مدار + مواقع: 21 كانون الأول / ديسمبر 2020
أدان فرع فرنسا لحزب العمال الشيوعي التونسي تصريحات رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، التي تصم المهاجرين بالعنف والإرهاب، كما أدان خضوع الحكومة التونسية لـ”إملاءات الحكومة اليمينية الفرنسية وقبولها استقبال المهاجرين غير المرغوب فيهم، في تعارض مع مبادئ حقوق الإنسان”، شاجبا “تفريطها في أمن البلد القومي وقبولها استقبال متطرفين وقع استقطابهم في فرنسا”.
وقال حزب العمال الشيوعي التونسي عن تصريح المشيشي لقناة فرنسية، اعتبر من خلاله أن “الهجرة غير الشرعية رديفة للإرهاب”، إن موقف رئيس الحكومة “يذكرنا بمزايدة رئيس الجمهورية على غلاة الاستعمار حين اعتبر أن تونس لم تكن إلا محمية فرنسية”.
وأضاف الحزب اليساري أن “لقاءات رئيس الحكومة لم تسفر عن أي اتفاق أو إجراء يخدم مصالح الشعب التونسي أو الجالية التونسية بفرنسا”، داعيا القوى التونسية المناضلة في الهجرة إلى “التوحد ضد ما قد تتخذه الحكومتان اليمينيتان في فرنسا وتونس في حق المهاجرين”.
من جهته، أصدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بيانا بعنوان: “تونس تستحق أفضل”، جاء فيه: “لم يكن التصريح هفوة اتصالية تضاف إلى رصيد السيد رئيس الحكومة الحافل بصنع التوترات إثر كل إطلالة إعلامية”، مؤكدا أن “رئيس الحكومة أساء للآلاف من التونسيات والتونسيين المتواجدين في أوروبا بطريقة غير نظامية، وهم في مسارات قانونية لتسوية وضعياتهم، وقد يعرضهم هذا التصريح لتهديد سلامتهم من طرف المجموعات اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين”؛ كما اعتبر أنه “أمام هذا التردي فإن طرح الإستراتيجية الوطنية للهجرة للنقاش داخل البرلمان أصبح مطلبا عاجلا حتى تكون ملزمة لكل المسؤولين، وحتى لا تتكرر مواقف عدم الفهم والارتباك”.
وأضاف المنتدى ذاته أن مثل هذه التصريحات “تؤكد عزلة الطبقة السياسية عن واقع أبناء الشعب وآمالهم وانتظاراتهم التي تصطدم بخيبة أمل كبيرة ويأس من إصلاح الأوضاع، ما يدفعهم إلى مغامرة الهجرة غير النظامية”.
وفي الإطار ذاته، كتب الحقوقي التونسي عماد السلطاني، رئيس “جمعية الأرض للجميع”، التي تنشط في مجال تعزيز حقوق المهاجرين، في حائطه على “فيسبوك”: “الهجرة حق لكل فرد وشرعية حسب المواثيق الدولية، وإنما سياساتكم هي غير الشرعية”، وعلق في حوار مع قناة تونسية على تصريح رئيس الحكومة قائلا: “رئيس الحكومة الفرنسية لا يجرؤ على مثل هذا التصريح”، داعيا المشيشي إلى الرحيل.
واعتبر الحقوقي ذاته أن تصريحات المشيشي التي تجمع كل المهاجرين في سلة واحدة تهدد السياحة التونسية.
وكانت جمعية الأرض للجميع نظمت وقفة أمام وزارة شؤون الخارجية التونسية احتجاجا على هذه التصريحات.
وكانت تصريحات أطلقها رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، بشأن المهاجرين غير النظاميين، أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط السياسية والحقوقية، حيث دعاه نشطاء إلى الاعتذار السريع عما وصفوها بـ”الإهانة التي لحقت آلاف المهاجرين التونسيين غير النظاميين”.
وكان المشيشي قال في مقابلة مع قناة “فرانس 24” الفرنسية: “من يتحدث عن الهجرة غير النظامية يتحدث عن الإرهاب”، معبرا عن “استعداد بلاده لترحيل المهاجرين غير النظاميين أو الذين يشكلون تهديدا لفرنسا، في إطار احترام حقوق الإنسان”.
وجاءت تصريحات الوزير قبل يومين من اليوم الدولي للمهاجرين الذي يصادف 18 كانون الأول/ دحنبر.
وفي هذا السياق يذكر أن التونسي إبراهيم العيساوي، الذي وصل إلى أوروبا بطريقة غير نظامية، نفذ عملية إرهابية بكنيسة في مدينة نيس الفرنسية، في نهاية أكتوبر، ما أثار حملة إدانة واسعة.
وحسب الأرقام التي سبق أن نشرها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فقد وصل 1328 تونسيا إلى أوروبا بطريقة غير نظامية في شهر أكتوبر الماضي فقط، مقارنة بـ 381 شخصا في أكتوبر 2019.
ويلجأ كثير من الشباب التونسي إلى ركوب المخاطر بالهجرة في قوارب الموت طمعا في حياة كريمة، بعد عدم تحقق وعود الثورة التونسية التي اندلعت قبل عشر سنوات.