الورود بدل النفايات إحياء لذكرى مشعل حراك الريف بالمغرب

مشاركة المقال

الصورة:DR

مدار: السبت 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2020

 خلدت ساكنة منطقة الريف بالمغرب، يوم الأربعاء 28 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بطريقة مبتكرة فرضتها تداعيات تفشي فيروس كورونا، الذكرى الرابعة لرحيل سماك مدينة الحسيمة محسن فكري، الذي أطلق مقتله بطريقة بشعة طحنا داخل حاوية أزبال، وهو يحاول استنقاذ أسماك له صادرتها منه السلطات، موجة احتجاج غير مسبوقة في منطقة الريف شمالي البلاد، عرفت في ما بعد بحراك الريف.

الصورة:DR

 وجاء تخليد ذكرى وفاة محسن فكري هذه السنة استجابة لنداء المعتقلين على خلفية الاحتجاجات غير المسبوقة التي عرفتها بشكل خاص منطقة الريف في المغرب، الذين دعوا الساكنة إلى إخراج الزهور والورود من منازلهم بدل النفايات، إحياء للحدث المفجع الذي أطلق موجة احتجاجات في كافة ربوع البلاد.

وشارك المعتقلون بدورهم في إحياء الذكرى الحزينة عن طريق رسم ورود وإلقائها من تحت أبواب الزنازين؛ حسب ناشطين ضمن الحراك، في حين اتشحت مدن وقرى منطقة الريف بالورود والأزهار استجابة لندائهم.

وفي هذا السياق قال أحمد الزفزافي، والد زعيم حراك الريف ناصر الزفزافي، في تصريح للصحافة المحلية، إن الدعوة إلى تخليد ذكرى مقتل محسن فكري التي كانت الشرارة التي أطلقت الحراك جاءت من جميع المعتقلين، لافتا إلى استجابة الساكنة رغم قلة باعة الورود في المنطقة، وإلى مشاركة أفراد الجالية في الخارج بشكل مكثف.

الصورة:DR

وفي الساق ذاته أصدرت الكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي، ذي التوجه اليساري الجذري، بيانا أشارت من خلاله إلى أن “هذا الحدث شكل الشرارة الأولى التي أطلقت حراك الريف المجيد، وهو حراك شعبي متميز يرتكز إلى مطالب اجتماعية مشروعة ومحددة، وينهل من تاريخ طويل من الإقصاء والتهميش والقمع لهذه المنطقة، واضطهاد ثقافتها ولغتها الأمازيغية، ومن تجربة نضالية غنية بدروس الصراع مع الدولة المركزية المخزنية ومقاومة الاستعمار بقيادة البطل عبد الكريم الخطابي”. 

وأشارت قيادة الحزب ذاته، حسب المصدر المذكور، إلى أن الحراك، ورغم طابعه السلمي، “ووجه بالحديد والنار والاعتقال والتنكيل والانتقام”، موردة أنها “تعبر مجددا عن تضامنها مع عائلات ضحايا هذا القمع الأهوج؛ وتطالب مرة أخرى بتنوير الرأي العام حول نتائج التحقيق في ملف الشهيدين محسن فكري وعماد العتابي، وإطلاق سراح باقي المعتقلين والاستجابة لمطالب الساكنة ورفع العسكرة عن مدينة الحسيمة”.

 وفي الصدد ذاته كتب الناشط اليساري عبد الغني القباج، في صفحته على “فيسبوك”، إن “مقتل محسن فكري في أواخر أكتوبر 2016 بطريقة بشعة نتج عنه احتجاج شعبي في مدينة الحسيمة ومنطقة الريف ضد سياسة التخلف الخدمات الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة”.  

وأضاف الناشط ذاته: “الطبقات الشعبية الكادحة والمحرومة المغربية، التي تشكل أكثر من ثلث المجتمع، مازالت تعيش الفقر المدقع والعوز الاجتماعي، في ظل تنمية بشرية تتراوح بين الرتبة 126 والرتبة 130؛ وهو واقع يعبر عن فشل السياسة الاقتصادية والاجتماعية، (اقتصاد “ليبرالي-مخزني”)، التي مارسها الحكم وتحالفه الطبقي البرجوازي الكمبرادوري طيلة أكثر من 60 سنة”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة