الحزب الشيوعي العراقي: لا إصلاح ولا تغيير مع بقاء نهج المحاصصة

مشاركة المقال

مدار: 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2021

أكّد الحزب الشيوعي العراقي أنه “ما من إصلاح وتغيير من دون إنهاء نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، ومحاربة الفساد، وتلبية حاجات الناس الأساسية، والكشف عن قتلة المتظاهرين ومن يقف وراءهم، وإنزال القصاص العادل بهم، إلى جانب إنهاء السلاح المنفلت وضمان السيادة الوطنية”، موردا أن “هذا وحده هو السبيل إلى تحقيق التغيير الشامل، وإقامة البديل المتمثل في دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية”.

واعتبر الحزب يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، في بيان للجنته المركزية توصل “مدار” بنسخة منه، أن تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية “جاء ليؤكد صحة التوقعات بشأن عمق الهوة الفاصلة بين الشعب ومنظومة الحكم، وانعدام ثقة الناس بقدرة هذه المنظومة على رسم وتطبيق نهج سياسي، يستطيع تغيير الواقع المأساوي القائم”.

وأورد التنظيم اليساري ذاته: “أبرز ما أفرزته الانتخابات في نتائجها المعلنة أنها سحبت التأييد من بعض القوى المتنفذة، ومنحت حصة للمستقلين والتشرينيين؛ وهذا جاء مصداقاً لحقيقة أن الانتفاضة مازالت فاعلة ومؤثرة في المشهد السياسي، كما أنه عكس بوضوح الرسالة البليغة التي وجهها الملايين من أبناء الشعب إلى القوى المتنفذة الحاكمة، من خلال المقاطعة التي بقيت واسعة، رغم كل ما بُذل من جهود وضغوط ومناشدات من طرف قوى مختلفة داخلية ودولية. ومما له دلالة عميقة على أن القوى المقاطعة شملت فئات اجتماعية مختلفة، أي إنها كانت عابرة للحدود الطائفية والاثنية”.

وأضافت الوثيقة ذاتها: “كان حزبنا الشيوعي وهو يتخذ قرار المقاطعة يربط بين العملية الانتخابية ومتطلبات التغيير السلمي الديمقراطي، لتسليط المزيد من الضغط الشعبي في اتجاه تقويم العملية الانتخابية”، مشدّدة على أن “المال السياسي والسلاح المنفلت وعدم كشف قتلة المتظاهرين، فضلاً عن الملاحظات الجدية العديدة على العملية الانتخابية، هذا كله من شأنه أن يعيد إنتاج المنظومة الحاكمة لنفسها”.

وتساءل التنظيم السياسي العراقي عن ماهية الحكومة التي ستتشكل، وتركيبتها، ومشروعها، وبرنامجها، وقدرتها على اتخاذ خطوات عملية في اتجاه التغيير، موضحاً أن “تشكيل هذه الحكومة ينبغي أن ينطلق من مبدأ الأغلبية السياسية، وأن يجسد حقيقة الرسالة البليغة التي وجهها ملايين العراقيين إلى القوى المتنفذة الحاكمة”، وزاد: “بيّن سير عملية الانتخابات أن الحاجة مازالت قائمة وملحة لإصلاح المنظومة الانتخابية، بما يجعلها أكثر استقرارا ومهنية وكفاءة، وأقدر على حفظ أصوات الناخبين وخياراتهم”. وأشار “الشيوعي العراقي” أيضا إلى أن “وجود كتلة في البرلمان متمسكة بخيار التغيير، وساعية إلى تحقيق أهداف الانتفاضة، يمثل اختراقاً مؤثراً يأتي كثمرة لانتفاضة تشرين الباسلة وللضغط الشعبي المتعاظم الذي تمثل المقاطعة أحد أبرز تجلياته، فضلاً عن دور المرشحين الفائزين وجهودهم التي أكسبتهم ثقة الناس”، داعياً الكتلة إلى تنسيق عملها مع الحراك الاحتجاجي خارج البرلمان، وكذلك دعاة التغيير، و”توحيد جهودهم على أرضية المطالب الشعبية لإحداث التغيير المنشود”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة