حركات السكان الأصليين الأستراليين تتظاهر في “يوم الغزو البريطاني” وتتضامن مع فلسطين

مشاركة المقال

مدار: 30 كانون الثاني/ يناير 2024

يبدو أن الاحتفال بما يسمى “يوم أستراليا” يلقى معارضة متزايدة، أمام ما يمثله من رمز فارق للغزو والاحتلال البريطانيين.

يوم الـ 26 من كانون الثاني/ يناير، والذي يصادف “يوم استراليا الوطني”، خرج عشرات الآلاف الأستراليين إلى الشوارع للمطالبة بإلغاء هذا التأريخ واستبداله بـ “يوم الغزو” أو “يوم البقاء”.

حضور لافت للأعلام الفلسطينية في مسيرة ملبورن. المصدر: abc.

إنه يوم عطلة وطنية رسمية، يخلد ذكرى رفع الأدميرال البريطاني آرثر فيليب، علم بلده فوق سيدني سنة 1788. بالنسبة لحركات السكان الأصليين فإنه من المفترض أن يكون “يوم حداد” نظرا لما تلا ذلك من إبادة للسكان الأصليين في هذا البلد المترامي الأطراف.

في ملبورن لوحدها خرج ما لا يقل عن 35 ألف مواطن للاحتجاج والمطالبة بتغيير أو إلغاء “يوم أستراليا”، وسط حضور ملفت للأعلام الفلسطينية والمناهضين للعدوان على غزة.

ورفع أحد المتظاهرين لوحة كتب عليها “أستراليا البيضاء لديها تاريخ أسود”.

وقالت إحدى المتظاهرات لموقع “ABC” المحلي، إنه “لا يمكن أن يحدث ذلك دون الاعتراف بأن السكان الأصليين كانوا هنا لآلاف الأيام قبل الاستعمار”، في إشارة إلى هذا التاريخ المثير للجدل.

بالنسبة لمنظمي هذه التظاهرات، فإن حضور أنصار القضية الفلسطينية كان ضروريا للتعبير عن مناهضة العدوان الإسرائيلي على غزة.

أما في سيدني، تزامنت الاحتجاجات مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة، لكن ذلك لم يمنع الآلاف من المحتجّين الغاضبين من الخروج إلى الشارع والتعبير عن مواقفهم.

وقال بول سيلفا، أحد منظمي التجمع، إنه من المهم لأستراليا البيضاء أن تفهم “لماذا يريد السود رحيل هذا اليوم”، مذكّرا أثناء حديثه بالتاريخ الطويل للمذابح التي تم ارتكابها في حق السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس منذ عام 1788، حسب ما أوردته صحيفة “ABC”.

في ارتباط بالقضية الفلسطينية، هتف سيلفا مخاطبا الجمهور: “نحن كشعوب الأمم الأولى نقف متضامنين مع الشعب الفلسطيني.. نحن نقف معا ونقول كفى”، نقلا عن المصدر نفسه.

جانب من المشاركة المؤيدة لفلسطين في مسيرة سيدني. صورة: abc.

مدن أسترالية كثيرة شهدت مظاهرات مماثلة: بريسبين، اديلايد، داروين، كانبرا، هوبارت، بيرث.. وغيرها.

بالنسبة لحركة السكان الأصليين، فإن وصول أول أسطول بريطاني إلى شواطئ  هذه القارة في 26 كانون الثاني/ يناير 1788، يمثل بداية فترة طويلة من الإبادة الجماعية والتهجير القسري لأسلافهم الذين سكنوا هذه الأرض لآلاف السنين.

أصبح هذا التاريخ منذ أواخر الأربعينيات، يوما للاحتجاج ضد الاستعمار البريطاني وإرثه المظلم، كما يشكل فرصة للاحتجاج على النظام الأبيض الحاكم وسياساته التمييزية، حسب وصفهم.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة