مدار: 06 كانون الثاني/ يناير 2022
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 8 آلاف مواطن ومواطنة، خلال العام 2021، من بينهم أكثر من 1300 قاصر، 184 من النساء، فيما وصل عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة إلى 1595 أمراً.
وفي هذا الصدد، أكد “مركز فلسطين لدراسات الأسرى” أن حالات الاعتقال التي نفذها الاحتلال العام الماضي هي الأعلى منذ 18 عاماً، ورصد المركز 8 آلاف حالة اعتقال طالت كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، بينما بلغت خلال العام 2004 حوالي 5 آلاف حالة.
وأوضح مركز فلسطين، في تقرير صدر أمس، أن ارتفاع نسبة الاعتقالات خلال عام 2021 جاء نتيجة تكثيف حملات الاعتقال لمواجهة الهبة الشعبية التي شهدتها المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية تضامناً مع أهالي الشيخ جراح وكذلك رفضاً للعدوان الهمجي على قطاع غزة، وخاصة داخل الأراضي المحتلة لعام 1948.
وأبرز رياض الأشقر، مدير المركز، أن الاعتقالات التي تنفذها قوات الاحتلال أضحت جزءاً من العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وتشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، لأنها تتم بطرق غير قانونية، ودون مبرر مقنع، وتخالف القواعد والضمانات التي أقرها القانون الدولي لحماية السكان المدنيين حسب اتفاقية جنيف الرابعة، وفق تعبيره.
الأسرى بالأرقام..
وفي سياق متصل، أشارت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة– القدس) في تقريرها السنوي المشترك للعام الماضي، اطلع “مدار” على نسخة منه، إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي نحو 4600 أسير، منهم 34 أسيرة بينهم فتاة قاصر، وقد تعرضن الشهر الماضي إلى عنف مفرط وعقوبات جماعية من قبل مصلحة إدارة سجن “الدامون”.
كما بلغ عدد الأسرى الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو 160 طفلاً، أما عدد المعتقلين الإداريين فبلغ نحو 500 أسير، صعدوا المواجهة بإعلانهم مقاطعة محاكم الاحتلال، بداية الشهر الجاري، رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري. وبلغ عدد المعتقلين من نواب المجلس التشريعي في دورته الأخيرة 9.
وبيّن التقرير أن عدد الأسرى المرضى بلغ نحو 600، من بينهم 4 مصابون بالسرطان، و14 أسيراً على الأقل مصابون بأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي، وهو أكبر الأسرى سناً (81 عاماً).
ومن أبرز أسماء الأسرى المرضى القابعين في سجن “عيادة الرملة”، خالد الشاويش، منصور موقدة، معتصم رداد وناهض الأقرع؛ علماً أن غالبيتهم يقبعون منذ اعتقالهم في سجن “عيادة الرملة”، وشهدوا على استشهاد عدد من زملائهم على مدار سنوات اعتقالهم.
أما عدد الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد فوصل إلى 547، وأعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم بـ 67 مؤبداً، ومنهم أربعة أسرى صدرت بحقهم أحكام بالمؤبد خلال العام 2021، وهم: ياسر حطاب، قاسم عصافرة، نصير عصافرة ويوسف زهور.
وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو 25 أسيراً، أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس المعتقلان منذ كانون الثاني/ يناير عام 1983 بشكل متواصل، و الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، ودخل عامه الـ 42 في السجون، منها 34 عاماً بشكل متواصل، حيث تحرر عام 2011 في صفقة “شاليط”، إلى أن أعيد اعتقاله عام 2014.
الأسرى الشهداء..
ويواصل الاحتلال وكجزء من سياساته الممنهجة، احتجاز جثامين 8 أسرى استشهدوا داخل السجون، ويتعلق الأمر بأنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات استشهد سنة 2018، وفارس بارود، نصار طقاطقة، بسام السايح، وثلاثتهم استشهدوا خلال العام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر واللذان استشهدا عام 2020، وآخرهم سامي العمور خلال العام 2021.
ووصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 227، بارتقاء الشهيد سامي العمور نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء) خلال هذا العام، إضافة إلى المئات من الأسرى المحررين الذين استشهدوا نتيجة أمراض أصيبوا منها في السجن ومنهم الشهيد حسين مسالمة.
وحسب التقرير نفسه، واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2021، سياسة التنكيل الممنهج، وانتهاكاتها المنظمة لحقوق الأسرى والمعتقلين التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية، كجزء من بنية العنف التي تفرضها على الواقع الفلسطيني.
وتصدرت جملة من الانتهاكات واقع قضية المعتقلين والأسرى في السجون الإسرائيلية، وتصاعدت بشكل ملحوظ خلال شهر أيار/ مايو، بما فرضته عمليات الاعتقال الممنهجة التي نفذتها قوات الاحتلال في فلسطين كافة من “استعادة” لسياسة التعذيب بشكل أساسي وسياسة العقاب الجماعي لعائلاتهم، إضافة إلى ارتفاع مستوى العنف تجاه الأسرى، منها إطلاق الرصاص عليهم.
الاعتقالات اليومية..
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي استخدام سياسة الاعتقالات اليومية في مواجهة نضال الفلسطينيين لانتزاع حقوقهم وحريتهم، ووصل معدل الاعتقالات اليومية إلى نحو 22 حالة، وسجلت أعلى نسبة اعتقالات في شهر أيار/ مايو 2021، إذ وصلت إلى 3100 حالة اعتقال من كافة أنحاء فلسطين بما فيها أراضي العام 1948، التي سجل فيها 2000 حالة اعتقال من بين مجموع الاعتقالات في الشهر المذكور.
وتؤكد مؤسسات الأسرى أن أعلى نسبة اعتقالات في المحافظات سجلت في القدس وضواحيها منذ بداية العام حتى نهايته، ووصلت إلى 2784 حالة اعتقال، بينهم 750 قاصراً/ة، و120 من النساء، كما أن بعض المحافظات الأخرى شهدت تصاعداً في عمليات الاعتقال، من بينها محافظتي الخليل وجنين.