مدار: 03 تشرين الثاني/ نونبر 2021
يواصل الأسرى الستة المضربين عن الطعام معركة الأمعاء الخاوية، رفضاً لسياسات الاعتقال الإداري، وسط تفاقم حاد لأوضاعهم الصحية.
وحذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين المضربين، ووصفتها بأنها “غاية في الخطورة”، وتفاقمت الحالة الصحية للأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 112 يوماً، و”وصولها لمرحلة صعبة وخطيرة للغاية قد تؤدي لاستشهاده في أية لحظة”.
وحمّلت الهيئة نفسها، في بيان اطلع “مدار” على نسخة منه، حكومة الاحتلال وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام والاّخذ بالتدهور الصحي الخطير، موردة “أن الأسير الفسفوس يعاني من آلام حادة في جميع أنحاء جسمه ويشعر بحرارة وسخونة بالعينين، ومن تعب شديد وعدم القدرة على الحركة”، وأضافت أنه “لا يشعر بقدميه نهائياً”.
وأفاد البيان “أن سلطات الاحتلال نقلت الأسير عياد الهريمي المضرب عن الطعام منذ 42 يوماً من سجن ‘عوفر’ إلى ‘عيادة الرملة’، لتدهور وضعه الصحي، وهو معتقل إدارياً منذ شهر نيسان/ أبريل المنصرم”، مبرزة أنه أسير سابق تعرض للاعتقال المتكرر، وأعيد اعتقاله مجدداً بعد الإفراج عنه بفترة وجيزة، وكان أضرب سابقاً ضد اعتقاله الإداريّ عام 2016 استمر لمدة 45 يوماً. وبلغ مجموع سنوات اعتقاله نحو تسع سنوات، يوضح المصدر نفسه.
وفي المقابل، يواصل الأسير مقداد القواسمة الإضراب عن الطعام منذ 105 أيام، وعلاء الأعرج منذ 88 يوماً، وهشام أبو هواش منذ 78 يوماً، ولؤي الأشقر منذ 24 يوماً.
وخصوص الأسير القواسمة، فأكدت الهيئة ذاتها أن وضعه “مقلق جداً”، مشيرة إلى أنه يعاني من تسمم بالدم، ومشاكل في القلب والرئتين، والكلى، والكبد، “الأمر الذي يؤثر على قدرته على الحركة والكلام والرؤية. فيما يقبع بقية الأسرى في عيادة سجن الرملة”.
ولفتت المنظمة المختصة في شؤون الأسرة الفلسطينيين، إلى أن الأسير راتب حريبات يخوض إضراباً عن الطعام منذ 26 يوماّ، تضامناّ مع الأسرى الـ 6.
بدوره، أفاد “نادي الأسير” أنّ كافة الأسرى المضربين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات قبل اعتقالهم الراهن، ونفّذ بعضهم إضرابات سابقة رفضاً لاعتقالهم الإداريّ، مبرزا أنه يوجد نحو 500 أسير إداري في سجون الاحتلال بينهم أربعة قصّر.
وفي السياق نفسه، طالبت “شبكة الأسرى المحررين” في بيان لها، برفع مستوى الاهتمام والتفاعل مع قضية الأسرى دولياً وإقليمياً ومحلياً، داعية “كافة أبناء شعبنا إلى الإعلان عن الإضراب الطوعي الفردي عن الطعام ليوم واحد – غداً، وتنفيذ مسيرات تضامنية يوم الجمعة في كافة القرى والمدن والمخيمات”.
بدورها، دعت مؤسسات الأسرى والقوى الفلسطينية في محافظة رام الله والبيرة، للمشاركة في الوقفة الإسنادية للأسرى المضربين عن الطعام غداً الجمعة أمام دوار المنارة.
جدير بالذكر، أنه بالرغم من الأوضاع الخطيرة للأسرى المضربين عن الطعام، فإنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي مازالت تمارس تعنتاً وصف بـ “المضاعف” في الاستجابة لمطلبهم، كما تستمر بالتنكيل بهم، وتحاول عبر المماطلة أن تتسبب لهم بأكبر قدر ممكن من الضرر الجسدي، بحيث يصعب على الأسير علاجه لاحقاً، أو يتسبب باستشهاده، وفق ما ذكرته مصادر حقوقية فسلطينية.