“الشيوعي العراقي” يناهض الوجود العسكري الأجنبي وتحويل العراق إلى ساحة حرب دولية

مشاركة المقال

مدار: الأحد 05 تموز/يوليو 2021

جدد الحزب الشيوعي العراقي، في بيان لمكتبه السياسي رفضه “انتهاك حرمة العراق وسيادته”، بعد القصف الأخير من قبل القوات العسكرية الأمريكية لمقار “الحشد الشعبي”، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا.

وعبر الحزب عن قلقه المتزايد من أن يتحول العراق “إلى ساحة فعلية للصراعات الدائرة في المنطقة، لاسيما بين أمريكا وإيران”، وأكد في السياق نفسه على ضرورة “تجنيب الشعب العراقي وقواته المسلحة بكل فصائلها المخاطر المترتبة عن هذه الصراعات”.

وذكر الشيوعي العراقي في الوثيقة ذاتها أن “هذه التطورات تؤكد وجوب قيام السلطات الحكومية والقوى السياسية، خاصة منها الحاكمة، ببناء موقف وطني عراقي شامل، ينطلق من المصلحة العليا لشعبنا ووطننا، ويقيهما ويلات النزاعات الدولية والإقليمية…”.

وحسب ما جاء في البيان فإن تجنب هاته المخاطر لن يأتي إلا بـ”تكثيف الجهد الوطني الجاد لتقوية المؤسسات العسكرية للدولة، وتمكينها من أداء دورها وفقا للدستور وتهيئة الظروف المناسبة لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي”.

وأكدت الوثيقة ذاتها على عدة إجراءات عملية لتجنب الانفلات الأمني، كـ”خضوع جميع القطاعات والمؤسسات العسكرية والأمنية على اختلاف أنواعها لجهة مركزية واحدة، بما يضمن وحدة القرار العسكري والأمني للدولة كما حددها الدستور، والمتمثلة في القائد العام للقوات المسلحة”، وأيضا “اتخاذ إجراءات حازمة لحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية المخولة، وعدم التراخي في الملاحقة القانونية لمن لا يلتزم بذلك، وكذلك العمل الجاد والحازم على كشف قتلة المتظاهرين والناشطين ومن يقف وراءهم، وملاحقة الفاسدين والمفسدين”.

 من جانب آخر دعا الحزب العراقي اليساري إلى وقف هذا “المسلسل الخطير” باستخدام “مختلف أشكال الضغط السلمية القانونية والجماهيرية”، وتوجه إلى العراقيين قائلا: “آن الأوان لأن يقول الناس كلمتهم بعيدا عن الولاءات الفرعية والثانوية والحزبية والانتماءات الضيقة، وأن ينتصروا لإرادة التغيير والوطن والمواطنة؛ في سبيل بناء مجتمع يسوده السلام والأمان والاطمئنان والعدالة والديمقراطية الحقة واحترام حقوق الإنسان، بعيدا عن العنف والكراهية والمحاصصة والفساد الذي أنهك الشعب العراقي منذ قرون”، يضيف البيان الصادر في  بتاريخ 30 يونيو/حزيران.

وفي تصريح خاص لـ”مدار” حول التدخلات الخارجية المتكررة بالعراق، ذكرت طيبة سعد، عن الحزب الشيوعي العراقي، أنه “بعد أن تم بيع الأراضي العراقية في زمن رئيس الوزراء حيدر العبادي باتفاقية ترسيم الحدود، أصبح العراق ساحة معركة من الشمال عبر تركيا ومن الشمال الشرقي عبر إيران، ومن جهة الجنوب عبر الكويت والسعودية”.

وأضافت الناشطة ذاتها أن “كل هذه الدول تتنافس في ما بينها من أجل تقسيم العراق، وأخذ أجزاء منه، وبسبب هذا الوضع المزري وحكومة المحاصصة اتخذ الحزب موقف توحيد القوى الوطنية”، على حد قولها.

وأردفت طيبة سعد: “لا بديل عن الحراك الجماهيري السلمي والسلطة للجماهير، لذلك نحن في تعبئة مستمرة من خلال الحزب ومنظماته: اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي واتحاد الطلبة العام ورابطة المرأة”، وذكرت أيضا أن “الكل يسعى إلى العمل بين صفوف الجماهير من عمال وكادحين وطلبة لرفع الوعي الثوري من أجل ثورة وطنية لإسقاط النظام الفاسد”.

وإجابة عن سؤالنا حول برامج الحزب الشيوعي العراقي مستقبلا، ذكرت المتحدثة ذاتها أن سياسة التنظيم “تغيرت بعد انتفاضة تشرين، إذ كان يرى وجوب مشاركته في العملية السياسية من داخل البرلمان”، وأضافت: “الحزب مع مقاطعة الانتخابات وتشكيل جبهة معارضة مع الأحزاب الوطنية ضد الفساد والرجعية، بعد استفتاء لقاعدته صوتت فيه الأغلبية بما يفوق 80٪ على موقف المقاطعة”.

وفي الختام أفادت طيية بأن الحزب الشيوعي العراقي في صدد التحضير لمؤتمره خلال الأشهر القليل القادمة، وسيتم إعلان موعده لاحقا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة