المغرب يعزز تطبيعه مع إسرائيل بثلاث اتفاقيات جديدة وتعهد بتبادل افتتاح السفاراة

مشاركة المقال

مدار: 13 أغسطس/ غشت 2021

مازال منحنى التطبيع بين المغرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي يتخذ مسارات متصاعدة، إذ أسدل الستار عن آخر حلقات التقارب بقرار تبادل الرباط وتل أبيب افتتاح سفارتين خلال الأشهر المقبلة.

وقام وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يائير لبيد، بزيارة رسمية يومي 11 و12 أغسطس/ آب إلى المغرب، حيث أجرى مباحثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة. ووقع الطرفان على ثلاث اتفاقيات ثنائية، تتعلق الأولى بمذكرة تفاهم تهم “إرساء آليات للمشاورات السياسية تهدف إلى المساهمة في تعميق وتقوية علاقات التعاون متعددة الأوجه بين البلدين”، والثانية تتعلق بـ “التعاون في مجالات الثقافة والشباب والرياضة”، أما الأخيرة فتخص “الخدمات الجوية” وفق ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية).

صورة: وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيره الإسرائيلي، توقيع اتفاقيات، 11 آب/ غشت2021، DR.

 

ويوم الخميس، ترأس لبيد حفل افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.

وصرّح الوزير الإسرائيلي بأنه اتفق مع وزير الخارجية المغربي على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى تبادل افتتاح السفارة خلال أشهر، وذكر أيضا أن إسرائيل ستفتتح سفارة بالعاصمة البحرينية المنامة قريبا.

وأعلن لبيد خلال مؤتمر صحافي الخميس بالدار البيضاء أن المغرب سيفتتح سفارة بالقدس، مردفا: “هذا الصباح اتفقت مع وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة على افتتاح سفارتين بالقدس والرباط خلال الأشهر المقبلة”، وفق مصادر إعلامية متعددة، منها “وكالة الصحافة الفرنسية“. غير أن مصدرا مسؤولا في الخارجية المغربية قال لموقع “لوديسك” (محلي) إن الأمر يتعلق بتل أبيب وليس القدس.

وليس هذا الإعلان بالجديد، إذ سبق لـ “مدار” أن كشف أن المغرب كان يعد للرفع من مستوى تمثيله الدبلوماسي لدى الكيان الصهيوني إلى مستوى تبادل افتتاح السفارة.

ولم تمض أكثر من سنة منذ توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، الذي تقيم بموجبه الرباط علاقات رسمية مع إسرائيل، وفي المقابل اعترفت واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

وربطت كل من الإمارات، البحرين، السودان والمغرب علاقات رسمية مع الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن الأردن ومصر.

وإثر زيارة الوزير الإسرائيلي إلى المغرب، قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، إن “الولايات المتحدة ستواصل العمل مع إسرائيل والمغرب من أجل تعزيز كافة جوانب شراكاتنا وخلق مستقبل أكثر سلاما، وأمنا وازدهارا لجميع شعوب الشرق الأوسط”.

وكانت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”، وهي ائتلاف واسع لقوى سياسية ومدنية تعارض التطبيع مع الكيان الصهيوني، أطلق حملة تحت شعار “لا أهلا ولا مرحبا بالصهاينة مجرمي الحرب في بلادنا”.

وقالت الهيئة ذاتها، في بيان اطلع “مدار” على نظير منه، إن زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني إلى المغرب تهدف إلى “إعطاء دفعة أخرى لعملية التطبيع المخزني وتعميقها على كافة الأصعدة العسكرية والمخابراتية والسياسية والاقتصادية والسياحية والرياضية والثقافية والتربوية، بعدما تم فتح الباب أمام مجرمي الحرب وتسيير خطوط للرحلات الجوية مؤخرا. على أن يقوم وزير الخارجية المغربي لاحقا بزيارة مماثلة للكيان الصهيوني من أجل الأهداف نفسها”.

وأدانت الجبهة بشدة الزيارة التي وصفتها بـ “المستفزة” والتي “تتناقض مع موقف الشعب المغربي وقواه الحية برفض كافة أشكال التطبيع”، وفق الوثيقة التي صدرت يوم 09 آب، غشت 2021.

وتأتي زيارة المسؤول الإسرائيلي إلى المغرب، في سياق تقارير إعلامية عن استخدام أطراف مغربية لبرنامج “بيغاسوس” الذي طورته شركة “إن إس أو” الإسرائيلية للتجسس على أكثر من 10 آلاف مواطن مغربي وأجنبي، بما يشمل هاتف رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون وصحافيين فرنسيين وإسبان..، إضافة إلى إعلاميين ومعارضين مغاربة، وفق ما أوردته تحقيقات “مشروع بيغاسوس“، وهي اتهامات نفتها السلطات المغربية.

وإثر زيارة لبيد للمغرب، وجهت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، وهو الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي، ومما جاء فيها: “يا ما ادعيتم أن القضية الفلسطينية هي قضية مبدئية لا تقبل المساومة أو المتاجرة. إلا أن ما نلمسه اليوم على أرض الواقع هو المزيد من ارتماء النظام المغربي، وحكومته التي ترأسونها، في أحضان المشروع الأمريكي الصهيوني، الهادف إلى تصفية وإبادة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وكل القوى المقاومة للمشروع الإمبريالي للشرق الأوسط الكبير بالمنطقة”.

وأوضحت الجبهة نفسها مخاطبة المسؤول الحكومي الإسلامي أن ما تشهده المغرب من “تدنيس لأرضها هو حلقة من حلقات مسلسل اتفاقيات العار والخيانة لقضية الشعب الفلسطيني التي كنتم موقعها يوم 10 دجنبر 2020، حيث رضختم لإرادة النظام المغربي ‘العريق’ في التطبيع مع الصهاينة؛ وفي التآمر على القضية الفلسطينية، وكان أحد مهندسي اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة بين نظام السادات بمصر والنظام الصهيوني”.

وكان سعد الدين العثماني المسؤول المغربي الذي وقع الاتفاقات الثلاثية بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، في حفل ترأسه العاهل المغربي محمد السادس، خلال الزيارة التي أجراها الوفد الإسرائيلي الأمريكي إلى المغرب يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020.

صورة: من اليمين إلى اليسار، سعد العثماني، جاريد كوشنير، مائير بن شبات، DR.

 

وظهر العثماني حينها في موقف وصف بـ “المذل”، وهو يوقع على الوثائق إلى جانب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، وجاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وصهره، وجاءا إلى الرباط على متن أول رحلة جوية تجارية مباشرة بين إسرائيل إلى المغرب، بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات في 10 ديسمبر الماضي.

وأثناء زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى المغرب، سلم يائير لبيد لنظيره ناصر بوريطة رسالة من “الرئيس الإسرائيلي” إلى ملك المغرب محمد السادس، يدعوه رسميا إلى زيارة إسرائيل.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة