صورة: DR*
مدار + مواقع: 27 أيلول/ سبتمبر 2020
نظم سكان قرية كفر قدوم، شرق محافظة قلقيلية شمال الضفة، ليلة السبت، مسيرة شعبية تنديدا بالاستيطان الإسرائيلي، حيث طالبوا بفتح شارع البلدة المغلق منذ أكثر من 17 عاما. وواجهت قوات الاحتلال الاحتجاج الفلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط،، وأصابت خمسة شبان.
كما داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من مناطق الضفة الغربية، حيث اعتقلت عددا من المواطنين، واحتجزت أطفالا، واعتقلت مواطنين اثنين واحتجزت أطفالهما في قرية عانين غرب جنين شمال الضفة الغربية.
وأوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت المواطنين يوسف أسعد ياسين، وأيمن تيسير خليل ياسين، عقب عملية اقتحام منزليهما في القرية.
وكانت تلك القوات احتجزت طفلي يوسف، وهما: مصطفي وفادي، ومحمد نجل أيمن، أثناء رعيهما الأغنام قرب الجدار الفاصل، وقامت باستجوابهما لساعات، قبل أن تطلق سراحهما.
وفي السياق نفسه، نفذت قوات الاحتلال عملية دهم لقرية زبوبا المحاذية للجدار، وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وسيرت آليات عسكرية في شوارع القرية في خطوة استفزازية.
وشهدت عدة مناطق بالضفة الغربية مواجهات شعبية ليلة السبت، في إطار حالة الغضب الشعبي الرافضة لمخططات الاستيطان والضم، واتفاقيات التطبيع العربية.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، بأن أربعة من الشبان الذين أصيبوا بالرصاص المعدني عولجوا ميدانيا، بينما نقل الخامس إلى مستشفى درويش نزال الحكومي في قلقيلية لتلقي العلاج، وأكد أن المواجهات الشعبية كانت حامية واندلعت بعد انطلاق المسيرة الشعبية في القرية.
وتعتبر قرية كفر قدوم أيقونة المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، حيث يحافظ سكان البلدة منذ سنوات على تنظيم الفعاليات الشعبية المنددة بالاستيطان، وفي إحدى الفعاليات التي أقيمت رفضا لاتفاقيات التطبيع العربية أقام سكان البلدة جنازة رمزية لجامعة الدول العربية، وأحرقوا صورا لـ”أمراء التطبيع” بعد توقيع كل من الإمارات والبحرين اتفاقيات مع إسرائيل.
كما أصيب عشرات المواطنين مساء السبت بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز السام في منطقة الظهر ببلدة بيت أمر شمال الخليل.
وقال شهود من البلدة إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة الظهر القريبة من مستوطنة “كرمي تسور” جنوب البلدة، حيث اندلعت على الفور مواجهات مع الشبان، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق، وتم علاجهم ميدانيا.
وتتعمد قوات الاحتلال اقتحام عدة مناطق في بيت أمر بشكل متواصل، وتقوم باستفزاز المواطنين أثناء فلاحتهم أراضيهم للتضييق عليهم وتهجيرهم.
كذلك اقتحم عشرات المستوطنين وهم يحملون أسلحة رشاشة، وبحماية من قوات جيش الاحتلال، البلدة القديمة وحي الزاهد وعين العسكر في مدينة الخليل، وقاموا بأعمال عربدة.
كما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واسعة في الضفة الغربية واقتحمت ليلة السبت قرية سلوان جنوب المسجد الأقصى، بعد إصابة أحد عناصرها بالحجارة.
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال فجر الأحد عددا من الفلسطينيين واحتجزت أطفالهم في عدد من القرى، من بينها سلواد شمال سرق رام الله.
وكانت القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية دعت سكان الضفة للنزول إلى مناطق التماس، والمشاركة في الفعاليات الوطنية الرافضة للتطبيع العربي والتصدي للهجمات الاستيطانية.
كما عادت جماعات من المستوطنين ونفذت عملية اقتحام جديدة لباحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، حيث قام المستوطنون بجولات استفزازية تركزت قرب منطقة “مصلى باب الرحمة” الذي يخطط الاحتلال لإغلاقه وتحويله إلى “كنيس يهودي”.
وسهلت سلطات الاحتلال عمليات الاقتحام بالتشديد والإجراءات الصارمة لعرقلة عملية دخول المصلين المقدسيين للمسجد، من خلال حجر هوياتهم، وإخضاعهم للتفتيش الدقيق.
يشار إلى أن الاقتحام الجديد للمستوطنين جاء بعد توقف دام يومي الجمعة والسبت، بسبب العطلة الأسبوعية. وقد شهد الأسبوع الماضي اقتحامات كبيرة للمستوطنين، بناء على دعوات من جماعات “الهيكل” المزعوم، لإحياء أحد الأعياد اليهودية.
وكذبت الاحتجاجات الحالية توقعات “خبراء إسرائيليين” بخمود المقاومة الشعبية الفلسطينية للتطبيع نتيجة السقوط في اليأس المترتب عن موجة التطبيع الإسرائيلية العربية.
وكانت “القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية” أصدرت بيانها الأول بتاريخ 13 أيلول/شتنبر، توجهت فيه إلى الشعب الفلسطيني بالدعوة إلى “نبذ كل الخلافات وتجميد كل الأجندات، والالتفاف والمشاركة في هذا الكفاح الشعبي التحرري”، معلنة انطلاق “مسيرة كفاحية شعبية شاملة، لن تنتهي إلا بإنجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين والقدس عاصمتها”؛ وذلك بالاعتماد على قرارات مؤتمر الأمناء العامين لفصائل العمل الوطني الفلسطيني، التي اجتمعت في اليوم الثالث من شهر أيلول/ شتنبر بالعاصمة اللبنانية بيروت.