مدار: 15 كانون الأول/ ديسمبر 2021
وثّقت منظمة “الحـروب الجويـة” (إيروورز) الخسائر المدنية الناجمة عن الضربات العســكرية التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وكذلك عن إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية على الكيان الغاصب.
ولاحظت المنظمة في دراسة جديدة لها، بعنوان: “لماذا قصفونا؟”، ســقوط الضحايا المدنيين في المناطق المأهولة فــي قطــاع غــزة وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، نتيجــة استخدام الأسلحة المتفجرة؛ موردة أن الضربات الإسرائيلية على غزة خلال عدوان أيار/ مايو الماضي قتلت حوالي عشرة أضعاف عدد المدنيين الذين سقطوا خلال الغارات العديدة التي شنتها على سوريا، ولافتة إلى أن “الكثافة السكانية هي المحرك الأكبر للخسائر في صفوف المدنيين جراء الغارات الصهيونية”.
وبيّنت الدراسة تعمّد القوات الإسرائيلية استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، ما أدى إلى إلحاق أضرار مرتفعة في صفوف المدنيين، مثنية على الجهود المستمرة التي تبذلها الأمم المتحدة لتقييد استخدام الأسلحة المتفجرة فـي المناطـق السـكنية.
واستشهد خلال العدوان الأخير على قطاع غزة ما بين 151 و192 مدنياً تقريباً، ثلثهم من الأطفال، نتيجة أعمال جيش الاحتلال الإسرائيلي في أيار/مايو 2021. وقتل 10 مدنيين إسرائيليين بشكل مباشر جرّاء تمكّن صواريخ المقاومة الفلسطينية من اختراق نظام “القبة الحديدية”.
وتعتبر غزة من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم، وقد تعرضت لأكثر من 1500 غارة جوية ومدفعية إسرائيلية خلال 11 يوماً فقط؛ ما أفضى إلى زيادة عدد الضحايا المدنيين.
اختيار الأهداف
خاضت إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أربع عمليات قتالية كبرى، منذ عام 2008.
وأفادت “إيروورز” بأن ما بين 56 و68 مدنياً سقطوا جرّاء استهداف جيش الاحتلال، حسب مزاعمه، شبكة أنفاق للمسلحين تابعة لحماس تحت مناطق مكتظة بالسكان في مدينة غزة، ما أدى إلى انهيار المباني. وفي صباح 16 مايو/أيار، استشهد ما لا يقل عن 41 مدنياً في غارات على شارع الوحدة السكني، كان من بينهم 18 طفلاً.
نتذكر كيف ظهرت أبراج مدنية وكانت تضم حتى مقرات منابر إعلامية دولية، وهي تتعرض للقصف الجوي وهدمت عن آخرها، ما يضع إدعاءات استهداف الأنفاق موضع شك كبير.
الأسلحة المتفجرة
أكّدت منظمة “الحـروب الجويـة” أن “الاختلافات الصارخة في وفيات المدنيين وإصاباتهم الناجمة عن الأعمال الإسرائيلية في قطاع غزة توضح جلياً أن أهم دافع للضرر المدني مازال استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان”، داعية إلى بذل الجهود لتقييد استخدام هذه الأسلحة الخطيرة ذات التأثير واسع النطاق على المراكز الحضرية.
ولاحظ تقرير”إيروورز” في جميع النزاعات التي تراقبها أن استخدام أسلحة متفجرة واسعة النطاق في المناطق الحضرية المأهولة يؤدي إلى مستويات عالية من وفيات المدنيين وإصاباتهم، لافتا إلى أن “ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة هو أحد أعراض الاتجاه العسكري العالمي المتصاعد والمقلق في استخدام الأسلحة ذات التأثير واسع النطاق في المناطق المأهولة بالسكان (المعروفة أحياناً باسم EWIPA)”، وداعيا إلى تكثيف الجهود الدولية الجارية للحد من استخدامها في إعلان سياسي للأمم المتحدة، من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في أوائل عام 2022.