مدار + مواقع: 27 نيسان/ أبريل 2021
نجح الشبان المقدسيون بإزالة الحواجز التي وضعتها شرطة الاحتلال على مدرج باب العامود بالمدينة المحتلة، وحققوا بذلك انتصاراً جديداً على الحكومة الإسرائيلية.
وحاولت إسرائيل من خلال الحواجز الشرطية منع الشبان الفلسطينيين من التواجد في مدرج باب العامود، وسط هتافات “القدس عربية”، و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.
وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي أصدر تعليمات للشرطة بإزالة الحواجز، بعدما فجرت المواجهات منذ بداية شهر رمضان بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال.
وأقام يوم الأحد 23 نيسان/ أبريل، آلاف المواطنين صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى، وعند الانتهاء منها تجمهروا عند باب العامود، مرددين الهتافات والشعارات الوطنية، وما هي إلا دقائق قليلة حتى اندفع المئات من المواطنين في مدرج باب العامود وسط تعبيرات الفرحة والعناق بتحقيق الانتصار بعد 13 يوماً من المواجهات الليلية، غير أن تدخل العشرات من أفراد شرطة الاحتلال، أجبر المواطنين على إخلاء باب العامود بالقوة.
وأعاد الانتصار الجديد إلى الأذهان انتصار الشباب على الحكومة الإسرائيلية بإجبارها على إزالة البوابات الإلكترونية من مداخل المسجد الأقصى في شهر تموز 2017.
وبرر أحد عناصر شرطة الاحتلال إجبار المواطنين على إخلاء باب العامود برفع الأعلام الفلسطينية ورشق قوات الشرطة بالحجارة.
واعتقلت شرطة الاحتلال بعض الشبان كما أجبرت المتواجدين في باب العامود على إخلائه.
كما نفذت عمليات ملاحقة للشبان المحتفلين بإزالة الحواجز من المنطقة.
وقد انفجرت شرارة الاحتجاجات مع وضع الحواجز الحديديّة في باب العامود، غير أن الأهالي يؤكّدون أنها نتيجة تراكمات طويلة من هدم المنازل، وزرع البؤر الاستيطانية في الأحياء العربية، والتنكيل الاقتصادي والمنع المتكرّر للصلوات في المسجد الأقصى.
وبالإضافة إلى انتهاكات قوات الاحتلال، انتشرت خلال الأيام الأخيرة الاعتداءات الفرديّة من المستوطنين على الأهالي، ما يثير الخشية من تكرار عمليات الاختطاف، مثل عملية قتل محمد أبو خضير عام 2014.
وكانت شرطة الاحتلال عمدت، منذ بداية شهر رمضان، إلى قمع الفلسطينيين الذين أرادوا الجلوس في مدرجات باب العامود بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والمسيلة للدموع عليهم، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين.
وكان نادي الأسير الفلسطيني أشار إلى أن شرطة الاحتلال اعتقلت أكثر من 100 فلسطيني بمدينة القدس منذ بداية شهر رمضان.
وأثارت إزالة الحواجز الشرطية الإسرائيلية غضب جماعة “لاهافا” العنصرية الفاشية التي انتقدت القرار.
وقال عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جبير: “الحكومة والشرطة الإسرائيلية خضعتا للمقدسيين بعد إزالة الحواجز الحديدية في باب العامود”.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، المتحدث الرسمي باسمها أسامة القواسمي: إن إذعان الاحتلال الإسرائيلي بإزالة الحواجز وانسحابه من باب العامود، يعيدنا بالذاكرة مرة أخرى إلى البوابات الإلكترونية التي أزيلت تحت وطأة جباه المصلين، وسواعد الأبطال الأشاوس.
وفي القدس، اقتحم مستوطنون متطرفون باحات الأقصى مجدداً بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وأوضحت “الأوقاف الإسلامية”: إن 74 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى، وأدوا طقوساً تلموذية، فيما أغلقت قوات الاحتلال باب المغاربة.
وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ بداية شهر رمضان، لا سيما في القدس وقطاع غزة، تصعيدا كبيرا تطور إلى إطلاق صواريخ من غزة على المستوطنات المحيطة بها، وذلك تضامنا مع أهالي القدس الذين هبوا ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.
وقد دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تشكيل القيادة الوطنية الموحدة لتصعيد الانتفاضة الشاملة على امتداد ساحات الوطن، وتوسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال.
كما دعت حركة حماس عناصر المقاومة في غزة لتجهيز صواريخها لاستهداف منشآت الاحتلال الإسرائيلي، كما دعت منظمة حماس الفلسطينية في بيان لها “مقاومتنا الباسلة في قطاع غزة لأن تُبقي أصبعها على الزناد، وأن تهيئ صواريخها لتكون على أهبة الاستعداد في استهداف معاقل الاحتلال ومنشآته العسكرية والحيوية”، داعية الى مزيد من التلاحم والوحدة بين كل الفصائل والفعاليات الشبابية والنسوية العاملة في الميدان، وإلى المسارعة إلى تشكيل قيادة ميدانية موحدة.
كما عبرت حركة “فتح” بهذا الصدد، عن فخرها واعتزازها بانتصار أهلنا وشعبنا الأبي البطل المرابط الصامد في القدس العاصمة، مؤكدة أن القدس بأهلها الأسود تؤكد وتعلن للقاصي والداني فلسطينيتها وعروبتها.
ودفع تأجج الأوضاع رئيس أركان جيش الاحتلال إلى تأجيل زيارته المقررة الى واشنطن يوم الاحد 23 نيسان/ أبريل لبحث الاتفاق النووي الإيراني، “بسبب تطور الأحداث”، حسب بيان للناطق العسكري.
وفي هذا السياق نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات “القبة الحديدية “المضادة للصواريخ خارج مناطق “غلاف غزة”، خشية من توسع نطاق الاستهداف لمناطق أبعد في حال تصاعد الوضع الميداني.