“اليونيسف”: أزمات لبنان تهدد صحة أطفاله

مشاركة المقال

مدار: 26 نيسان/ أبريل 2022

شكل الوضع الاقتصادي العالمي المتأزم- مع كل الآثار التي نتجت عنه، من ارتفاع في الأسعار وزيادة في التضخم- عبئاً إضافياً على لبنان العائم على أزمات متعددة، دمرت نظامه الصحي وعرضت حیاة الأطفال للخطر.

في هذا الصدد أفاد صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بانخفاض معدلات التطعيم الروتيني في لبنان للأطفال بنسبة 31%، وهي معدلات منخفضة أصلاً بشكل مقلق فعلياً، محذراً من أن يؤدي ذلك إلى ظهور مجموعة كبيرة من الأطفال غير المحميّين المعرّضين للأمراض وتأثيراتها.

وأوضحت “اليونيسف”، في تقرير بعنوان تفاقم الأزمة الصحية للأطفال في لبنان، أصدرته تزامناً مع أسبوع التمنيع العالمي، أن الانخفاض الحادّ في معدلات التطعيم جعل الأطفال عرضة للإصابة بأمراض تتسبب في الوفاة، مثل الحصبة والدفتيريا والالتهاب الرئوي.

وأكّدت الوكالة الأممية أن تداعيات الوضع الاقتصادي العالمي، مع ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم، تؤدي إلى تفاقم أزمة لبنان المفجعة، مع ما يترتب عن ذلك من عواقب وخيمة على صحة الأطفال، لافتة إلى أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في قطاع الصحة، الذي يعاني بالفعل بسبب هجرة المهنيين الطبيين بشكل كبير، وتجميد التوظيف من قبل المرافق الصحية والقيود المفروضة على استيراد الأدوية والمعدات التي أثّرت بشكل خطير على جودة الرعاية الصحية المقدمة للنساء والأطفال.

ويعاني القطاع الصحي في لبنان من ھجرة جماعية ھائلة للعاملين فيه، إذ غادر نحو 40 % من الأطباء- بینھم أطباء حديثو الولادة وأطباء الولادة والأمراض النسائية- و15 % من ممرضات وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، و30 % من القابلات العاملات في البلاد؛ وھذا ما أثر بشكل خطیر على جودة الرعایة الصحیة وإمكانية وصول الأطفال والنساء إلیھا.

بدورها، دعت إيتي هيغينز، ممثلة “اليونيسف” بالإنابة في لبنان، إلى ضرورة العمل المنسّق لإعطاء الأولوية لصحة الأطفال، وزادت موضحة: “فيما يعيش 80 % من السكان في فقر، لا تستطيع العديد من العائلات حتى تحمّل تكلفة المواصلات لاصطحاب أطفالها إلى مراكز الرعاية الصحية، ولا تقدر الكثير من العائلات على توفير التغذية التي يحتاجها أطفالها للبقاء على قيد الحياة والازدهار”.

كما بيّنت المسؤولة الأممية أن “اليونيسف” تعزز دعوتها للحكومة اللبنانية وجميع أصحاب المصلحة لتكثيف الجهود لتطعيم جميع الأطفال ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وتحسين الحالة التغذوية للأطفال والنساء، محذّرة لبنان من أنه “لا يستطيع تحمّل أن تكون صحة الأطفال سيئة مع الحرمان من التغذية”.

يُذكر أن أكثر من 90 % من الأطفال لا يستوفون معايير الحد الأدنى للحصول على الوجبات الغذائية المتنوعة والمتكررة التي يحتاجون إليها، أو النظام الغذائي المقبول خلال الفترة الحاسمة في حياتهم التي تساعدهم على النمو والتطور حتى سن الثانية. كما يُظهر المسح الوطني للتغذية في لبنان لعام 2021 أن المؤشرات الغذائية الرئيسية للأطفال الصغار ضعيفة في أيامهم الأولى من الحياة، وتزداد سوءًا مع مرور الوقت.

وشددت الوثيقة على الحاجة الماسة إلى الدعم من أجل منع المزيد من التدهور في الوضع الصحي والتغذوي، وحماية النساء والأطفال الأكثر ضعفاً، في وقت يعاني  لبنان من انهيار اقتصادي، وآثار جائحة كـوفيد-19، وفي أعقاب انفجاري بيروت عام 2020؛ ويضاف الآن إلى كل هذا الوضع الاقتصادي العالمي.

ويُعدّ الحفاظ على سلسلة التبريد لتوفير اللقاحات أمراً بالغ الأهمية؛ فيما يشكل ارتفاع أسعار الوقود تهديداً جديداً للخدمات الأساسية، مثل توزيع اللقاحات، رغم الجهود المبذولة لزيادة استخدام الطاقة الشمسية بشكل سريع، بحسب “اليونيسف”.

وأوضح التقرير أن النظام الصحي في لبنان يتعرض لضغوط تسير به إلى نقطة الانهيار بسبب العديد من الأزمات، ولم تعد الأسر الفقيرة قادرة على تحمّل حتى الحصول على الرعاية الصحية الأساسية لأطفالها – فيما يجد العديد من العاملين الصحيين المتفانين صعوبة لمواصلة العمل أثناء الأزمة، مبيناً أن 50 % من العائلات لم تتمكن من الحصول على الأدوية التي تحتاجها، كما أن 53% من الأطفال اضطروا إلى تخطي وجبة طعام.

أما عدد الأطفال في لبنان الذين لم یتمكنوا من الحصول على الرعایة الصحیة، فبلغت نسبته 34%.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة