مدار: 16 أيلول/ سبتمبر 2021
كاترين ضاهر
توقعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني في شباط/ فبراير 1981 أن يصل الاحتلال الإسرائيلي حتى مشارف العاصمة بيروت، فبدأ المعنيون التجهيز لهذه اللحظة. وفي السادس عشر من أيلول/ سبتمبر 1982، أعلن الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي اللبناني، جورج حاوي، وأمين عام منظمة العمل الشيوعي الراحل محسن إبراهيم، إعلان ولادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) من منزل القيادي الراحل كمال جنبلاط.
فكانت “جمول” البداية.. وشكّلت بأهدافها وأدائها نموذجاً يحتذى به في النضال الوطني الثوري التحرري، ليس في لبنان فحسب، بل على امتداد الوطن العربي، ولكافة القوى التقدمية، الوطنية، والديمقراطية؛ ويعود ذلك إلى تركيبتها وأهدافها وأدائها المميز، إذ أكّدت على ضرورة الترابط بين التحرير والتغيير الوطني الديمقراطي في لبنان.
وكما قال الراحل جورج حاوي: “إن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية هي أنبل ظاهرة في التاريخ العربي المعاصر”.
لقد شكلت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بانطلاقتها الرد الثوري على مروّجي ثقافة الهزيمة والاستسلام آنذاك، إذ أعلن البعض بدء “العصر الإسرائيلي”، لترد “جمول”، وتؤكّد أنه “عصر المقاومة أيها الأغبياء”، كما جاء في العنوان العريض لجريدة “النداء”، صباح 16 أيلول/ سبتمبر 1982، عندما انطلقت الرصاصة الأولى وباكورة عمليات “جمول” من العاصمة بيروت من أمام صيدلية بسترس، وراحت تلاحق جنود العدو المحتل، في كل مكان، وفي كل حي أو شارع، حتى علا صراخ الغزاة مستغيثاً: “لا تطلقوا النار سننسحب من بيروت”، فانسحب الاحتلال الصهيوني من بيروت رافعاً الراية البيضاء، جاراً ذيول هزيمته، وأسقطت “جمول” عنه صفة “الجيش الذي لا يُقهر” كما كان يدعي.
المقاومة الوطنية…
إن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لم تنطلق من الصفر، ولم تكن فقط وليدة النداء الذي وجهته القيادات الوطنية بعد احتلال بيروت؛ فالمقاومة الوطنية وجدت منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية، وتطورت في المعارك المشتركة التي خاضها الشعب اللبناني دفاعاً عن الثورة الفلسطينية، ومن أجل حق شعب فلسطين في العودة إلى أرضه؛ وتصلب عودها في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، خاصة في الجنوب، فلما كان العدوان الإسرائيلي الواسع عام 1982 تجلت هذه المقاومة في كل معركة خيضت من أقصى الجنوب إلى بيروت، مروراً بالبقاع الغربي والجبل، وانتقلت بعد ذلك لتأخذ شكل حرب العصابات ضد مواقع العدو الثابتة والمتنقلة، بالإضافة إلى مراكز تجمع عملائه.
هذه المقاومة التي لاحقت العدو في مراكز تجمعه الثابتة والمتنقلة من الحواجز إلى الدوريات الراجلة والمؤللة إلى القوافل، اختلفت باختلاف المراحل وتطورت من خلال معارك المواجهة واندفعت أكثر فأكثر مع اندفاع الانتفاضات الشعبية.
انطلاقة “جمول” بالدم…
في الخامس عشر من أيلول في العام 1982 وأثناء دفاعه عن مقر جريدة “النداء” (جريدة الحزب الشيوعي اللبناني اليومية)، بوجه الصهاينة سقط المناضل الشيوعي قاسم الحجيري شهيداً؛ وفي السادس عشر من أيلول 1982 سقط رفيقاه جورج قصابلي ومحمد مغنية أثناء تصديهما لدبابات العدو التي كانت تقتحم العاصمة في منطقة الوردية في بيروت.
“سطروا بدمائهم بيان انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية”، كما قال جورج حاوي، مضيفا: “ثلاثة أبطال كانوا هم البيان…”.
“جمول” بالأرقام…
في ما يلي بعض المحطات النضالية لـ”جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية”:
– البيان التأسيسي: 16 أيلول/ سبتمبر 1982.
– العملية الأولى: 20 أيلول 1982.
عدد العمليات التي جرى تنفيذها 1113
– عدد العمليات ضد العدو الإسرائيلي: 907
– عدد العمليات ضد العملاء: 206
– عدد المهمات الأخرى: 5000
– خسائر العدو منذ 16 أيلول 1982 حتى العام 1986: 386 قتيلاً حسب اعترافات العدو من أصل 657 حتى 24 أيار/ ماي 2000 أما عدد جرحى الجيش الإسرائيلي في تلك الفترة قد بلغ 2326 من أصل 2966 حتى يوم التحرير.
– خسائر العدو من العام 1987 حتى العام 1990: 7 قتلى و36 جريحاً و4 آليات حسب اعترافات العدو، 25 قتيلاً و50 جريحاً و10 آليات حسب بيانات الجبهة.
– خسائر العملاء من العام 1987 حتى 1990: ستة قتلى و18 جريحا و7 آليات حسب اعترافات العدو، 20 قتيلا و73 جريحا و12 آلية حسب بيانات جبهة المقاومة الوطنية.
-عدد الشيوعيين المشاركين 7000.
-عدد شهداء جبهة المقاومة الوطنية: 196
-عدد الشهداء الذين مازال رفاتهم محتجزا لدى العدو الصهيوني في مقابر الأرقام: 9 شهداء (جمال ساطي- كامد اللوز، حسن علي موسى-مدوخا، الياس يوسف حرب-تنورين، حسام فاروق حجازي-الميناء طرابلس، ميشال إبراهيم صليبا-بتغرين، فرج الله فوعاني-حولا، إياد صالح قصير-دير قانون النهر، حسن محمد ضاهر-كفررمان، يحيى محمد الخالد-كفر حمام).
– عدد الاستشهاديين: ثلاثة شهداء
– عدد شهيدات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية: سبع شهيدات
– الشهيد الأول: هشام عاصي 12 أيار 1983، هذا وقبل إعلان البيان بساعات في 16 أيلول1982 استشهد الرفيق جورج قصابلي مع رفيقه محمد مغنية أثناء تصديهم للاجتياح على محور الوردية بناية الأونيون.
– الشهيدة الأولى: يسار مروة 2 أيار 1983.
– توزع الشهداء على المحافظات: الجنوب 131، البقاع 29، الشمال 14، جبل لبنان 11 وبيروت 2 .
– عدد الجرحى: 1200
-عدد الذين اعتقلوا في سجون العدو: 3000
– مساحة الأرض التي احتلها العدو: 3450 كلم مربع
– المساحة المحررة منذ 16 أيلول/سبتمبر وحتى نيسان/أبريل 1985: 2600 كلم مربع.