مراسلون بلا حدود تفضح قمع الصحافة

مشاركة المقال

مدار: 21 كانون الأول/ ديسمبر 2020

أظهر مسح أجرته منظمة “مراسلون بلا حدود” أن 387 رجلا وامرأة يقبعون في السجون حول العالم بسبب عملهم في مجال الصحافة، منهم 13 معاونا إعلاميا و122 صحافيا غير محترف، و152 صحافيا محترفا، وبينهم 42 امرأة بمعدل 9 في المائة و354 رجلا بمعدل 91 في المائة، بينما مازال 4 صحافيين في عداد المفقودين و54 رهائن.

ويتوزع أكثر من نصف هؤلاء المعتقلين، حسب تقرير المنظمة السنوي لحرية الصحافة، على 5 دول فقط، وهي الصين والسعودية ومصر وفيتنام وسوريا.

وأوضحت المنظمة أن عدد الصحافيين المحتجزين شهد ارتفاعا بشكل قياسي في جميع أنحاء العالم، إذ بلغ 387 إعلاميا في مختلف أنحاء العالم مقابل 389 عام 2019؛ كما زاد عدد الصحافيات المحتجزات بما لا يقل عن 35 في المائة مقارنة بالعام الماضي، 42 مقابل 31 في السنة المنصرمة.

وتتنافس ثلاث دول على صدارة هذا السجل المخزي، ففي المملكة العربية السعودية وصل عدد المحتجزين إلى 34 صحافيا، أطلقت تعبئة من أجل إطلاق سراحهم إبان انعقاد قمة العشرين في الرياض شهر تشرين الثاني/ نونبر.

وبينـما يقبـع بعـض الصحافييـن والمدونـين خلـف القضبـان منـذ عــام 2012 ، تــم إرجــاء موعــد محاكماتهــم إلى أجــل غير مســمى منــذ بدايــة جائحــة كوفيــد-19، “علمــاً أن مثــل هــذه المحاكـمات عـادة مـا تـدور وسـط تعتيـم كبيـر”، كما يوضح تقرير المنظمة الحقوقية.

 أما في مصر فلم يفرج عن معظم الصحافيين الذين طالتهم موجة الاعتقالات في أيلول/سبتمبر 2019، حيث تلجأ السلطات إلى ذريعة “الانتماء إلى جماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة” لإبقائهم خلف القضبان.

 وتؤكد البيانات التي جمعتها مراسلون بلا حدود في إطار مشروع “مرصد” الزيادة المهولة على مستوى انتهاك حرية الصحافة، إذ كان لجائحة كوفيد 19 تأثير واضح على عدد الصحافيين المحتجزين هذا العام، “بحيث تزايدت أعداد الفاعلين الإعلاميين القابعين خلف القضبان، فمازال 14 صحافيا قيد الاحتجاز بسبب تغطيتهم للجائحة وما يتعلق بها من قضايا”، حسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود.

 وفي منطقـة أفريقيـا جنـوب الصحـراء، سجل  تقرير أنجز بشراكة مع منظمـة كاريكاتير تزايـد عـدد اعتقـالات الصحافيـين بثلاثـة أضعـاف بـن 15 /آذار/مارس و15 أيـار/ماي 2020، مقارنـة بالفـترة نفسـها مـن العـام السـابق. ويوجد حاليـاً 54 صحفيـاً رهينـة، أي بنسـبة 5 ٪أقـل مـن العـام الماضي، أغلـبهم مازالـوا محتجزيـن في ثلاث من دول منطقـة الشرق الأوسـط (سـوريا واليمـن والعـراق(، حيث يحتجز تنظيم الدولة الإسلامية 25 في سوريا بين 34 محتجزا.

وفي السياق نفسه، جاء في تقرير صدر الثلاثاء 14 كانون الأول/دجنبر للجنة حماية الصحافيين، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، أن هناك ما لا يقل عن 274 صحافيا وراء القضبان، وذلك حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهذا أكبر رقم تسجله اللجنة منذ بدأت جمع البيانات في أوائل التسعينيات. وبلغ عدد الصحافيين المسجونين في العالم العام الماضي 250 صحافيا على الأقل.

وكشف التقرير أن ثلثي الصحافيين السجناء وُجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم مناهضة للدولة، مثل الإرهاب أو الانتماء إلى جماعات محظورة، في حين لم يُكشف عن أي اتهامات في نحو 20% من الحالات.

وأضاف التقرير أن الاحتجاجات والتوترات السياسية كانت السبب في كثير من اعتقالات الصحافيين التي سُجل معظمها في الصين وتركيا ومصر والسعودية، وتابع بأنه مع تفشي جائحة كوفيد-19 حاول الزعماء المستبدون السيطرة على تغطيتها الإعلامية، وذلك من خلال القبض على الصحافيين؛ كما أشار إلى وفاة صحافييْن على الأقل بعد إصابتهما بالمرض أثناء الاحتجاز.

وأوضح المصدر ذاته أن 34 صحافيا في العالم دخلوا السجن في 2020 بتهمة نشر “أخبار كاذبة”، مقارنة مع 31 صحافيا العام الماضي، مردفا: “يعد الرقم القياسي للصحافيين السجناء في العالم تركة لرئاسة الرئيس ترامب في مجال حرية الصحافة”.

كما أشار التقرير إلى أنه رغم عدم وجود أي صحافي في السجن بالولايات المتحدة حتى الأول من كانون الأول /دجنبر الجاري فإن 110 صحافيين اعتُقلوا أو واجهوا اتهامات في البلاد عام 2020، وبينهم كثيرون تعرضوا لذلك أثناء تغطيتهم الاحتجاجات على عنف الشرطة.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة