تقرير: تكاليف الرعاية الصحية تدفع أكثر من نصف مليار شخص إلى الفقر المدقع

مشاركة المقال

مدار: 15 كانون الأول/ ديسمبر 2021

كشفت تقارير لمنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي أن أكثر من نصف مليار شخص دفعوا إلى الفقر المدقع جرّاء اضطرارهم إلى تكبّد تكاليف الخدمات الصحية على نفقتهم الخاصة، مرجحة أن توقف جائحة كوفيد-19 عقدين من التقدم العالمي نحو التغطية الصحية الشاملة.

وتزامناً مع اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة، تم إطلاق التقرير المشترك، لتسليط الضوء على التأثير المدمر لكوفيد 19 على قدرة الناس على تحصيل الرعاية الصحية ودفع تكاليفها، محذراً من أن “الضائقة المالية من المرجح أن تزداد حدة مع تزايد الفقر، وانخفاض الدخل، ومواجهة الحكومات قيوداً مالية أكثر صرامة”.

وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى “الإسراع في تعزيز أنظمتنا الصحية، على أن تكون منصفة وقادرة على تلبية احتياجات جميع الناس، بما في ذلك احتياجاتهم الصحية النفسية، مع اقتراب العام الثالث للجائحة بسرعة”، موضحاً أن “موجات الصدمة لهذه الحالة الصحية الطارئة هي أكثر إضراراً بالبلدان التي تفتقر إلى أنظمة صحية قادرة على توفير رعاية جيدة وبأسعار معقولة للجميع؛ فيما يعد أفضل تأمين للاقتصاديات والمجتمعات القادرة على الصمود هو تعزيز النظم الصحية قبل ظهور الأزمات”.

وحثّ غوتيريش على “القيام باستثمارات أكثر ذكاءً في أسس النظم الصحية، مع التركيز على الرعاية الصحية الأولية والخدمات الأساسية والسكان المهمشين”، معتبراً “التوزيع غير المتكافئ للقاحات كوفيد-19 في العام الماضي بمثابة فشل أخلاقي عالمي”.

وتسببت الجائحة أيضاً في أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ما جعل من الصعب على الناس بشكل متزايد أداء تكاليف الرعاية الصحية المنقذة للحياة. وفي عام 2020 عطلت الجائحة الخدمات الصحية وضغطت على النظم الصحية في البلدان إلى ما هو أبعد من حدودها؛ ونتيجة لذلك، انخفضت تغطية التحصين لأول مرة منذ عشر سنوات، وزادت الوفيات الناجمة عن السل والملاريا، حسب التقرير.

أيضاً قبل الجائحة كان نصف مليار شخص يُدفعون نحو الفقر المدقع بسبب تكاليف الرعاية الصحية.

أما مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، فحثّ على بناء أنظمة صحية أقوى، داعياً جميع الحكومات إلى أن تستأنف على الفور وتسرع الجهود لضمان حصول كل مواطن على الخدمات الصحية دون خوف من العواقب المالية؛ وذلك عبر “تعزيز الإنفاق العام على الصحة والدعم الاجتماعي، والتركيز على أنظمة الرعاية الصحية الأولية”.

وقال خوان بابلو أوريبي، المدير العالمي للصحة والتغذية والسكان بالبنك الدولي: “حتى قبل تفشي الجائحة كان ما يقرب من مليار شخص ينفقون أكثر من 10 % من ميزانية أسرهم على الصحة، وهذا غير مقبول، خاصة أن أشد الناس فقراً هم الأكثر تضرراً”، مطالباً الحكومات باتخاذ خيارات صعبة لحماية وزيادة الميزانيات الصحية.

يُذكر أنه قبل انتشار الجائحة عام 2019، تمت تغطية 68 % من سكان العالم بخدمات صحية أساسية… لكن الحكومات لم تجعل الرعاية ميسورة التكلفة. “ونتيجة لذلك فإن الفئات الأكثر فقراً وأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية هم الأقل قدرة على الحصول على الخدمات الصحية، وتحمل عواقب الدفع مقابلها”.

يُشار إلى أن “يوم التغطية الصحية الشاملة” يحث البلدان على تسريع وتيرة التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة، بهدف ضمان حصول الناس على الخدمات الصحية الجيدة التي يحتاجوها دون معاناة مالية؛ ويشتمل الاحتفال به هذا العام على سلسلة من الفعاليات تمتد حتى 16 كانون الأول/ ديسمبر، تحت شعار “لا تترك صحة أحد خلف الركب: استثمِر في النظم الصحية الشاملة للجميع”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة