مدار: 24 حزيران/ يونيو 2021
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يخص الحصار الأحادي الجانب الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا، وباستثناء واشنطن وإسرائيل، وامتناع ثلاث دول، رأت جميع أمم العالم الأخرى أن هذا الحصار غير قانوني ومخالف للتعددية ورفضته وطالبت برفعه.
ورفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس 23 حزيران/ يونيو، وللمرة التاسعة والعشرين، الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي، الذي تفرضه واشنطن على كوبا، وينضاف هذا القرار إلى 28 آخرا منذ سنة 1992، لما بدأت أكبر هيئة في المنتظم الأممي التصويت سنويا على هذا الملف.
وبأغلبية 184 صوتا مقابل صوتين يتيمين (إسرائيل والولايات المتحدة)، وامتناع ثلاث دول ذيليّة لواشنطن (أوكرانيا، الإمارات العربية وكولومبيا)، طالب القرار الأممي برفع الحصار الأمريكي غير القانوني المضروب على كوبا منذ حوالي ستة عقود.
وأعربت الأمم الأعضاء أثناء مناقشة مشروع القرار عن أسفها لتصاعد حدة الحصار منذ العام الماضي، ودعت الدول إلى الامتناع عن إصدار وتطبيق قوانين من هذا النوع. ودعت الدول الأعضاء التي صوتت لصالح القرار إلى احترام القانون الدولي، وحرية التجارة والملاحة، وأعربت عن أسفها لعدم احترام القوانين المتعلقة بسيادة الدولة ومصالح الأشخاص الذين يعيشون فيها.
وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز أمام الجمعية العامة: “في عام 2020، كان على بلدي، مثل بقية دول العالم، مواجهة التحديات غير العادية للأزمة الصحية، لكن الحكومة الأمريكية افترضت أن الفيروس حليف في حرب غير تقليدية قاسية”.
وأشار الدبلوماسي الكوبي إلى أن واشنطن أقدمت بشكل “متعمد وانتهازي” على تكثيف الحصار، مما تسبب في خسائر لكوبا بنحو خمسة مليارات دولار خلال العام الماضي، موضحا، أن الرئيس السابق دونالد ترامب طبق 243 إجراء قسريا من جانب واحد لتقييد وصول المسافرين وإلحاق الضرر بأسواق السياحة الكوبية.
وزاد رودريغيز: إن “الضرر البشري للحصار لا يحصى، ولا تنجو حياة أي أسرة كوبية من آثار هذه السياسة اللاإنسانية”.
وشدّد المسؤول الحكومي الكوبي مخاطبا مناديب أمم العالم على أن برنامج الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي الأمريكي وعد الناخبين بالتراجع عن إجراءات ترامب، خصوصا إلغاء القيود المفروضة على السفر إلى كوبا والتحويلات المالية والامتثال لاتفاقيات الهجرة، موضحا أن الغالبية العظمى من الأمريكيين يؤيدون رفع الحصار وأن الكوبيين الذين يعيشون في تلك الدولة الشمالية يريدون علاقات طبيعية ورفاهية لأسرهم، إلا أن عددًا قليلاً فقط من النخب لديهم طموحات انتخابية مختلفة، وفق تعبيره.
نظم مناضلون من مختلف أنحاء العالم حملة إعلامية على منصة توتير تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء الحصار على كوبا، وانتشر وسم #ElMundoDiceNo (العالم يقول لا)، على نطاق واسع.
وكتب أرتورو سالازار في تغريدة: تستنكر كوبا وتطالب برفع الحصار الذي تفرضه حكومة الولايات المتحدة على جزيرتنا لأكثر من 60 عامًا.
وقال حزب الاشتراكية والتحرير الأمريكي عقب التصويت: العالم يقف إلى جانب كوبا! صوتت 184 دولة ضد الإبادة الجماعية للحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا. فقط الولايات المتحدة وإسرائيل صوتتا للإبقاء على الحصار. ضعوا حداً للحصار الأمريكي على كوبا!