مدار: 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2021
وجّه المناضل اللبناني جورج عبدالله المعتقل تعسفاً في السجون الفرنسية، رسالة إلى المتظاهرين الذين احتشدوا يوم الأحد الماضي 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري للتضامن معه، بمناسبة الذكرى الذكرى الـ 37 على اعتقاله، أمام سجنه(Lannemezan)، مؤكّداً على أن وجود المتضامنين معه يملأه بالقوة ويوجه صفعة شديدة لكل من راهنوا على تراجع تضامنهم، ويزيده اقتناعاً بأن تغيير ميزان القوى لصالح الأبطال الثوريين المسجونين هو دائماً نتيجة للتعبئة التضامنية المفترضة في ميدان النضال ضد الرأسمالية والإمبريالية.
وأكّد المناضل اليساري في رسالة، اطلع “مدار” على نسخة منها، على “أن المقاومة الفلسطينية عليها أن تواجه “الحلف الرجعي العربي – الصهيونية الرجعي” الذي تقوده الإمبريالية”، لافتاً إلى أن فلسطين تعلم الجميع كل يوم كل دروس نكران الذات والشجاعة ذات الأهمية الاستثنائية.
كما دعا “لمواجهة ظروف الاعتقال في السجون الصهيونية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم عبر التضامن الأممي فهو سلاح لا غنى عنه..”.
وتطرق المناضل عبدالله إلى ضرورة القضاء على الرأسمالية قائلاً “في هذه الأوقات من تفشي الجائحة، والأزمة متعددة الأبعاد التي تهز أركان النظام الرأسمالي العالمي، تستمر التناقضات بين الإمبريالية في التفاقم أكثر فأكثر، تلوّح البرجوازية الإمبريالية مؤخراً بعلم القومية في كل مكان. وهو الرد الكلاسيكي للرأسماليين في أوقات الأزمات لربط الجماهير الشعبية بشكل أفضل بـ “برجوازيتهم” و “دولتهم”. وكأن القضية التي يجب حلها للعمال وغيرهم ممن هم في حالة الهشاشة هي قضية “عظمة الأمة”، وليست نهاية الرأسمالية وبربريتها. ومع ذلك، فإن أزمة الرأسمالية المحتضرة في مرحلتها من التعفن المتقدم موجودة بالفعل أمام أعيننا على المستوى الكوكبي… تتضافر الأزمة الصحية والأزمة البيئية والأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتتضخم أكثر فأكثر. لا سبيل للخروج من الأزمة في إطار الرأسمالية. والرأسمالية المعولمة هي الرأسمالية الموجودة بالفعل اليوم.
وشدّد على أن “التغلب على الرأسمالية، ليس من خلال التنازلات التاريخية وغيرها من المحاولات الوهمية للحفاظ على مكاسب ما يسمى بالرأسمالية الديمقراطية ذات الوجه الإنساني، ولكن من خلال صراع “طبقة ضد طبقة” الذي لا هوادة فيه..، داعياً الشيوعيين وجميع أبطال الثورة للتغلب على الرأسمالية وبربريتها وبأسرع وقت ممكن.
وأضاف “من أجل المضي قدماً في بناء البديل الثوري المناسب، فإن تلاقي النضالات هو أكثر من ضروري. يتم بناء وهيكلة الكتلة التاريخية للعمال، وغيرهم من العمال غير المستقرين، في الديناميات العالمية للنضال بجميع مكوناته. فقط من خلال هذه الديناميكية العالمية يظهر الصراع الطبقي الإمكانات السياسية للحركة الحالية، ويدفع البروليتاريا لتكوين تعبيرها السياسي الواعي. من خلال امتلاكها التعبير السياسي الواعي لمصالحها الطبقية، تعيد الجماهير البروليتارية اكتشاف نفسها كموضوعات لتاريخها وللتاريخ نفسه”.
وبيّن “أن البورجوازية العربية بأغلبيتها الساحقة تظهر الآن اصطفافها في معسكر العدو، فترمي بثقلها على نضال الجماهير الشعبية الفلسطينية من ناحية، وتتأكد من ناحية أخرى المكانة الخاصة للقضية الفلسطينية كإحدى الروافع الرئيسية للثورة العربية”، مشيراً “إن الجماهير الشعبية الفلسطينية، على الرغم من كل خيانات البرجوازية، تتولى أكثر من أي وقت مضى دور الضامن الحقيقي للدفاع عن مصالح الشعب في مواجهة الاحتلال ووحشية المحتل”.
كما دعا “لمواجهة ظروف الاعتقال في السجون الصهيونية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم عبر التضامن الأممي فهو سلاح لا غنى عنه..”.
يُشار، أن جورج عبدالله اعتقل عام 1984 في مدينة ليون الفرنسية، وأصدر القرار الأول للإفراج عنه عام 2003، إذ كان ينتظر توقيع وزير الداخلية السابق مانويل فالس قرار ترحيله إلى لبنان مطلع العام 2013، إلّا أن السلطات الفرنسية ترفض الإفراج عنه لأسباب سياسية وضغوط أمريكية، وها هو يبدأ عامه الثامن والثلاثين في سجن لانيميزان، رغم أنه استوفى شروط الإفراج عنه منذ 22 عاماً.
وحول إغفال الحكومة الفرنسية لتطبيق مبادئ الثورة الديمقراطية الفرنسية وإصرارها على احتجاز المناضل اللبناني، كان الناطق باسم “الحملة الدولية للإفراج عن الأسير جورج عبد الله” د. روبير عبدالله (شقيق جورج) شدّد في حوار خاص مع “مدار” على أن “السلطات الفرنسية أظهرت مدى سنوات اعتقال عبدالله التزاماً مبرماً بإملاءات الإدارة الأميركية تجاه قضية الأسير جورج عبد الله، وليس أدل على ذلك ما ظهر في إحدى وثائق ويكليلكس من طلب رسمي من وزيرة الخارجية الأميركية وهي تأمر نظيرها الفرنسي بالتفتيش عن أي مسار يحول دون الإفراج عن جورج عبد الله؛ وكان ذلك عشية صدور القرارات القضائية بالإفراج عنه”، شارحاً أن “هذا الإصرار الأميركي لا يعكس سوى الامتعاض من حملات التضامن المتعاظمة مع جورج عبد الله، وتحوله إلى رمز وقدوة في زمن تغول الرأسمالية العالمية”.