صورة: DR
مدار: 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2020
بعد أن تقدمت بالعزاء لأسر شهداء الأحداث الدامية بمدينة كسلا، متمنية الشفاء للجرحى والمصابين، دعت سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني إلى المشاركة في مليونية الأربعاء 21 تشرين/أكتوبر، إذ “أكدت على حق الجماهير في التظاهر السلمي المشروع الذي يفرض على جهاز الدولة حمايته”؛ وذلك في بيان صدر يوم السبت 17 تشرين/ أكتوبر، مطالبة السلطة التنفيذية بالوقوف على مسافة واحدة من كل المكونات الإثنية والاجتماعية، وبالإسراع في تقديم الجناة لمحاكمات تراعى فيها كامل الحقوق والواجبات الدستورية.
واعتبر بيان الحزب أن الفترة الانتقالية بمرحلة تاريخية معقدة تثير القلق من جراء تردى الحالة المعيشية، والغلاء الفاحش وانعدام أبسط مقومات العيش الكريم، نتيجة تراخي الحكومة فئ تنفيذ مطالب ثورة ديسمبر المتضمنة في إعلان الحرية والتغيير، الذي توافقت عليه كل قوى الثورة، وعدم إمساك الحكومة بمهامها التي نصت عليها الوثيقة الدستورية، وتدخل المكون العسكري داخل مجلس السيادة في صلاحيات السلطة التنفيذية المدنية.
وأكدت سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني أن الوضع في السودان “يستوجب العمل على استكمال مهام الثورة بالضغط لإنفاذ مطالبها ودعم الفترة الانتقالية في تنفيذ مهامها، والتي من أولوياتها إلغاء جميع القوانين المقيدة للحريات على رأسها القانون الجنائي، وقانون الحكم المحلى الذي أعطي الولاة كل الصلاحيات للتحكم في مصير الناس في سلوك سلطوي لا يشبه الثورة ولا حجم تضحياتها وتطلعاتها، وقانون النقابات 2020 الذي تماطل السلطة في تشريعه، إضافة إلى الاستحقاق الدستوري بتكوين مجلس تشريعي تشارك فيه كل قوى الثورة من أجسام مهنية ولجان مقاومة”.
وتابع بيان السكرتارية: “لن نخرج من هذه المعضلة ما لم تلتزم الحكومة بالتصدي لمسؤولياتها في إنفاذ مقررات الثورة بتفكيك دولة التمكين ومؤسساته وتصفية عناصر النظام البائد داخل جهاز الدولة، والتي تعمل على تعطيل مسار التغيير، واسترداد الأموال المنهوبة”.
وتوجهت سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني، في البيان نفسه، إلى جماهير العاصمة القومية الصامدة؛
مؤكدة أن ثورة ديسمبر ماضية في تحقيق غاياتها ومراميها “طالما هناك متاريس مازالت صامدة متمثلة في قواها الحية وشوارعها المشتعلة التي لن تخبو طالما هناك دماء شهداء قد رصفتها ويُهتدى بها”، مجددة دعوتها للشيوعيين والديمقراطيين وأصدقاء الحزب وكافة قوى الثورة وفصائلها للمشاركة في مليونية 21 تشرين/ أكتوبر 2020، وذلك من أجل “حق السودانيين في حياة كريمة كما ينبغي، ودعماً للحكومة الانتقالية وسنداً لها ضد كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات شعبنا”.
وعلاقة بما سبق، اعتبرت صحيفة “الميدان”، لسان الحزب الشيوعي السوداني، في افتتاحية عدد الأحد18 تشرين /أكتوبر 2020، أن التوقيع على الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية مثل “أولى خطوات الردة عن الطريق الصاعد لمعانقة الانتصار الكامل لأهداف ومطالب ثورة ديسمبر المجيدة”، مؤكدة صواب موقف الحزب في ذلك الوقت بإعلان رفضه التام للاعتراف بها “للأعطاب الكثيرة التي اعترت معظم نصوصها”، حيث جاءت “بمثابة قارب النجاة للجنة الأمنية لنظام الرئيس المخلوع: عمر البشير من حيث إقرارها بإضفاء حصانة غير مستحقة لأعضائها الوالغين في دماء الأبرياء”، حسب التعبير الوارد في الافتتاحية.
وأوضحت الافتتاحية ذاتها أن موقف الحزب الرافض لتلك الوثيقة انبنى على “حقيقة أساسية وهامة وهي عدم اعترافه منذ البداية بالمجلس العسكري الانتقالي واعتبار تدخله في مسار الثورة بمثابة الانقلاب عليها بهدف قطع الطريق أمام تطورها”.
وسجلت افتتاحية “الميدان” أن “تهاون القوى الأخرى وتأييدها غير المبرر للوثيقة الدستورية، رغم علمها بأعطابها وثغراتها المتعددة، هو ما أغرى بقايا النظام في المجلس السيادي لإهدار أي حجية لها”، إذ استغل هذا التهاون في الدفاع عن الوثيقة الدستورية للذهاب بعيدا في ممارسة أشكال مختلفة لخرق وانتهاك نصوصها.
يشار إلى تجمع المهنيين السودانيين، وهو ائتلاف واسع يضم قوى إعلان الحرية والتغيير التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المعزول عمر البشير السوداني، في 11 نيسان/أكتوبر 2019 الخميس 15تشرين/أكتوبر، دعا إلى المشاركة في فعاليات احتجاجية، الأربعاء 21 تشرين/أكتوبر، ضد أداء السلطة الانتقالية في البلاد.
ويعيش السودان أوضاعا مأساوية تنيخ بثقلها على جماهير الشعب السوداني، نتيجة سياسات التحرير الاقتصادي والخضوع لإملاءات البنك الدولي التي ترهق كاهل المواطن وتزيد من حدة الفقر، إذ رفعت الدولة الدعم الكلي عن المواد الأساسية، ما حولها حسب تعبير الافتتاحية، “من جهاز له مسؤولياته الاجتماعية إلى جهاز جباية إداري”.