مدار: 24 حزيران/ يونيو 2021
نستهل العدد 55 من جولتنا الأسبوعية “عين على الصين” من الشؤون الدولية، إذ تطرقت “الفاينانشال تايمز” و”كايكسن غوبال” للقاء مجموعة السبع G7، التي تتحد لمنافسة الصين في مجالات اللقاحات والمناخ والبنية التحتية الموجهة لبلدان العالم السائرة على طريق النمو، لكن دون أن تقدم خططا ملموسة.
ووعدت مجموعة الدول السبع بتوفير مليار جرعة لقاح في غضون عام واحد، ووجهت انتقادات إلى الصين في ملفي هونغ كونغ وتايوان، كما أعلنت عن المبادرة التنافسية “إعادة بناء عالم أفضل”؛ في حين استنكرت سفارة بكين لدى لندن قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع، ووصفتها بأنها قوى تتكتل في “حلقة صغيرة” من أجل خلق الانقسام والمواجهة.
ونتابع مع “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن الصين بعد أن أصبحت هدفا للعقوبات الأمريكية والأوروبية قررت إقرار قانون مكافحة العقوبات وإنشاء درع قانوني ضد الهجمات الغربية؛ وهو الخبر الذي حظي باهتمام “أسيا تايمز” أيضا، مشيرة إلى أن القانون ينص على فرض عقوبات على الجهات التي تمتثل للعقوبات الغربية على الصين، من ضمنها الحرمان من التأشيرات وتجميد الأصول أو مصادرتها، وموردة أنه سيتعين على الشركات الاختيار بين الامتثال للعقوبات الغربية أو الامتثال للقانون الصيني.
وفي الشؤون الداخلية الصينية، نقرأ أنباء عن تقديم الصين أكثر من 923 مليون جرعة لقاح في حدود 15 حزيران/ يونيو، مع تلقيح 20 مليون شخص يوميا، أي ما يمثل 60 بالمائة من الإجمالي العالمي؛ كما وفرت ما يناهز 37 بالمائة من إجمالي جرعات التطعيم ضد الفيروس التاجي عبر العالم من أصل 2.5 مليارات جرعة، تليها الولايات المتحدة بـ 311 مليون جرعة، ثم الهند في المرتبة الثالثة بـ 255 مليون جرعة. وصدرت الصين 350 مليون جرعة لقاح إلى أكثر من 75 دولة عبر العالم، وفق ما نقلته كل من “نايتشر” و”غلوبال تايمز“، إضافة إلى “آور ورلد إن داتا“.
وفي الشأن نفسه نقرأ في “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن الصين أقرت قانونا مخصصا لأمن البيانات، بغرض حماية المعطيات المخزنة محليا من المتابعات القضائية الأمريكية وتعزيز الأمن القومي. وسيصبح هذا التشريع ساري المفعول اعتبارا من الفاتح من أيلول/ سبتمبر؛ وهو التشريع نفسه الذي لقي تغطية من صحيفة الـ “غلوبال تايمز“، مشيرة إلى أنه بعد تعريف المعطيات كعامل إنتاج في نيسان/ أبريل 2021، إلى جانب الرأسمال واليد العاملة والأرض، يجدر بالشركات الأجنبية الموجودة في الصين أن تقوم بتخزين البيانات محليا، تحت طائلة فرض غرامات تصل إلى 1.55 مليون دولار في حالة عدم الامتثال.
وإلى الملف الاقتصادي، وخبر عن زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين (75.3 مليار دولار أمريكي) بنسبة 30.3 بالمائة، بين كانون الثاني/ يناير وأيار/ مايو مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، حسب “سي جي تي إن“. ونما الاستثمار الأجنبي المباشر في صناعة الخدمات (41.6 بالمائة، و59.7 مليار دولار أمريكي) وقطاع التكنولوجيا (34.6 بالمائة) على أساس سنوي؛ كما زادت الاستثمارات من دول الآسيان (56 بالمائة)، ودول الحزام والطريق (54.1 بالمائة)، والاتحاد الأوروبي (16.8 بالمائة)، تضيف “تشاينا دايلي“.
وأورد موقع “نيكاي آسيا” أن المجموعة الصينية “ثري جورجز رينويايبل” جمعت 3.5 مليارات دولار أمريكي بغرض الاستثمار في قطاع الطاقة الريحية، في أكبر اكتتاب عام أولي في 17 شهرا. ونمت أرباح الشركة بمبلغ 558 مليون دولار أمريكية، وبلغت قيمة عائداتها 1.7 مليار دولار أمريكي، ونمت بنسبة 27 بالمائة خلال العام الماضي؛ بينما سيمول الاكتتاب سبعة مشاريع ساحلية، بما فيها أول محطة لإنتاج الطاقة الريحية البحرية مرفوقة بمزارع مائية.
وفي قضايا الزراعة والبيئة، نقرأ لدى “نيكاي آسيا” أيضا أن الصين تنشر معظم الأوراق على مستوى العالم حول تقنيات إزالة الكربون في 16 مجالا بحثيا من أصل 18 (2015-20). ومع تخصيصها 250 مليار دولار أمريكي للبحث والتطوير في الميزانية الحكومية لسنة 2018 (الولايات المتحدة، 140 مليار دولار أمريكي، 2019) ، تحتفظ الصين بالريادة في مجال بطاريات التخزين – وهو أمر بالغ الأهمية لإمدادات الطاقة المتجددة – الخلايا الشمسية والمركبات الكهربائية، كما تصل إلى مستوى الريادة الأمريكية في جودة الأوراق وتأثيرها.
ومن كانون الثاني/ يناير إلى أيار/ مايو، استوردت الصين 38.23 مليون طن من فول الصويا بقيمة 19.35 مليار دولار أمريكي، بزيادة بلغت 44.2 بالمائة على أساس سنوي، وفق ما ذكرته “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، موضحة أن فول الصويا يستخدم في المقام الأول لتغذية الخنازير، ويمثل 22 بالمائة من إجمالي الإنفاق على الواردات، إذ ارتفعت بنسبة 33.8 بالمائة على سنوي، في حين يبقى أكبر الموردين لهذه المادة: الولايات المتحدة والبرازيل بزيادة بلغت 12.8 بالمائة على أساس سنوي.
وفي الشؤون الثقافية والحياة الشعبية قالت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” إن رقصة تحت الماء بثها تلفزيون “هينان” خلال مهرجان “دراغون بوت” لقيت نجاحا باهرا على الإنترنت، استطاع معه مذيعو التلفزيون العام الوصول إلى منصات وجمهور جديد. ويأتي المقطع في إطار التكيف المبتكر للتلفزيون التقليدي مع متطلبات البرمجة على الإنترنت. وكان أداء المؤدية السابقة للرقصات المتزامنة هي هاوهاو متميزا وهي تجسد قصة قديمة حول آلهة نهر لوه، واحتاجت إلى 26 ساعة حتى تصور العرض الممتد لدقيقتين، تضيف “كالتشر اندوستري كومنتاري“.
وإلى “غلوبال تايمز” التي خصصت عمودا لانتشار الهجاء السياسي من الفنانين الصينيين لقادة مجموعة السبع، مع انتقادهم الهيمنة الغربية والتدخل في الشؤون الداخلية لبلدهم.
وأضافت المنصة الإعلامية أيضا أن “بانتوغلاتاتانغ” أعاد رسم لوحة “العشاء الأخير” التي تعود في الأصل إلى سنة 1498، واستبدل الشخصيات الدينية المسيحية بالحيوانات الإمبريالية في لوحة “قمة مجموعة السبع الأخيرة”. ومزجت ووهيكيلين بين صور وزراء خارجية مجموعة السبع المنعقدة في أيار/ مايو الماضي وغزو تحالف الدول الثماني للصين سنة 1900.
أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق دونغ فينغ (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.