“أمنيستي” تقيم الحجة على “دولة الفصل العنصري” وتطالب بالمحاسبة

مشاركة المقال

مدار: 02 كانون الثاني/ يناير 2022

أصدرت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، أمس الثلاثاء 01 شباط/ فبراير، تقريرا تحت عنوان “نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظامٌ قاسٍ يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية”.

وتوثق وترصد المنظمة في هذه الوثيقة، الانتهاكات الجسيمة القائمة على الفصل العنصري، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، من قمع وهيمنة ونزع الأراضي والملكية إلى فرض قيود على التنقل والمشاركة السياسية والاعتقال الإداري.. وغيرها من الانتهاكات، التي رصد التقرير كلا منها على حدة ولخصها في 18 محور، إضافة إلى محور تقديمي يتحدث عن الفصل العنصري في القانون الدولي، ومحور ختامي تضمن ” نتائج وتوصيات”.

وبناء على العديد من المعطيات، خاصة منها ما تعرض له الفلسطينيون من قمع وترهيب وتمييز في أحداث “الشيخ جراح” على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي، وبناء على عملها الميداني والمكتبي وأبحاث  أجرتها منذ عقود، واستنادا على تقارير لهيئات الأمم المتحدة ومنظمات فلسطينية ودولية ودراسات عملت عليها منظمة العفو منذ يوليوز/ تموز 2017 إلى حدود نوفمبر/تشرين الثاني 2021، توصلت “أمنستي” حسب ما أدلت به في التقرير إلى أن ” إسرائيل قد ارتكبت الجرم الدولي المتمثل في الفصل العنصري باعتباره انتهاكا لحقوق الإنسان وللقانون الدولي العام”.

وحسب التقرير نفسه، فإن “جميع السلطات الإدارية المدنية والسلطات العسكرية الإسرائيلية، وجميع المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية تقريبا، متورطة في فرض نظام الفصل العنصري في حق الفلسطينيين”.

وأوضح المصدر نفسه، أن منظمة العفو الدولية تسعى من خلال هذا التقرير إلى “دعم مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية و ‘الاسرائيلية’ في جهودها من أجل إنهاء ما تمارسه إسرائيل من قمع وهيمنة على الفلسطينيين”، رغم ما تتعرض له هاته المنظمات من تهديد متزايد، كما تسعى المنظمة نفسها إلى أن ” تساهم في المزيد من الفهم والإقرار بالتمييز المؤسسي الذي يمارس في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ضد اللاجئين الفلسطينيين ” باعتباره نظاما وجريمة ضد الإنسانية.

وقوبل هذا التقرير قبل صدوره، بردود فعل استباقية وحملة تحريضية ترهيبية إسرائيلية، إذ  وزير خارجية الإحتلال الإسرائيلي ” يائير لبيد” إلى شن هجوم ضد المنظمة والتشكيك في مصداقيتها، ووصف التقرير بأنه “يكدس ويعيد تدوير أكاذيب مصدرها منظمات كراهية معروفة مناهضة لإسرائيل”، مضيفا أن “أمنستي كانت في السابق منظمة محترمة، احترمناها جميعًا، واليوم هي العكس من ذلك تمامًا”.

وتجدر الإشارة إلى أنه هذه ليست المرة الأولى التى توصف بها الاحتلال الاسرائيلي بدولة “الابارتهايد”، كما أن “أمنستي” ليست المنظمة الوحيدة التي تخلص في تقريرها إلى أن إسرائيل ترتكب جريمة الفصل العنصري.

وسبق ووصف تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بحقوق الإنسان ما ترتكبه السلطات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين بأنه “فصل عنصري واضطهاد”؛ التقرير الذي حمل عنوان “تجاوزا الحد: السلطات الإسرائيلية وجريمتا الفصل العنصري والاضطهاد”، وصدر في 27 نيسان/أبريل 2021

كما كشف مقال سابق لـ ” مدار ” في السياق ذاته، عن شن قوات الاحتلال لـ “حملة ديبلوماسية دولية واسعة، تهدف إلى ضرب مصداقية لجنة تابعة للأمم المتحدة، تتولى التحقيق في الجرائم المرتكبة خلال العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة وكذلك بالضفة الغربية منتصف السنة الماضية”، وفق ما جاء في التقرير الذي حمل عنوان دولة الأبارتهايد تعبئ مواردها لضرب مصداقية الأمم المتحدة، استنادا إلى مراسلات سرية.

ومع تزايد التقارير التي تدين قوات الاحتلال الإسرائيلية، وتثبت عليها بالحجج والدلال جرم “الفصل العنصري”، لا تجد أمامها إلا خطاب التشكيك والضرب في مصداقية المنظمات الحقوقية الدولية، والمدافعين على حقوق الإنسان، كما ذهبت إلى حدود ترهيبهم والتحريض عليهم وملاحقتهم واعتقالهم.

وأدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان صدر أمس الثلاثاء، “بشدة الهجوم التحريضي الذي شنته وزارة الخارجية الإسرائيلية على منظمة العفو الدولية (أمنستي)” على خلفية التقرير نفسه.

واعتبر المرصد أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي” تأتي في سياق نهج إسرائيلي يقوم على ترهيب الأفراد والكيانات التي تنشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، والتشكيك في مصداقيتها، وهو أمر سبق أن تعرضت له العديد من المنظمات الحقوقية والقائمين عليها”.

وأضافت المؤسسة ذاتها أن “حملة الشيطنة ضد منظمة العفو الدولية تأتي في سياق حملة ممنهجة لإسرائيل ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمات وعاملين، ومحاولة وصمهم بالإرهاب والتشكيك في نزاهة عملهم”.

وأكد “المرصد الأورومتوسطي”، في البيان ذاته أن”إسرائيل بدلاً من إجراء مراجعة لسياستها التمييزية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، اختارت أن تهاجم المنظمة وتصف التقرير بأنّه ‘يكدّس ويعيد تدوير أكاذيب مصدرها منظمات كراهية معروفة مناهضة لإسرائيل'”.

كما عبرت المرصد نفسه عن “تضامنه مع منظمة العفو الدولية في وجه التحريض الإسرائيلي، مطالبًا السلطات الإسرائيلية بالتوقف عن ترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان واتخاذ إجراءات فورية لحمايتهم وتمكينهم من العمل بسهولة ودون عقوبات”.

ودعت الهيئة ذاتها المجتمع الدولي إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين من انتهاكات الاحتلال وسياسات الفصل العنصري التي تنتهجها ضدهم السلطات الإسرائيلية”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة