الولايات المتحدة:كيف تساهم المدرسة في تكريس العنصرية؟

مشاركة المقال

مدار + مواقع: 25 حزيران/ يونيو 2021

خلال الأسابيع القليلة الماضية، أصدر الجمهوريون قوانين تحظر على معلمي المدارس العامة تدريس ما يسمونه “النظرية النقدية للعرق” في خمس ولايات: أوكلاهوما، تكساس، أيداهو، تينيسي وأيوا. بينما تقدموا بمشاريع قوانين مماثلة في 15 ولاية أخرى، وفق ما نقله موقع “ليفت فويس“.

ورغم أن الجمهوريين يدّعون بأن الأمر يتعلق بـ “النظرية النقدية للعرق”، ففي الواقع، الامر بعيد عن ذلك؛ إذ جاءت هذه النظرية من الحقل الأكاديمي في مجال الدراسات القانونية، وتحاول أن تستكشف تأثيرات العرق في صناعة القوانين والسياسات، ولكن في تكساس وأوكلاهوما على سبيل المثال، تحول هذه القوانين بين الطلاب وتكوينات تكرس التعددية، كما يمنع هذا النظام على المدرسين أن يقدموا دروسا تحث على الانخراط في الأنشطة كتلك التي تناهض العنصرية، يوضح “جايسون كوسلوسكي”.

وفي تكساس، وعندما يقدم المدرسون عروضا تتعلق بالعرق ارتباطا بالسياقات الحالية، فيجب عليهم تقديم “وجهات النظر المتنافسة دون إبراز أوجه التباين فيما بينها”، وهذا ما يحيل على  أنه عندما يقتل أحد المتعصبين البيض متظاهراً مناهضاً للعنصرية بسيارته – كما حدث في شارلوتسفيل في عام 2017 – سيُطلب من المعلمين أن يقولوا إن كلا الجانبين لديهما وجهات نظر متساوية، يضيف المنبر الإعلامي الأمريكي.

وحسب كاتب المقال، فإن هذه القوانين تهدف  إلى تعقيد عملية تعليم الطلاب بصدق الدور الذي يستمر “التفوق الأبيض” في لعبه بالولايات المتحدة، وعرقلة دور المعلمين في مساعدة طلابهم على التواصل وفهم حركة النضال من أجل العدالة العرقية.

وفي السياق ذاته، يوضح المصدر نفسه أن المسؤولين يحاولون إبقاء أحد أقوى قطاعات العمال في الولايات المتحدة – المعلمين – منفصلاً عن الحركة القوية المناهضة للعنصرية التي هزت البلاد الصيف الماضي.

وفي العام الماضي، قاد الشباب الأسود صراعا هائلا ضد أجهزة الشرطة العنصرية،  وأحدثت تلك الانتفاضة صدمة كبيرة وسط الطبقات الحاكمة في الولايات المتحدة، ولم يقتصر القمع الذي تعرضت له الحركة المناضلة على الولايات والبلديات التي يحكمها الجمهوريون فقط، بل شمل حتى تلك التي يحكمها الديمقراطيون، من مينيابوليس إلى فيلاديلفيا ثم نيويورك فبورتلاند.

واعتبر “كوسلوسكي” أن القوانين ضد تدريس “النظرية النقدية للعرق” هي هجوم مباشر على عمل المعلمين، موضحا أن قادة نقابات المعلمين يرفضون إبداء مقاومة جدية، واكتفت النقابات بإصدار بيانات وصفت بالضعيفة، إضافة إلى دعوة المعلمين إلى الإنخراط الفردي في تحسيس الطلاب بقضايا العرق والعنصرية.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة