صورة: DR
مدار + مواقع: 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2020
يدلي التنزانيون، اليوم، بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التنزانية، وسط أجواء من الغموض والخوف من اندلاع موجة عنف.
ودعي إلى التصويت 29 مليون ناخب، في بلد قارب عدد سكانه الستين مليونا، حيث يسمح بالاقتراع حتى الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش).
ونقلت مصادر إعلامية محلية أن الحكومة شنت حملة قمع تجاه المعارضة أثناء الحملة وقبل موعد الانتخابات.
وعبرت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن مخاوفها من الأوضاع السياسية في تنزانيا، في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي على توتير، أمس الثلاثاء، قائلة: “نتابع بقلق تقلص المساحة الديمقراطية في تنزانيا، مع تقارير مقلقة عن التخويف، المضايقة، الاعتقالات التعسفية والاعتداءات الجسدية، ضد المعارضين السياسيين، الصحافيين والمدافعين عن حقوق المرأة وغيرهم من النشطاء”.
ويحكم تنزانيا حزب الثورة ((Chama Cha Mapinduzi)، ذو التوجهات الاشتراكية الديمقراطية. وسيقرر الناخبون مصير الرئيس الحالي، جون بومبي ماجوفولي (60 عاما)، الذي يتولى الرئاسة منذ سنة 2015، ويرغب في أن يحصل على ولاية ثانية وأخيرة بموجب النظام الدستوري التانزاني، تمتد لخمس سنوات.
وجرت الحملة الانتخابية دون أي اعتبار للفيروس التاجي، إذ أعلن ماجوفولي أن بلده “خال من كوفيد” في تموز / يوليو من العام الجاري.
ويرى مراقبون أن ماجوفولي يحظى بفرص واعدة لإعادة انتخابه، غير أن المعارضة تتهمه بالديكتاتورية والقمع. وعبرت العديد من المنظمات الحقوقية عن قلقها من الأجواء السياسية المنغلقة، ومن حجم الإنزالات الأمنية في الشوارع.
وتعليقا على أجواء القمع، قال أوريم نييكو، المتخصص في شؤون تنزانيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن “هذه الظروف جعلت الوضع صعباً للغاية”، وحذر من أن الانتخابات قد لا تكون “حرة ونزيهة كما ينبغي”.
وأشارت منظمة مراقبة الانتخابات في تنزانيا، وهي مبادرة إقليمية لشخصيات بارزة، إلى خطاب الكراهية وترهيب المرشحين، وقالت إن الانتخابات ستكون معيبة إذا أجريت في ظل الظروف الحالية.
وزادت المنظمة نفسها، في بيان صدر اليوم الأربعاء، أن “هناك مخاوف مشروعة من أن الانتشار المكثف للشرطة والجيش في أنحاء زنجبار يخيف السكان، ويخلق اليأس الذي قد يمنع الناخبين عن الخروج”.
وتجد المعارضة السياسية تحديات كبيرة في الإطاحة بماجوفولي، إذ دخل في التنافس الانتخابي 15 مرشحا، ما صعّب عليها توحيد المواقف والجهود، وخلق وضعا من الانقسام.
وقالت كاثرين سوي من قناة الجزيرة (الإنجليزية) من نيروبي إن هناك “قلقا كبيرا لدى الشعب التنزاني العادي”، الذي يتملكه الخوف مما قد يحدث إذا “شعرت المعارضة بالهزيمة”، وأشارت إلى الخطاب شديد اللهجة للمعارضة.
وحذر المنافس البارز تندو ليسو من احتجاجات حاشدة إذا اعتبرت النتيجة غير عادلة، وواصلت قوات الأمن حملتها العنيفة على المعارضة.
وسبق لليسو (52 عاما)، عن حزب الديمقراطية والتقدم، أن نجا سنة 2017 من محاولة اغتيال، بعد أن تعرض لطلقات نارية مباشرة، خارج منزله في دودوما (العاصمة الإدارية)، ليتوجه بعد ذلك إلى منفاه، قبل أن يعود إلى تنزانيا لتنظيم حملته الانتخابية، غير أن الحكومة منعته من ذلك لمدة أسبوع.
وركّز أنصار مانجوفولي أثناء حملته الانتخابية على إنجازاته في المجال الاجتماعي، ونسب النمو المهمة التي حققتها بلاده تحت حكمه، غير أن المعارضة تعتبر أن نظام الحكم ديكتاتوري، ويغالي في قمع المعارضين ومحاصرة الحريات العامة.
ومن المتوقع أن يتم نشر نتائج الانتخابات في غضون أسبوع من الآن، حسب ما أعلنته السلطات التنزانية، غير أن الجميع يتملكه الخوف من اندلاع موجة عنف تحرق الأخضر واليابس، إثر التوقعات الغامضة للنتائج، خصوصا بعد منع الحكومة إجراء استطلاعات الرأي.