مدار: 07 شباط/ فبراير 2024
شدّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، على أن “كل أطفال غزة تقريبًا البالغ عددهم مليوناً يحتاجون إلى مساعدة على صعيد الصحة النفسية”، في مقابل نصف مليون قبل بدء الحرب الأخيرة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتشير تقديرات “اليونيسف” إلى أن ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة، باتوا غير مصحوبين، أو انفصلوا عن عائلاتهم، بعد نحو 4 أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية في الأراضي الفلسطينية جوناثان كريكس، خلال مداخلته المباشرة من القدس في مؤتمر صحفي في جنيف، إن هذا الرقم يمثل 1 في المائة من إجمالي عدد النازحين البالغ 1,7 مليون شخص. كما أن هناك صعوبة في تحديد هوية الأطفال، بسبب نقلهم في بعض الأحيان إلى المستشفيات إما مصابين أو في حالة صدمة و”ببساطة لا يمكنهم حتى قول أسمائهم”.
في خضم النزاع، يضيف المصدر ذاته، من الشائع أن تعتني الأسر الممتدة بالأطفال الذين فقدوا والديهم، ولكن في الوقت الحالي، وبسبب النقص الكبير في الغذاء أو الماء أو المأوى، تعاني الأسر الممتدة وتواجه تحديات في رعاية طفل آخر على الفور بينما تكافح هي نفسها من أجل تلبية احتياجات أطفالها وأسرتها. وفي هذه الحالات، يجب توفير الرعاية المؤقتة الفورية على نطاق واسع مع إبقاء الأطفال على اتصال بأسرهم أو البحث عنهم حتى يمكن لم شملهم عندما يستقر الوضع.
وأوضح المتحدث ذاته أن الأطفال “تظهر عليهم أعراض مثل مستويات عالية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، ولا يستطيعون النوم، ويعانون من نوبات انفعالية أو ذعر في كل مرة يسمعون فيها قصفًا”.
ودعا كريكس إلى وقف إطلاق النار، لتتمكن “اليونيسيف” من إجراء إحصاء مناسب للأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم، وتحديد أقاربهم، وتقديم الدعم في مجال الصحة النفسية.
وتشير المصادر نفسها إلى أنه قبل هذه الحرب، كانت “اليونيسف” تقدّر أن أكثر من 500 ألف طفل كانوا بالفعل بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في قطاع غزة.
واليوم، تشدّد المنظمة الأممية على أن جميع الأطفال تقريبًا يحتاجون إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، أي أكثر من مليون طفل.
في سياق متصل، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، السبت، من أن سكان غزة “يموتون أمام أعين العالم” في كارثة فريدة من نوعها.
وأشارت الوكالة الأممية إلى أزمة الجوع والمأساة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم في قطاع غزة، في ظل الهجمات الإسرائيلية والحصار. وشدّدت في منشور لها على حسابها عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا)، على أنه” من الصعب جدًا أن نتصور أن سكان غزة سيبقون على قيد الحياة بدون ‘الأونروا’ في ظل كل ما يمرون به الآن”.
وحتى 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، قررت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها لـ “أونروا”، بناء على مزاعم الاحتلال الصهيوني بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في “عملية طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في ما يسمى بغلاف غزة.