مدار: 19 آب/ أغسطس 2025
ارتفعت حصيلة الوفيات من جراء الفيضانات الجارفة التي ضربت باكستان إلى 350، ومئات المفقودين، ودمار مهول.
وبدأ الكابوس ليل الخميس-الجمعة، عندما ضربت ظاهرة نادرة تعرف بـ”انفجار السحاب” (cloudburst) مقاطعة بونر الجبلية، شمال غرب باكستان، وهطل أكثر من 150 ملم من الأمطار في غضون ساعة واحدة فقط، في ظاهرة لا تحدث عادة إلا في مناطق محدودة.
وحوّل هذا التدفق الهائل للمياه، مصحوباً بتربة المنطقة الهشة و المعرضة للتآكل، الأودية الضيقة إلى أنهار هائجة من الطين، اجتاحت قرى بأكملها وجرفت في طريقها الصخور الضخمة التي ارتطمت بالمنازل مثل الانفجارات.
وأبلغ سكان من المنطقة أن منازلهم دمّرت في رمشة عين ولم يبقى منها شيء، مما اضطرهم إلى النزوح للبحث عن أماكن تأويهم.
وتجددت مأساة السكان بعد هطول الأمطار بغزارة يوم الاثنين في منطقة سوابي، وأودت بحياة 20 شخصا.
وتواصل فرق الإنقاذ سباقها مع الزمن من أجل البحث عن المفقودين وانتشال الضحايا، لكن تجدد هطول الأمطار يعقد جهود الإغاثة.
ولا يقتصر الخطر على السيول الجارفة، بل إن ارتفاع درجة الحرارة، وانتشار جثث الحيوانات النافقة والمياه الراكدة، يزيد من مخاوف انتشار الأوبئة والأمراض في المناطق المتضررة.
ويؤكد المسؤولون أن هذه الكارثة ليست عادية على الإطلاق، إذ أن شدة الأمطار الموسمية هذا العام أعلى بنسبة 50 إلى 60 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
ويعزو الخبراء هذه التغيرات الحادة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي غيرت نمط الرياح الموسمية السنوية، ودفعها حوالي 100 كيلومتر غرب مسارها الطبيعي.
وتضع هذه التغيرات باكستان ضمن البلدان المتضررة بشدة من تداعيات التغير المناخي، وما يترافق معه من ظواهر متطرفة ومتسارعة، بين الأمطار الغزيرة والجفاف الحاد.