تشيلي: اليسار والمستقلون ينتزعون أغلبية مقاعد الجمعية التأسيسية لصياغة دستور جديد

مشاركة المقال

بيبلز ديسباتش + مدار: 18 أيار/ مايو 2021

نهاية هذا الأسبوع، في 15 و 16 أيار/ مايو ، شارك أكثر من 6 ملايين تشيلي في الاقتراع لانتخاب 155 عضوا في الجمعية التأسيسية، وهي الهيئة المسؤولة عن صياغة الدستور الجديد للبلاد، وفي وقت متأخر من ليلة الأحد، نشرت الدائرة الانتخابية في تشيلي (SERVEL) النتائج الأولي ، والتي بموجبها حصلت القوى المستقلة واليسارية على انتصارات مدوية وفازت بأغلبية المقاعد في الجمعية التأسيسية؛ وفي السياق ذاته، تعرضت القوى اليمينية، التي تعهدت بعرقلة أي إصلاحات اجتماعية في عملية صياغة الدستور وكانت تعارض صراحةً أي دستور جديد، لهزيمة كبيرة.

وبعد فرز 99.13 بالمائة من الأصوات حصل المرشحون المستقلون من مختلف الحركات الاجتماعية والنقابات والمنظمات الشعبية الأخرى، الذين برزوا خلال الانتفاضة الاجتماعية في أكتوبر 2019، على 48 مقعدًا؛ وفازت قائمة “أوافق على الكرامة”  المكونة من أحزاب سياسية يسارية مثل الحزب الشيوعي التشيلي، والجبهة العريضة، من بين الأحزاب الأخرى المناهضة للنيوليبرالية ، بـ 28 مقعدًا، كما حصلت قائمة “الموافقة” المكونة من أحزاب يسار الوسط والديمقراطية الاجتماعية على 25 مقعدًا، في حين اكتفت قائمة “هيا بنا لتشيلي” ، وهي ائتلاف من أحزاب يمينية من بينها التحالف الحاكم، بـ 37 مقعدا، وسيتم تقاسم نتائج 17 مقعدا المخصصة للسكان الأصليين في الجمعية التأسيسية بشكل منفصل في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

وإلى جانب هذه الاستحقاقات التاريخية، أجريت انتخابات جهوية وبلدية لانتخاب 16 محافظًا إقليميًا و345 رئيس بلدية و2240 مستشارًا بلديًا للفترة  الممتدة بين 2021-2025، وعلى الرغم من أن النتائج النهائية لهذه الانتخابات لن تُعرف حتى نهاية الأسبوع، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى توجيه ضربة موجعة للائتلاف الحاكم، الذي خسر مجالس بلديات مهمة وحكومات إقليمية، وفي غضون ذل ، احتفظت الأحزاب اليسارية ببلدياتها وانتزعت العديد من البلديات الأخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة سانتياغو.

ووفقًا للنتائج الأولية، يستعد رودريغو مونداكا ، الزعيم الاجتماعي البارز والمدافع عن حقوق الإنسان  ليكون حاكم منطقة فالبارايسو ، ثاني أهم منطقة في البلاد، وعلى نفس النحو، يبدو أن خورخي شارب من الجبهة العريضة قد أعيد انتخابه لمنصب عمدة فالبارايسو، بينما تتجه ماكارينا ريبامونتي من الجبهة العريضة إلى أن تصبح عمدة فينيا ديل مار، التي هيمن عليها تقليديًا الجناح اليميني ، كما يتجه دانييل جادو من الحزب الشيوعي بثبات نحو إعادة انتخابه لمنصب عمدة ريكوليتا.

واعترف الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا بالهزيمة الساحقة للحزب الحاكم والأحزاب التقليدية في الانتخابات واستياء السكان تجاههم، وفي خطابه وجهه إلى الأمة، قال بينيرا إن “المواطنين قد بعثوا اليوم برسالة واضحة وقوية إلى الحكومة وأيضًا إلى جميع القوى السياسية التقليدية. نحن لا نتكيف بشكل ملائم مع مطالب ورغبات المواطنين. نحن نواجه تحديات من خلال التعبيرات الجديدة”، وأضاف “من واجبنا الاستماع بتواضع واهتمام لرسالة الشعب “.

ومن الواضح أن غالبية الناخبين يؤيدون التغييرات الهيكلية، ويعارضون النموذج الاقتصادي والسياسي المعمول به على مدى العقود الخمسة الماضية، يبدو أن المجتمع التشيلي تفصله خطوة واحدة من تحقيق تغييرات تقدمية وتحرير نفسه من الدستور الحالي، الذي يعزز عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، بعد أن تمت صياغته وفرضه في عام 1980 في ظل الدكتاتورية العسكرية للجنرال أوغستو بينوشيه (1973-1990)، السيئة الذكر.

شهدت تشيلي انتفاضة عارمة، انطلقت برفض طلاب المدارس الثانوية ارتفاع تذكرة النقل، لكنها نجحت في تحفيز غالبية السكان،  إلى الاحتجاج والتظاهر مطالبة بتغييرات سياسية واجتماعية شاملة، وها هي نتائجها تبدأ في الظهور من خلال التصديق الشعبي على التغيير وتوسيع الحقوق للشعب.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة