مدار: 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021
يعد تزايد التفاوتات أحد عوامل عدم الاستقرار المتزايد، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم والأمن والعدالة، حسب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مداخلة له، موردا أن المظالم التاريخية وعدم المساواة والقمع المنهجي عوامل أدت إلى “أسر أجيال من الناس في دورات من الحرمان والفقر”.
كما طرح غوتيريش، في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن عقدت يوم الثلاثاء، لمناقشة التداعيات المدمرة للإقصاء واللامساواة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على السلم والأمن الدوليين، خارطة طريق للإدماج، مبنية على أربعة مسارات رئيسية، مؤكّداً أن “الإقصاء وعدم المساواة، بجميع أنواعه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يؤديان إلى خسائر فادحة في الأمن”.
كما تحدث الأمين العام عن جوانب من التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم، وأبرزها الحروب والصراعات، مشدّداً على أن “السلام لم يكن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، إذ يوجد شعور خطير بالإفلات من العقاب، وتتعرض حقوق الإنسان وسيادة القانون للاعتداء، من أفغانستان حيث تُحرم الفتيات مجدداً من التعليم، وتُحرم النساء من مكانتهن اللائقة في المجتمع، إلى ميانمار حيث يتم استهداف الأقليات ومعاملتهم بوحشية وإجبارهم على الفرار، وأيضاً الأزمة الإنسانية في إثيوبيا”.
وحسب غوتيريش أدت جائحة كـوفيد-19 إلى “تضخيم البؤس وعدم المساواة بالنسبة لأشد الناس فقراً وضعفا، إذ تم دفع حوالي 120 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر، ويلاحق الجوع والمجاعات ملايين الأشخاص حول العالم”، وزاد: “يحصل الناس في أغنى البلدان على الجرعات الثالثة من لقاح كوفيد، بينما تم تطعيم 5 % فقط من الأفارقة بشكل كامل”، واسترسل شارحاً: “حتى قبل الجائحة، كان أصحاب المليارات في العالم يمتلكون ثروة تزيد عن 60 % من سكان العالم، وقد اتسعت هذه الفجوة بشكل كبير”.
أما طرح المسؤول الأممي خارطة طريقة للإدماج فمبني على أربعة مسارات لسد هذه الفجوات: الناس (الاستثمار في تنمية جميع الناس)، الوقاية (تعزيز أجندة المنظمات للوقاية على جبهات متعددة لمواجهة الأنواع المختلفة من الإقصاء)، النوع الاجتماعي والمؤسسات.
كما شدّد غوتيريش على ضرورة الاعتراف بالدور الحاسم للمرأة في بناء السلام، وينبغي إعطاؤه أولوية، مشيراً إلى الصلة المباشرة بين العنف ضد المرأة وإقصائها وبين قمع المدنيين والصراعات العنيفة.