هل هناك ما يبرر تخوف الفلسطينيين على مستقبل الحرم الشريف؟

مشاركة المقال

مدار: 02 أيار/ مايو 2022

ماهر الشريف*

منذ قيام شاب أسترالي من أنصار “المسيحية الصهيونية” بمحاولة إحراق المسجد الأقصى، في 21 آب/أغسطس 1969، بغية تمهيد الطريق أمام إعادة بناء “الهيكل الثالث” وتقريب “عودة المسيح” كما زعم خلال التحقيق معه، يشعر الفلسطينيون بقلق على مستقبل الحرم الشريف، دفعهم، في إطار نضالهم الوطني العام من أجل دحر الاحتلال الإسرائيلي عن أراضيهم، إلى أن يخوضوا مواجهات عنيفة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنيين اليهود دفاعاً عنه؛ فعلى سبيل المثال، تسبب قرار حكومي إسرائيلي، في 25 أيلول/سبتمبر 1996، بفتح نفق غربي المسجد الأقصى في وقوع اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، شهدت مشاركة قوات الأمن الفلسطينية في أحداثها، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 80 فلسطينياً وجرح نحو 1500 خلال ثلاثة أيام؛ وفي 28 أيلول 2000، تسبب دخول زعيم حزب “الليكود” أرييل شارون إلى باحة الحرم الشريف في اندلاع “انتفاضة الأقصى” التي استمرت نحو خمس سنوات، واستشهد خلالها وجرح وأُسر عشرات الآلاف من الفلسطينيين؛ وكانت استفزازات المستوطنين وتعديات الجيش الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى من أبرز عوامل المواجهة الشاملة التي جرت ضد الاحتلال وشارك فيها الفلسطينيون والفلسطينيات على امتداد مساحة فلسطين التاريخية في أيار/مايو 2021.

هوس القوميين المتدينين اليهود بالحرم الشريف

في بداية شهر آب/أغسطس 2016، أعلن موقع إسرائيلي عن تعيين “سنهدرين” جديد، وهو، كما يُعتقد، “المجلس الأعلى أو المحكمة، في إسرائيل القديمة، الذي كان يتألف من 71 حكيماً يترأسه رئيس الكهنة”، وذلك كي يكون “جاهزاً لبناء وشيك للهيكل الثالث”، وهو موضوع  صار يحتل حيزاً واسعاً في ساحة النقاش العام في إسرائيل، إذ يرغب المزيد والمزيد من اليهود المتدينين في “الصعود” إلى ما يسمونه “جبل الهيكل”  أي إلى باحات الحرم الشريف، واستعادة ممارسة العبادة التوراتية المتمثلة في تقديم الأضحيات. فوفقاً للشرطة الإسرائيلية، قام نحو 11.001 من هؤلاء اليهود بزيارة الحرم الشريف في سنة 2015، وهو عدد راح يزداد عاماً بعد عام. ويطمح عدد من هؤلاء “الزوار” إلى “إعادة بناء الهيكل”، وهم ينتمون إلى مجموعات منظمة تعمل على تحقيق ذلك، من بينها المجموعة التي يتزعمها الحاخام يهودا غليك، زعيم “تراث جبل الهيكل”، الذي يقيم في مستوطنة عتنئيل قرب الخليل، وعُرف باقتحاماته المستمرة لباحات الحرم الشريف وسعيه الدؤوب من أجل تغيير القانون الإسرائيلي بما يسمح لليهود ليس فقط بزيارة باحات الحرم، وإنما أيضاً بأداء الصلاة وتقديم الأضحيات فيها. وخلافاً لكتلة يهودية صهيونية و “مسيحية صهيونية”  ترى “أنّ الهيكل الثالث يجب إقامته فقط مكان قبة الصخرة”، فإن الحاخام غليك لا يدعو حالياً إلى تدمير قبة الصخرة، بل إلى “إقامة الهيكل إلى جانب المساجد”.

ومنذ سنة 1987، تأسس في مدينة القدس المحتلة “معهد الهيكل”، أو “معهد تيمبل”، وهو متحف ومعهد أبحاث يطرح على جدول أعماله مهمة “تمهيد الطريق لبناء الهيكل الثالث”. وقد وضع هذا المعهد بالفعل خططاً متكاملة لإنجاز هذه المهمة، التي لا ينقصها بحسب أعضائه سوى الحصول على “تصريح البناء” من السلطات الحكومية، إذ “بات كل شيء جاهز لبدء بناء الهيكل، وقد تم بالفعل صنع جميع الأواني والملابس الكهنوتية والمواد المختلفة”. وينظم المعهد حملات تمويل جماعي لدعم المشروع الذي يحمل عنوان “بناء الهيكل الثالث”، وهو يعتمد على مساعدة شركائه الكثيرين وعلى الآلاف من المانحين من القطاع الخاص الذين ساعدوا في جمع عشرات الآلاف من الدولارات عبر الإنترنت.

وفي منتصف أيلول/سبتمبر 2018، أعلن “معهد الهيكل” عن ولادة “بقرة حمراء” في إسرائيل، هي الأولى منذ هدم “الهيكل الثاني” بحسب زعمه، موضحاً أن هذه البقرة “النقية” ولدت يوم 28 آب/ أغسطس 2018، وهو الأمر الذي ينذر بقرب بناء “الهيكل الثالث”، وبما يحقق النبوءة التوراتية حول “قدوم المسيح ويوم القيامة”. وأفاد المعهد بأن البقرة “خضعت لفحص دقيق من قبل الحاخامات وهي مرشحة لتكون البقرة الحمراء التوراتية، ومن المتوقع أن تحقق عودة الطهارة الكتابية إلى العالم”، مشيراً إلى أن المعهد “أسس قبل سنتين، مشروعاً خاصاً للاستعداد لولادة هذه البقرة وترقب ذلك، ومن أجل ذلك أقام عدداً من المواقع في جميع أنحاء إسرائيل، تهتم بتربية قطعان الأبقار الحمراء المحتملة”. وأضاف أنه “عندما تتم التضحية بالبقرة الحمراء المحتملة، فإن معهد الهيكل يخطط لبناء الهيكل الثالث على جبل الهيكل”. وفي مقابلة له مع صحيفة “هآرتس”، عبّر الحاخام حاييم ريتشمان، مدير الإدارة الدولية لـ  “معهد الهيكل”، عن اعتقاده بأن “الوقت قد حان لبناء الهيكل الثالث”.

ويعبّر الصحافي أرنون سيغال، وهو أحد الشخصيات البارزة في معسكر القوميين المتدينين اليهود، ومحرر صحيفة ( Olam Katan)، أصدق تعبير عن مواقف هذا المعسكر، إذ يدعو صراحة إلى فرض “السيادة اليهودية” على الحرم الشريف والعمل على “إعادة بناء الهيكل”. وعندما قيل له في حوار أجرته معه صحيفة “معاريف” إن الهيكل يمثّل “هاجساً للأقلية أكثر من كونه سؤالاً حقيقياً لليهودية”، كان رده لاذعاً، إذ أجاب: “اليهودية الحقيقية لا يمكن إلا أن تكون مهووسة بالهيكل، وأنا فقط أحاول أن أكون يهودياً جداً. حقيقة أن اليهود لا يستطيعون العبادة بحرية في الحرم القدسي هو ظلم يمكن حتى للطفل أن يفهم سخافته. في المرة الأولى التي صعدت فيها إلى جبل الهيكل، كان عمري 19 عاماً، لقد شعرت بالذهول عندما أدركت أن الشرطة الإسرائيلية كانت هناك فقط لتشرح لليهود مثلي أن لدينا الحق في البقاء هناك لمدة سبع دقائق في المجموع وللجميع”. وفي رده عن سؤال: “لكن، ألا تمنع الحاخامية الإسرائيلية، المستندة إلى التوراة، اليهود من دخول الحرم خوفاً من تدنيس قدس الأقداس القديم؟”، أجاب: “اليهودية الحاخامية مذنبة بارتكاب كذبة وقحة. في الهالاخا [التقليد اليهودي] ، لم يُكتب في أي مكان أنه ممنوع  الصعود إلى الجبل”. وعما إذا كان مؤيداً لبناء “الهيكل الثالث”، رد قائلاً: “بالتأكيد. إذا ساد المنطق في هذا البلد، فلن أقاتل أنا ولا رفاقي من أجله، ولكن ستقاتل دولة إسرائيل نفسها. ومع ذلك، فأنا أعتقد، بصورة بناءة وواقعية، أنه يمكن للدولة ببساطة أن تبدأ بالاعتراف رسمياً بأن الحرم هو القلب المقدس لليهودية والشعب اليهودي، وفرض حرية العبادة لليهود هناك، دون لمس المسجدين بالضرورة. هذا مجرد منطق محض. علاوة على ذلك، تشير جميع استطلاعات الرأي اليهودية التي أجريت حول هذا الموضوع إلى أنه حتى اليهود غير المتدينين يجدون أنه من غير المنطقي عدم القيام بذلك”.

مشروع جاهز يحتاج فقط إلى تصريح رسمي

في 2 آذار/مارس 2020، نشر “المركز الفلسطيني للإعلام” تقريراً، عن وجود “مخطط خطير” يجري الترويج له في بعض المحافل السياسية والدينية الإسرائيلية، يهدف إلى “تقسيم المسجد الأقصى المبارك دون هدم مبانٍ”، و”يمكن اعتماده كحل وسط لبناء الهيكل دون هدم قبة الصخرة المشرفة”، على أن يتم البناء في شمال صحن الصخرة. ويتابع التقرير أن هذا المخطط، الذي راج وانتشر خلال الأشهر القليلة الماضية “بالتوازي مع صفقة القرن”، لقي دعماً من “شريحة كبيرة من الإنجيليين المتصهينين”، التي “تدعو علناً إلى الشروع بتنفيذه بصورة متدرجة وغير صاخبة”. ويعتمد المخططون في إقناع الأوساط السياسية والمحافل الدولية بهذا المخطط على ترويج “خطأ تضليلي شائع” مفاده أن المسجد الأقصى هو “مبنى المصلى القبلي، أو مبنى قبة الصخرة”، وهو التفسير نفسه الذي تعمل بموجبة بلدية الاحتلال في القدس والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية التي تُعدّ المسجد القبلي وقبة الصخرة هي المساجد وما بينها ساحات، وبالتالي يمكن “بناء الهيكل في هذه الساحات وإرضاء اليهود”، وذلك في تجاهل صارخ لحقيقة أن المسجد الأقصى “هو كل ما دار حوله السور بمساحة 144 دونماً لا تقبل القسمة ولا الشراكة ولا التفاوض كلها مسجد للمسلمين وحدهم، ولا يجوز لغيرهم الصلاة فيه”.

ويدعم بعض أقطاب اليمين القومي في المؤسسة الصهيونية الحاكمة في إسرائيل مثل هذه المشاريع، إذ ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في عددها الصادر في 13 آذار/مارس 2017، أن الوزيرين الإسرائيليين زئيف إلكين وميري ريغف، من “الليكود”، قدما اقتراحاً للحكومة الإسرائيلية، التي كان يترأسها بنيامين نتنياهو آنذاك، لتأسيس صندوق لـ “تراث جبل الهيكل” في المستقبل القريب، وبررا اقتراحهما بأنه يأتي رداً على قرار منظمة اليونسكو، في تشرين الأول/أكتوبر 2016، الذي أكد أن المسجد الأقصى والحرم الشريف مكان مقدس للمسلمين ولا علاقة له بالديانة اليهودية. وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن مقترح الوزيرين يقضي بتأسيس صندوق جديد على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية تدعم وتمول صندوقاً لـ  “تراث حائط المبكى”، أي حائط البراق. وادّعى الوزيران أن هدف مشروعهما هو “غرس المعرفة في موضوع جبل الهيكل وارتباط الشعب اليهودي به لدى الجمهور الواسع في البلاد وفي العالم بواسطة أدوات حديثة، وبضمنها المبادرة وإنتاج نشرات إعلامية بلغات مختلفة، وإقامة وصيانة موقع أنترنت متعدد اللغات كي يستعرض المضامين المتعلقة بتراث جبل الهيكل، والقيام بنشاط في شبكات التواصل الاجتماعي، وتطوير ونشر دورات عبر الإنترنت لصالح مجموعات مركزة متنوعة”.

المعارضون اليهود لمشروع “بناء الهيكل”

يعارض عدد من حاخامي الأرثوذكسية اليهودية مشروع بناء “الهيكل الثالث”، ويعتبرون أنه “لا يمكن أن يتم صعود جبل الهيكل إلا بعد التطهير الكامل للموقع”، ويحظرون دخول “المدنسين” إليه. ومن جهة أخرى، يرى بعض العلماء اليهود، ومنهم جان كريستوف أتياس، صاحب كرسي الفكر اليهودي في المدرسة العملية للدراسات العليا في باريس وصاحب كتاب: “اليهود والكتاب المقدس”، أن فكرة “إعادة بناء الهيكل” ليست فكرة بديهية في اليهودية، ذلك إن اليهودية “استبدلت هذه الفكرة، بعد تدمير الهيكل، بـعبادة القلب والدراسة وما إلى ذلك”، معتبراً أن “أنصار الهيكل الثالث يجعلون اليهودية تنحدر إلى مصاف عبادة الأصنام في مكان ما”.

ومن ناحية أخرى، وفي مقابلة مع La Vie، عبّر الحاخام موشيه لوين، المدير التنفيذي لمؤتمر الحاخامات الأوروبيين، عن قناعته بأن “الهيكل غير ذي صلة”، وأنه “لم يطلب أي من الحاخامين الرئيسيين في إسرائيل إعادة بناء الهيكل”، مستشهداً، في هذا السياق، بنص التلمود الذي يقول: “إذا كنت تزرع شجرة ووصل المسيح، اكمل غرس شجرتك”، بمعنى أنه “يجب أن نواصل الحياة الحالية، وأن الهيكل ليس على جدول الأعمال”، ليخلص إلى أن اليهودية ” ولدت خارج إسرائيل وفي سيناء وخارج الهيكل، واستبدلت اليهودية منذ ذلك الحين خدمة الهيكل بالصلاة، بحيث حلت الكلمات محل التضحيات”.

دحض أسس التاريخ الأسطوري اليهودي

تشكّل حكاية “الهيكل” جزءاً لا يتجزأ من التاريخ اليهودي الأسطوري الذي ينطلق من أن “الشعب اليهودي وجد منذ أن تسلم التوراة في سيناء، وأنه انتقل من مصر واستقر في أرض الميعاد، بعد أن غزاها، وأن الملك داود أسس مملكته في القرن العاشر قبل الميلاد، ثم قام ابنه الملك سليمان ببناء الهيكل الأول (950 قبل الميلاد)، الذي دمره البابليون سنة 586 قبل الميلاد؛ وفي سنة 516 قبل الميلاد، بنى اليهود الهيكل الثاني، الذي دمره الجنرال الروماني تيتوس سنة 70 ميلادي، وأن هذا الشعب عانى من المنفى مرتين: بعد تدمير الهيكل الأول، في القرن السادس قبل الميلاد، ثم بعد هدم الهيكل الثاني”.

بيد أن هذا التاريخ الأسطوري، تداعت أسسه على أيدي “المؤرخين الجدد” في إسرائيل، وبفضل الكشوفات الجديدة لعلماء الآثار؛ فالباحث كيث وايتلام بيّن أن هذا التاريخ اختلق لإسرائيل “تاريخاً قديماً كثيراً ما يعكس حاضرها”، معتبراً  “أن الزعم بأن لإسرائيل حقاً لا ينكر في القدس، كعاصمة لدولة إسرائيل، تعود جذوره إلى تلك الفترة المتخيلة من عصر مملكة داود”. وفي كتابيه: “اختراع الشعب اليهودي” و “اختراع أرض إسرائيل”، أشار البروفسور في جامعة تل أبيب شلومو ساند إلى أن نتائج “علم الآثار الجديد” أظهرت عدم حدوث نزوح جماعي كبير من مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وأن موسى لم يستطع إخراج العبرانيين من مصر وقيادتهم إلى “أرض الميعاد” لسبب وجيه هو أنه في ذلك الوقت كانت تلك الأرض في أيدي المصريين، وأنه لم يكن هنالك  أي غزو سريع لأرض كنعان من قبل عنصر أجنبي. كما أظهرت تلك النتائج أنه لا يوجد أي أثر يشير إلى وجود مملكة داود وسليمان “العظيمة”، بل تظهر الاكتشافات الحديثة وجود مملكتين صغيرتين خلال القرن الأول قبل الميلاد هما: إسرائيل في السامرة في الشمال، التي لم تشكّل القدس والخليل وبيت لحم جزءاً من أرضها، ويهودا  الصغيرة التي قامت حول منطقة القدس. ويؤكد ساند أن اليهود لم يخضعوا  للنفي، الذي كان يعني الخضوع السياسي وليس الطرد، في القرن السادس قبل الميلاد، وأن النخب السياسية والفكرية بينهم هي وحدها التي كان عليها الاستقرار في بابل، ومن هذا اللقاء الحاسم مع العبادات الفارسية ولدت الديانة اليهودية. وإذا كان من الممكن أن نضع في موضع الشك، كما يتابع ساند، طبيعة الديانة اليهودية لمملكة يهودا في المرحلة اللاحقة لتدميرها في القرن السادس قبل الميلاد، فإن “مملكة الحشمونيين” التي قامت على أرض يهودا القديمة (نحو  140 – 37 قبل الميلاد) هي التي مثّلت السلالة اليهودية الأولى التي يمكن وصفها بهذه الصفة التوحيدية، على الرغم من تطبعها بطابع هيليني. وبفضل هذه المملكة، راحت اليهودية تتحوّل إلى ديانة تبشيرية جعلت الدين التوحيدي الجديد ينتشر في جميع أنحاء الشرق الأدنى وحول البحر الأبيض المتوسط، في القرن الأول من عصرنا.

مستقبل الحرم الشريف مرهون بتحرير القدس من الاحتلال

لن يكون في وسع الفلسطينيين، بمسلميهم ومسيحييهم، ضمان مستقبل مقدساتهم الدينية، ومنها الحرم الشريف، وحمايتها، طالما ظلت مدينة القدس الشرقية في قبضة الاحتلال الإسرائيلي. إذ ليس هناك ما يدعو إلى الثقة باحتلال صار يسمح، منذ سنة 2003، لغلاة القوميين المتدينين اليهود باقتحام باحات الحرم الشريف، ويلجأ، أكثر فأكثر، إلى إجراءات الإغلاق والحصار لمنع المسلمين من الوصول إليه، ولا يتورع عن إضفاء طابع ديني على صراع هو، في جوهره، وطني تحرري بامتياز. ففي الواقع، لا ينفصل مستقبل الحرم الشريف عن مستقبل مدينة القدس الشرقية  وعن النضال الوطني من أجل فرض السيادة العربية الفلسطينية عليها؛ فقضية القدس الشرقية ومقدساتها هي قضية سياسية في المقام الأول، ينبغي على إسرائيل أن تنسحب منها بالكامل وأن تزيل كل الوقائع التي خلقتها على أرضها، وخصوصاً الوقائع الاستيطانية، وذلك وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

* نشر هذا المقال لأول مرة على موقع “مؤسسة الدراسات الفلسطينية“، بتاريخ 11 نيسان/ أبريل 2022، ويعيد “مدار” نشره بموافقة الكاتب د. ماهر الشريف.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة

أمريكا

كيف عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

مدار: 07 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أعطى الناخبون الأمريكيون أصواتهم لصالح مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، المعروف بتوجهاته اليمينية المعادية للمهاجرين والعرب والمسلمين. بهذا، يضمن