“الفاو” تحذّر.. زيادة الضغط على الموارد قد يؤدي إلى كوارث بيئية وإذكاء التنافس والنزاعات

مشاركة المقال

مدار: 15 كانون الأول/ ديسمبر 2021

أعربت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) عن قلقها حول الموارد من الأراضي والمياه في العالم وذلك في تقريرها الجديد، إذ يشير إلى أن تدهور التربة بسبب الأنشطة البشرية يؤثر على 34 % من الأراضي الزراعية، مما يشكل تحديات كبيرة على الأمن الغذائي.

ويكشف التقرير المعنون “حالة الموارد من الأراضي والمياه في العالم للأغذية والزراعة: نظم على حافة الانهيار” عن تدهور حالة الموارد من التربة والأراضي والمياه، والتحديات التي يطرحها ذلك بالنسبة إلى إطعام سكان العالم الذين يتوقع أن يبلغ عددهم قرابة 10 مليارات شخص بحلول عام 2050.

وأوضح مدير عام منظمة الفاو، شو دونيو، أن “النظم الإيكولوجية الأرضية والمائية تعاني الآن من ضغط حاد، فالعديد منها مُجهد إلى حد حرج”. لذا “أمننا الغذائي سيعتمد على حماية مواردنا من أراضٍ وتربة ومياه”، وفق ما جاء في التقرير نفسه.

وحسب الهيئة الأممية فإن الحفاظ على المسار الحالي، يمكن أن يؤدي إنتاج 50 % من المواد الإضافية المطلوبة من الأغذية إلى زيادة عمليات سحب المياه للاستخدام الزراعي بنسبة تصل إلى 35 %، محذراً من “أن ذلك قد يؤدي إلى كوارث بيئية وزيادة التنافس على الموارد وإذكاء التحديات والصراعات الاجتماعية الجديدة”.

ومن التحديات الرئيسية التي أشارت إليها “الفاو”، عدم وجود مجال كبير لتوسيع مساحة الأرض المنتجة، رغم أن أكثر من 95 % من طعامنا يأتي من اليابسة؛ كما تعرّض ندرة المياه الأمنَ الغذائي العالمي والتنمية المستدامة للخطر، وتهدد 3.2 مليار شخص يعيشون بالمناطق الزراعية.

ولفتت منظمة الأغذية والزراعة إلى أن نصيب الفرد الواحد من استخدام الأراضي قد انخفض بنسبة 20 % بين عامي 2017 و2000.

ودعت الهيئة ذاتها إلى تعزيز البيئة الرقمية اللازمة، لتزويد قطاع الزراعة بالبيانات الأساسية والمعلومات والحلول المستندة إلى العلم، والتي تسخر التكنولوجيا الرقمية بشكل كامل وتقي من عوامل المناخ.

كما حثّت الوثيقة على حوكمة للأراضي تكون أكثر شمولاً وتكييفاً لينتفع الملايين من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والنساء والشباب والشعوب الأصلية، إذ هي الفئات الأكثر عرضة لمخاطر المناخ وغيرها من المخاطر الاجتماعية والاقتصادية والتي تواجه أكبر قدر من انعدام الأمن الغذائي.

وأكّدت “الفاو” على أن استدامة التربة والأراضي والمياه تشكل حجر الزاوية لإيجاد نظم غذائية وزراعية قادرة على الصمود، إذ “يمثل الاستخدام المستدام لهذه الموارد الحلّ لبلوغ مقاصد التخفيف من حدة آثار تغير المناخ والتكيّف معها”، شارحة أن الاستخدام المرشّد للتربة وحده يمكن أن يؤدي إلى احتجاز ثلث انبعاثات غازات الدفيئة الناشئة عن الأراضي الزراعية.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة