مدار + وكالات: 16 تشرين الثاني/ نونبر 2023
يواصل الكيان الصهيوني حرب الإبادة في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة لليوم الواحد والأربعين على التوالي.
وعادت قوات الاحتلال لتقتحم اليوم الخميس، مجمع الشفاء من الجهة الجنوبية، بعد أن اجتاحته أمس الأربعاء بدباباتها وقواتها الغاشمة، وارتكبت اعتداءات خطيرة أثناء ذلك، في انتهاك لمضامين القانون الدولي الإنساني.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال “دمرت قسم الأشعة وفجّرت قسم الحروق والكلى” وتجري “تحقيقات مع أطباء وجرحى ونازحين” في المجمع الطبي، وتم الإبلاغ عن سقوط شهداء في صفوف المرضى، بينما تعالت التحذيرات من المخاطر المحدقة بالخدج و المرضى والأطقم الطبية.
وأدى العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، منذ السابع من أكتوبر، إلى سقوط 11 ألفا و500 شهيد، من بينهم 4710 طفل و3160 امرأة، حسب وزارة الصحة في غزة.
وبلغ عدد الإصابات 29 ألف و800، غير أن هذه الإحصائيات قابلة للارتفاع بشكل كبير، وسط تواصل القصف ووجود مفقودين وجثث تحت الأنقاض.
وجراء استهداف مؤسسات الرعاية الصحية من طرف الجيش الإسرائيلي واستمرار الحصار ومنع دخول المساعدات، خصوصا الطبية منها والوقود، خرجت العديد من المستشفيات عن الخدمة، لاسيما بالجزء الشمالي من القطاع.
وبعد اقتحامه لمجمع الشفاء، عرض جيش الإحتلال صورا لأسلحة خفيفة وبعض الذخيرة وسترات، قال إنه وجدها في المؤسسة الصحية، في خطوة وصفت بالهزلية وتعرضت للسخرية، كما أثارت سخطا واسعا في الخارج وحتى داخل الأراضي المحتلة.
وتعليقا على ذلك، قال لويس شاربونو مدير قسم الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش في تصريح لوكالة “رويترز” إن “المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي”، مشددا على أنه “يجب السماح للأطباء والممرضات وسيارات الإسعاف وغيرهم من العاملين بالمستشفيات بالقيام بعملهم ويجب حماية المرضى”.
وأضاف المسؤول الحقوقي: “لا تفقد المستشفيات تلك الحماية إلا إذا أمكن إثبات ارتكاب أعمال ضارة من داخل مبانيها. ولم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي دليل على ذلك”.
واستنكرت دول ومنظمات اقتحام مجمع الشفاء الطبي ووصفتها بأنها جريمة حرب، كما تعرضت واشنطن، وهي الداعم الأكبر لإسرائيل في هذا العدوان، لانتقادات شديدة.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن “اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي جريمة حرب وجريمة أخلاقية وجريمة ضد الإنسانية”، محملا المسؤولية لقوات الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان يتوفر “مدار” على نظير منه إن “اقتحام مجمع الشفاء وارتكاب جرائم بداخله جريمة مكتملة الأركان تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي”.
وصرّح الهلال الأحمر الفلسطيني، الخميس، إن الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفى المعمداني وسط هجوم عنيف، ويشار إلى أن المستشفى ذاته كان مسرحا لمجزرة خلفت سقوط مئات الشهداء جراء قصف إسرائيلي.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الاتصالات انقطعت تماما مجددا في بسبب نفاد الوقود، وهو ما أكدته الشركتين العاملتين في غزة من خلال بيان.
وفي سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من إن القطاع المحاصر يواجه “مجاعة واسعة النطاق”، وأشار البرنامج إلى أن جل سكان غزة في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية.