“اليونيسف” تحذر من مستويات كارثية لسوء التغذية الحاد لدى الأطفال

مشاركة المقال

مدار: 20 أيار/ مايو 2022

حذّرت منظمة “اليونيسف” من أن العالم يتحول بسرعة إلى قنبلة افتراضية في ما يتعلق بوفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها، والأطفال الذين يعانون من الهزال، موضحة أن التمويل العالمي لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من الهزال معرض أيضاً للخطر، رغم ارتفاع مستويات الهزال الشديد لدى الأطفال وارتفاع تكاليف العلاج المنقذ للحياة.

وأشارت المنظمة الأممية، في تقرير أصدرته الثلثاء الماضي، إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد كان مرتفعاً حتى قبل أن تهدد الحرب في أوكرانيا بإغراق العالم في أزمة غذاء عالمية متصاعدة، موضحة أن نحو 10 ملايين طفل (2 من بين كل 3) – ممن يعانون من الهزال الشديد- لا يحصلون في الوقت الحالي على الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، التي تمثل علاجاً أكثر فعالية للهزال.

وبحسب التقرير فإنه من المتوقع أن يرتفع سعر الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام بنسبة تصل إلى 16 في المائة خلال الأشهر الستة المقبلة، بسبب الارتفاع الحاد في تكلفة المواد الخام؛ ويمكن أن يترك هذا ما يصل إلى 600 ألف طفل إضافي دون الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة بمستويات الإنفاق الحالية. ومن المتوقع أيضاً أن تظل تكاليف الشحن والتسليم مرتفعة.

وأفادت المديرة التنفيذية لـ”اليونيسف”، كاثرين راسل، بأن أكياس المعجون العلاجية تمثل الفرق بين الحياة والموت بالنسبة لملايين الأطفال سنوياّ.

وبيّنت الدراسة أن مجموعة من الصدمات العالمية التي تواجه الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم – وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، ومعاناة الاقتصادات في سبيل التعافي من كورونا، وظروف الجفاف المستمرة في بعض البلدان بسبب تغير المناخ – تهيئ الظروف لزيادة كبيرة في المستويات العالمية للهزال الشديد.

كما تساهم الصدمات المتعلقة بالمناخ، بما في ذلك الجفاف الدوري الشديد وعدم كفاية الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، في زيادة أعداد الأطفال المصابين بالهزال الشديد.

يُشار إلى أن الهُزال هو أحد أشكال سوء التغذية المُهدِّدة للأرواح، إذ يؤدي إلى نحول وضعف شديدين بين الأطفال، فيصبحون أكثر عرضة لخطر الوفاة، وضعف النمو، والتطور، والتعلّم.

وتواجه البلدان في جميع أنحاء العالم معدلات عالية تاريخية من الهزال الشديد، إذ يعاني ما لا يقل عن 13.6 مليون طفل دون سن الخامسة من الهزال الشديد، ما يتسبب في حالة وفاة واحدة من كل 5 حالات وفاة بين هذه الفئة العمرية. ومازالت منطقة جنوب آسيا تمثل “بؤرة” الهزال الشديد، إذ يعاني طفل واحد من بين كل 22 طفلاً منه، أي ضعف معدل الهزال الشديد في إفريقيا جنوب الصحراء.

أما في أفغانستان فمن المتوقع أن يعاني 1.1 مليون طفل من الهزال الشديد هذا العام، أي ما يقرب من ضعف العدد في عام 2018. كما من المتوقع ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد بسرعة من 1.7 مليون إلى مليونين في القرن الإفريقي جرّاء الجفاف.

ولفتت “اليونيسف” إلى أنه حتى في البلدان التي تشهد استقراراً نسبياً، مثل أوغندا، حدثت زيادة بنسبة 40 في المائة أو أكثر في هزال الأطفال منذ عام 2016، بسبب تزايد الفقر وانعدام الأمن الغذائي الأسري.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة