مدار: 04 تمّوز/ يوليو 2022
عقد حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا مؤتمره الوطني الخامس، الأحد 03 تموز/ يوليو 2022، وأعاد انتخاب برفين بولدان وميثات سنكار كرئيسين مشتركين للحزب اليساري، كما وضع على رأس أجندته السياسية للمرحلة المقبلة المسألة الكردية وقضية الديمقراطية في تركيا.
وشهد اللقاء الحاشد، مشاركة أعداد غفيرة من أطر ومناضلي الحزب، وأكثر من مائة ممثل للمنظمات من مختلف أنحاء العالم.
ورفعت في قاعة المؤتمر لافتات كتبت عليها شعارات تؤطر عمل الحزب، من بينها: “التحالف الديمقراطي سيفوز” ، و “لا يمكن إسكات الصحافة الحرة” ، و “السلام والتسوية، وليس الحرب والعزلة” ، و “ليس نظامًا أحاديًا بل جمهورية ديمقراطية” ، و “حل ديمقراطي للمسألة الكردية”، و”ليس الجوع والفقر بل التوزيع العادل” و “لن نتنازل عن اتفاقية اسطنبول”.
وقال رئيسي الحزب برفين بولدان وميثات سنكار في كلمة جرى إلقاؤها أثناء افتتاح المؤتمر، إن “الانتخابات المقبلة لن تكون حول اختيار الرئيس أو رئيس الوزراء. بل ستتمحور حول بناء نظام ديمقراطي جديد قائم على المساواة في تركيا”، وزاد المتحدثان: “حزب الشعوب الديمقراطي هو القوة الدافعة الرئيسية وراء هذه الانتخابات”.
و بخصوص السياق الإقليمي الذي يدخل في صميم انشغالات الحزب، أضاف المسؤولان السياسيان الذين يتشاركان رئاسة التنظيم اليساري: “لن يتشكل الشرق الأوسط وسوريا من خلال عدائكم للأكراد، ولكن بإرادة الشعب الكردي لصالح التعايش، ومن خلال التحالفات الديمقراطية التي يشكلها مع الشعوب التي يعيش فيها جنبًا إلى جنب”.
ويعرف حزب الشعوب الديمقراطي بمساندته القوية لحقوق الأكراد، في الداخل التركي وفي البلدان الأخرى، خصوصا بسوريا التي تكتوي بنيران الحرب لما ينهز عقدا من الزمن، والعراق وإيران، البلدين الذين لا يزيدان استقرارا في سياق إقليمي ملتهب.
ويتعرض حزب الشعوب الديمقراطي لضغوط سياسية وقمعية شديدة خلال السنوات الأخيرة، ليس بسبب مواقفه من المسألة الكردية فحسب، بل بسبب برنامجه المعارض للتضييق على الحريات والمكتسبات الديمقراطية في تركيا، ودوره الحاسم في الانتخابات المقبلة.
وتعقيبا على ذلك، قالت قيادة الحزب إن تنظيمهم “يخيفهم ويقلقهم (في إشارة لحكم حزب العدالة والتنمية التركي وحلفاؤه: ملاحظة المحرر)، حقيقة أننا البديل الأقوى لنظامهم الاستبدادي. لهذا السبب يهاجموننا بكل قوتهم. يعتقدون أنهم سوف يدمروننا. لكنهم لن ينجحوا أبدًا”.
وزادت الرئيسة والرئيس: “نحن نحذر حكومة حزب العدالة والتنمية؛ لا تمارس الألعاب على عزلة السيد أوجلان، ولا تستخدم مثل هذه القضية الحساسة لتحقيق أهداف قوتك. لا تتحدث نيابة عن إمرالي، ولا تضلل الجمهور أو تخلق أجندات كاذبة. يعرف الجمهور ما يفكر فيه أوجلان “.
في ختام أشغال المؤتمر، تم انتخاب القيادة التي ستتولى دفة الحزب خلال المرحلة المقبلة، إذ أعيد انتخاب برفين بولدان و ميثات سنكار بالإجماع كرئيسين مشاركين للحزب إلى جانب مجلس حزبي جديد.
جدير بالذكر، أن المؤتمر ينعقد قبل سنة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية.
ويواجه حزب الشعوب الديمقراطي خطر حظره من طرف السلطات الرسمية، فمنذ انتخابات حزيران/ يونيو 2015، تعرض لهجمات مكثفة من قبل الحكومة.
ويستخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأنصاره القوميين أنواع متعددة من الضغط للقضاء على المعارضة الديمقراطية.
ومنذ سنة 2016، تم اعتقال أكثر من 5000 عضو في حزب الشعوب الديمقراطي، بما في ذلك الرؤساء المشاركون السابقون للتنظيم اليساري والنواب ورؤساء البلديات والقادة وغيرهم من الأعضاء وفق الأرقام التي حصل عليها “مدار”، ويطالب مكتب المدعي العام أيضًا بفرض حظر سياسي على 451 من أعضاء الحزب ومصادرة أصوله.
خلال الانتخابات المحلية لآذار/ مارس 2019، لعب الحزب دورا حاسما ساهم في انتصار المعارضة على حزب أردوغان وحلفائه في إسطنبول وأنقرة والعدة بلديات أخرى في الغرب التركي، ويسبب الدور المتعاظم لحزب الشعوب الديمقراطي في المشهد السياسي الكثير من الصداع لحزب العدالة والتنمية التركي الذي يخشى أن يحرق جناحيه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
بالنسبة لأعضاء الحزب، فإن نجاح مؤتمرهم الخامس، يشكل ردّا قويا على الحكومة التي تلوح بالحظر والمنع.