مدار: 17 شباط/ فبراير 2022
قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها حول الأوضاع والخسائر التي خلفتها الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في إثيوبيا، إن مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قتلوا بشكل متعمد العديد من المدنيين، بالإضافة إلى اغتصاب النساء والفتيات القاصرات في بلدتين في منطقة أمهرة العام الماضي.
وأجرت المنظمة في إطار التقرير مقابلات مع 30 ناجية ممن عانوا ويلات الاغتصاب – بعضهن لم يتجاوز عمرهن الـ14 ربيعا – وغيرهن من ضحايا العنف، وجاء ذلك حسب المنظمة الحقوقية من أجل رسم صورة واضحة عن الفظائع التي وقعت في شينا وكوبو في غشت/ أيار وشتنبر/ أيلول بعد أن سيطر مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على المنطقة.
وعبر عدد كبير من ضحايا العنف الجنسي أنهن تعرضن للاغتصاب الجماعي، إذ قال أطباء منظمة العفو الدولية أن بعض الناجيات تعرضن لتمزقات وجروح غائرة من المحتمل أن تكون ناجمة عن إدخال حراب البنادق في أعضائهن التناسلية.
من ضمن الشهادات، تلميذة تبلغ من العمر 14 عاما أخبرت المنظمة أنها تعرضت هي ووالدتها للاغتصاب من قبل مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الذين كانوا يعتبرون ممارساتهم هذه بمثابة انتقام من الفظائع التي ارتكبت في حق عائلاتهم.
وأبرزت المنظمة أن الطفلة أخبرتهم “اغتصبني أحدهما في الفناء والآخر اغتصب والدتي داخل المنزل”، وأضافت “أمي مريضة للغاية في الوقت الحالي وتعاني من حالة اكتئاب. من المستحيل أن ترانا نتحدث حول ما حصل”.
وقال سكان كوبو إن مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قاموا بقتل العديد من المدنيين العزل باستعمال الرصاص الحي، وعبر السكان أن ذلك جاء كخطوة انتقامية بعد أن واجهوا مقاومة أبطأت تقدم المليشيات إلى أمهرة.
وفي حيثيات بعض الشهادات أضاف سكان كوبو “أولى الجثث التي رأيناها كانت بالقرب من سور المدرسة، كانت هناك 20 جثة ملقاة مرتدية للملابس الداخلية فقط ومواجهة للسياج بالإضافة إلى ثلاث جثث أخرى في مجمع المدرسة، معظم هذه الجثث كانت مصابة برصاص في مؤخرة الرأس أو تم استهدافها من الخلف”.
وقال أحد السكان “أولئك الذين أصيبوا بالرصاص في مؤخرة الرأس، لم يتسن لنا التعرف على وجوههم ولو بكيفية جزئية”.
وعبرت منظمة العفو الدولية أن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لم ترد على المزاعم الأخيرة، لكن في المقابل قامت، حسب المنظمة، بتوجيه انتقادات بشأن تقارير سابقة تناولت فظائع مزعومة مثل نيفاس ميوشا، موضحة على أنها ستجري تقريرها الخاص وستقدم الجناة إلى العدالة.
تخللت الحرب في شمال إثيوبيا عديد الروايات حول مذابح وعمليات اغتصاب جماعية، حيث قتل آلاف الأشخاص وغذى مئات الآلاف على شفا المجاعة.
وكان خلص تحقيق مشترك أجراه مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة – ميشيل باشليت – بالإضافة إلى لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية التابعة للحكومة، والذي نُشر في نونبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى أن هناك أدلة تشير إلى وقوع “انتهاكات جسيمة”، موردا أن بعض الانتهاكات يمكن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
يأتي هذا التقرير بعد تقرير سابق نشرته منظمة العفو الدولية في نونبر/ تشرين الثاني، وثق لاعتداءات جنسية شهدتها بلدة نيفاس ميوشا في أمهرة كان وراءها مقاتلو الجبهة.
وقالت سارة جاكسون، نائبة مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة شرق إفريقيا: “تتزايد الأدلة على ارتكاب قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في منطقة أمهرة منذ يوليوز/ تموز 2021”.
وأضافت المتحدثة ذاتها “يشمل ذلك حوادث اغتصاب واسعة النطاق وقتل بإجراءات موجزة ونهب على نطاق واسع ، بما في ذلك من المستشفيات”.