصهيوني، وهي عضو في حزب ميرتس الإسرائيلي.
كما تشغل كوليت أفيتال أيضا منصب نائب رئيس الأممية الإشتراكية التي يقودها الإسباني بيدرو سانشيز من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني.
وقد حضر في هذا الاجتماع مشاركة إسرائيلية ثانية من الحزب نفسه.
أثارت الخطوة التي أقدم عليها الحزب الذي أسسه المهدي بن بركة غضبا واسعا في الأوساط الشعبية والسياسية المغربية.
في هذا السياق، سجّل المرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي) أن هذه الواقعة “تأتي ضدا على ما تقتضيه المرجعيات المفترضة للإشتراكية العالمية وتاريخ اليسار عموما من رفض العدوان الامبريالي و مناهضة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، خاصة مع التطور القضائي في موضوع حرب الصهاينة على غزة، أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، فضلا عن زخم الغضب الشعبي العالمي والمغربي تحديدا ضد الكيان الصهيوني وقيادته السياسية والعسكرية”.
تعتبر القوى المغربية المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني أنه لا يجب على جميع المؤسسات رسمية كانت أو غير رسمية التعامل مع أي شخصية معنوية أو فردية من إسرائيل بغض النظر عن مرجعيتها السياسية والأيديولوجية، وتعتبره مساهمة في الاعتراف بالكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية.
منذ بداية العدوان على غزة، نظم المغاربة آلاف التظاهرات المؤيدة لفلسطين والمناهضة لحرب الإبادة الصهيونية.
شكل المغرب أحد البلدان التي شهدت أعدادا كبيرة من هذه الاحتجاجات بما فيها مسيرات وطنية حاشدة.
في سياق متصل، بلغت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ 07 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أزيد من 45 ألفا و436، وارتفعت حصيلة الإصابات إلى أكثر من 108 ألف، ودمرت حرب الإبادة الصهيونية البنى التحتية والثقافية والصحية، وحولت قطاع غزة إلى مكان للموت المعمم، في واحدة من أبشع الحروب العدوانية في التاريخ الحديث للبشرية.
وكانت محكمة العدل الدولية وجدت أن هناك أدلة “معقولة” بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.