مدار + مواقع: 06 تموز/ يوليو 2021
شهدت إندونيسيا على مر الأسابيع الماضية تطورات خطيرة على أصعدة مختلفة. وزادت من حدة الوضع في هذا البلد الواقع في المحيط الهادي الانفجارات البركانية الأخيرة، التي انضافت إلى الوضع الكارثي الذي خلفته جائحة كورونا.
وعرفت المنطقة الواقعة شمال غرب جاكارتا وضعا استثنائيا الأسبوع الماضي، تسبب فيه انفجار بركان سينابونغ.
ويعد هذا البركان، البالغ ارتفاعه 2460 مترا، من بين أنشط البراكين في البلاد، لاسيما أنه كان عام 2014 سببا في مقتل أكثر من 10 أشخاص وإجلاء آلاف السكان الذين كانوا يعيشون في المناطق المجاورة.
وصرح مسؤولون في الوكالة الوطنية للكوارث بإندونيسيا بأن الأبحاث مازالت مستمرة من أجل البحث عن ناجين، رغم أنهم عبروا عن أن فرصة إيجاد ناجين أصبحت أكثر ضآلة في ظل الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد، والذي لا يخول لفرق الإنقاذ الوسائل الكافية.
وضع صحي متدهور وردود فعل غير مبشرة
ويأتي هذا الحادث البيئي في وقت تعاني البلاد من مشاكل كبيرة جراء الوضع المستجد الذي فرضته الجائحة. وقد أعلن الوزير المفوضة له متابعة جائحة فيروس كورونا في إندونيسيا، لوهوت بانجايتان، أن البلاد أعدت منشآت صحية إضافية تحسبا لأسوأ السيناريوهات المحتملة.
وأوضح بانجايتان أن “الحكومة تعتزم زيادة إمدادات الأكسجين ولديها بنية تحتية معيشية، منها مبان غير مستخدمة يمكن تحويلها إلى منشآت عزل في حالة تفاقم الوضع”.
وزاد الوزير ذاته: “عدد إصابات كورونا يمكن أن يرتفع إلى 40 ألفا أو أكثر، ولهذا أعددنا خططا في ما يتعلق بتوفير الأدوية والأكسجين، وأيضا المستشفيات؛ وهناك سعي إلى طلب المساعدة من دول مثل الصين وسنغافورة”؛ في حين سجلت إندونيسيا حوالي 30 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس الإثنين من بين 2.3 ملايين حالة إجمالا.
من جانبه، وفي سياق متصل، أكد وزير الصحة، بودي جونادي صادقين، أن “الحكومة تعكف على إضافة ما يقرب من 8000 سرير جديد داخل منطقة سومطرة الكبرى، وتتابع الوضع عن كثب في سومطرة وكاليمنتان، الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو، مع ارتفاع حالات الإصابة بسلالة دلتا المتحورة من كورونا”.
جدير بالذكر أن إندونيسيا تعتبر واحدة من أكثر دول آسيا تضررا بجائحة كورونا، في ظل وضع متفاقم بسبب انتشار السلالة المتحورة دلتا، الأمر الذي جعل المستشفيات تعاني ضغوطا شديدة مع نقص إمدادات الأكسجين وتزايد أعداد المرضى.
كوفيد 19 مستمر في حصد حياة الأطر الصحية
أظهرت الجائحة مدى هشاشة النظام الصحي الإندونيسي من خلال الأعداد الكبيرة للوفيات وضعف الولوجية إلى المستشفيات، بسبب عجز النظام الصحي على استيعاب العدد الكبير من المرضى؛ إلى جانب معاناة العاملين في الميدان الصحي من مخاطر الإصابة وحتى الوفاة، نظرا لغياب خطة قادرة على تنظيم العمل.
وتوفي وفق إحصائيات جمعية المستشفيات الإندونيسية الرسمية ما لا يقل عن 1031 من العاملين في المجال الطبي بإندونيسيا بكوفيد-19 منذ اكتشاف مرض فيروس كورونا الجديد لأول مرة في البلاد في مارس 2020 حتى يونيو 2021.
وقالت الأمينة العامة للجمعية ذاتها، ليا غاردينيا بارتاكوسوما، إن من بين هؤلاء العاملين في المجال الطبي 405 من الممارسين العامين، و43 طبيب أسنان، و328 ممرضة، و160 قابلة، و95 آخرين.
ويرجع العاملون في الميدان الصحي السبب في هذه الوفيات إلى عدم تبني الوزارة الوصية بروتوكولات تراعي وضع المخاطر التي يعانونها بعين الاعتبار؛ إضافة إلى أن من أصيبوا بالوباء يضطرون إلى العودة بسرعة دون أن يكون لهم الوقت الكافي للراحة بسبب الأعداد المتزايدة من المرضى.
أزمة أكسجين تضع النظام الصحي على حافة الانهيار
قال الوزير المنسق للشؤون البحرية والاستثمار الإندونيسي، لوهوت بنسار بانجيتان، في مؤتمر صحافي عقده من أجل تسليط الضوء على الوضع الحالي، إن البلاد تواصلت مع سنغافورة والصين ومصادر أخرى لمساعدتها في أزمة توفير الأكسجين في حالات الطوارئ لمرضى فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19، مضيفا: “سنطلب أيضا الأكسجين من بلدان أخرى إذا كنا مازلنا نشعر بأن الإمدادات غير كافية”.
وطالب المسؤول الإندونيسي بإرسال جميع إمدادات الأكسجين في البلاد إلى المستشفيات التي تفيض بمرضى فيروس كورونا، محذرا إندونيسيا من أن تواجه سيناريو أسوأ، حيث ترتفع الإصابات إلى 50 ألف إصابة في اليوم.
هذا وقامت الحكومة في ظل هذا الوضع الكارثي المتمثل في الانخفاض الكبير في كميات الأكسجين بإصدار أوامر إلى الشركات المنتجة من أجل إعطاء الأولوية للأكسجين الطبي، لاسيما أن أعداد المصابين بكوفيد في تزايد مستمر، مع نقص كبير في احتياطات الأكسجين في عدد من المدن.
وذكرت مصادر حكومية إندونيسية أن أكثر من 10 مستشفيات في سورابايا، ثاني أكبر مدينة في إندونيسيا، ممتلئة الآن ولا تستقبل أي مرضى آخرين، مضيفة أن “النظام الصحي على وشك الانهيار”.