مدار: 02 حزيران/ يونيو 2022
حذّرت وكالات الأرصاد الجوية والإنسانية من أن خطر المجاعة يلوح في الأفق في شرق أفريقيا، بسبب عدم هطول الأمطار بشكل كافي لأربعة مواسم متتالية، في حدث مناخي لم تشهده المنطقة منذ 40 عاماً على الأقل، لافتة إلى أن الوضع يتجه نحو التدهور.
ووفقاً لبيان مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة نيابة عن 14 وكالة، فإن الجفاف الحالي الشديد وواسع النطاق والمستمر لعدة المواسم يؤثر بشكل غير مسبوق على الصومال والأراضي القاحلة وشبه القاحلة في كينيا والمناطق التي تتلقى أهطال مطرية قصيرة والمناطق الرعوية الشرقية والجنوبية في إثيوبيا، مما جعل الملايين المتضررين من شح الأمطار في تلك المناطق يواجهون خطر المجاعة.
ومن المرجح أن موسم الأمطار 2022 من آذار /مارس إلى أيار /مايو سيكون الأكثر جفافاً على الإطلاق، مما سيدمر سبل العيش ويؤدي إلى زيادات حادة في انعدام الأمن الغذائي والمائي والتغذوي. فقد قضى الجفاف على 3.6 مليون رأس ماشية في أقسام من كينيا وإثيوبيا حيث يعتمد السكان المحليون بشكل كبير على الرعي لتأمين معيشتهم. ونفق حيوان من كل ثلاثة في الصومال منذ منتصف عام 2021. ونفق ما يقدر بنحو 1.5 مليون رأس من الماشية في كينيا و2.1 مليون أخرى في إثيوبيا.
وشدّدت الوكالات ذاتها على أنه “إذا تحققت هذه التوقعات فإن حالة الطوارئ الإنسانية القائمة أساساً في المنطقة ستتعمق أكثر”، وبيّنت أن النداءات الحالية للاستجابة للجفاف لا تزال تفتقر إلى تمويل واسع، داعية إلى تسريع التحركات لإنقاذ الأرواح وتجنب حدوث مجاعة ووفيات.
وتقدر مجموعة عمل الأمن الغذائي والتغذية أن 16.7 مليون شخص يواجهون حالياً انعداماً حاداً للأمن الغذائي، وتتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 20 مليون شخص بحلول أيلول /سبتمبر.
ومن المتوقع أن يؤدي موسم الأمطار الشحيح بين تشرين الأول /أكتوبر وكانون الأول /ديسمبر إلى تدهور حالة الأمن الغذائي وسوء التغذية في عام 2023.
وفي السياق ذاته، أكّد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، أن منطقة القرن الأفريقي تواجه هذا الوضع المؤلم بعد أن تضررت من إحدى أسوأ تفشي للجراد الصحراوي خلال الفترة 2019-2020. كما ساهمت ظاهرة النينيا (جزء من التقلبات المناخية الطبيعية) بين عامي 2020 و2022، التي امتدت لسنوات عدة في تقليل هطول الأمطار عبر شرق أفريقيا مما يعيد للذاكرة الجفاف المدمر في المنطقة بين عامي 2010 و2011.
يُشار إلى أن التأثيرات على الأمن الغذائي واسعة النطاق أيضاً. ففي أفريقيا، انخفض نمو الإنتاجية الزراعية بنسبة 34 % منذ عام 1961 بسبب تغير المناخ، أكثر من أي منطقة أخرى، وهناك ثقة كبيرة في أن الاحترار المستقبلي سيؤثر سلباً على النظم الغذائية من خلال تقصير مواسم النمو وزيادة الضغط المائي، كما ذكر.