صورة: DR
مدار: الجمعة 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020
تحت شعار “96 عاماً من النضال على درب التحرير والتغيير”، ينظم الحزب الشيوعي اللبناني مسيرة شعبية في الذكرى 96 لتأسيسه، وذلك يوم غد السبت 24 تشرين الأول/أكتوبر على الساعة الخامسة عصرا، محددا مسارها انطلاقا من صيدلية بسترس إلى ساحة رياض الصلح في العاصمة بيروت.
وفي هذا الصدد أصدر المكتب السياسي للحزب اللبناني بيانا، توصل موقع “مدار” بنسخة منه، أمس الخميس، 22 تشرين الأول/أكتوبر، احتفاء بالذكرى السادسة والتسعين لتأسيسه، التي قال إنها تأتي “لتتوّج مساراً طويلاً ومشرّفاً من النضالات، السياسية الوطنية والطبقية والاجتماعية، في كل ساحات النضال وميادينها، ومن أقصى لبنان إلى أقصاه”.
واستطرد مكتب الحزب متحدثا عن الذكرى ذاتها: “ست وتسعون شمعة أضاءت فضاءات الوطن؛ أنارت الدروب وأطفأت عتمة التخلف والتبعية والارتهان. لم يكن هذا التاريخ، الذي خاضته أجيال متعاقبة من الشيوعيين اللبنانيين عادياً؛ فمنذ التأسيس، لم يتوان الشيوعيون عن تلبية المهام المطلوبة منهم، فكانوا في المقدمة: أمينان عامان شهيدان، فرج الله الحلو وجورج حاوي، وآلاف الشهداء، على دروب المواجهة الوطنية: من معارك الاستقلال عن الانتداب إلى النضال ضد الحركة الصهيونية منذ بداية هجرتها إلى فلسطين، مروراً بنضالات الطبقة العاملة والحركة الطلابية، وصولاً إلى الحرس الشعبي وقوات الأنصار وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وضد مشاريع التقسيم والفدرلة الطائفية إلى شهداء الفكر والكلمة”.
ووجه قادة الحزب بالمناسبة ذاتها التحيّة “لكل هؤلاء، وللذين يرابطون اليوم على قضاياهم؛ مدافعين عن طبقتهم العاملة وفقراء وطنهم، واجهوا ويواجهون كل أشكال الاستغلال والاحتلال، ونظام الطائفية البغيض، والظلم والاستبداد والهيمنة”، كما أوردوا عن السياق الذي تأتي فيه الذكرى: “ها هو الأميركي يضغط اليوم من الخارج، ومنظومته السلطوية الفاسدة التابعة له تخضع في الداخل، بترسيم الحدود وبالاستجابة لشروط صندوق النقد الدولي ورفع الدعم… والآتي أعظم، مع ما يجري على صعيد المنطقة من تنفيذ لصفقة القرن، ما يتطلّب الإدانة لأنظمة الخيانة والتطبيع مع الكيان الصهيوني، انتصاراً لفلسطين وشعبها المقاوم”.
وأردف المكتب السياسي من خلال البيان ذاته بأن الذكرى تحلّ هذا العام “متلازمة مع مرور سنة على انتفاضة الشعب المستمرة، سنة كانت عنواناً لأسوأ انهيار اقتصادي – مالي في التاريخ المعاصر لشعوب العالم، انعكس انهياراً اجتماعياً جثم بثقله فوق صدور اللبنانيين، مهدداً حياتهم ومستقبلهم، وأوصلهم إلى الجوع والموت، إن لم يكن بانفجارات فسادهم، فعلى أبواب المستشفيات أو بجائحة كورونا”، وزاد: “سنة أكّد فيها الشعب اللبناني رفضه للسياسات المتبعة منذ التسعينيات وحتى اليوم، محملاً إياها ما آلت إليه حالة البلد. ومنظومة حاكمة متسلطة ومستبدة، تحاصصت ونهبت وأفسدت وسقطت حكوماتها المتعاقبة أمام الرفض الشعبي لها، وها هي اليوم تعاود رسم الخارطة عينها، من خلال إعادة لمّ شملها بدعم من الأوصياء، فتكلّف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة العتيدة، على أساس المحاصصة ووسط توافق بين عدد واسع من قواها السياسية، ليستمر هدر المال العام وحماية الريع وأرباح المصارف، وتعزيز الفروقات الطبقية، وإيصال البلد إلى الإفلاس الكامل”.
كما أكد الحزب الشيوعي اللبناني في بيانه المخلد لذكرى تأسيسه أنه “إذ يدين هذا التكليف، المستخف بمشاعر وإرادة مئات الآلاف من اللبنانيين، الذين انتفضوا في 17 تشرين وأطاحوا به وبحكومته وبخطتها “الإصلاحية”، فهو يحذّر، في الوقت عينه، من السياسات والأوضاع الخطيرة المقبلة، إذ يلوح في الأفق القريب شبح تحرير سعر الصرف ورفع الدعم عن القمح والدواء والمحروقات”، مردفا: “هذه هي ‘إصلاحاتهم’، وتلك هي نتائجها: بطالة، هجرة، مجاعة، لا دواء، لا كهرباء ولا مياه… وماذا بعد؟”.
وختام بيانه دعا الحزب الشيوعي إلى أن يكون عيد تأسيسه محطة للشيوعيين واليساريين والوطنيين اللبنانيين والجماهير، لإحياء المناسبة والمشاركة الكثيفة في المسيرة الشعبية التي ستنطلق من أمام صيدلية بسترس إلى ساحة رياض الصلح، يوم السبت 24 تشرين الأول، على الساعة الخامسة بعد الظهر، معاهدا
“الشعب اللبناني وجمهور الانتفاضة الشعبية وكل قوى التغيير الديمقراطي”، على “مواصلة النضال في مواجهة المنظومة الحاكمة، وعلى المضي قدماً نحو بناء أوسع ائتلاف وطني للتغيير، يفضي إلى تعديل موازين القوى، وإرساء أسس المشروع السياسي البديل، بدءاً من فرض حكومة انتقاليّة من خارج المنظومة الحاكمة وبصلاحيات استثنائيّة، وصولاً إلى قيام الدولة الوطنية العلمانية الديمقراطية في لبنان”.