مدار: 10 تموز/ يوليو 2021
تشن قوات الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية حملة اعتقالات واستدعاءات متكررة في حق طالبات وطلبة فلسطينيين، مستهدفة بالأساس جامعة بيرزيت برام الله؛ وكانت آخر فصولها اعتقال الطالبة “ليان ناصر” قبل يومين من منزلها.
وغيبت الحملة العديد من الطالبات والطلبة عن الاحتفال بتخرجهم، في حين اكتفى زملاؤهم برفع صور الأسرى والأسيرات أثناء التخرج، كما هو الحال بالنسبة للأسيرة ليان نزار كايد، المحكومة بالسجن لمدة 16 شهرا؛ بينما حرمت الاعتقالات البعض من متابعة فصول الدراسة.
تجدر الإشارة إلى أن هاته الحملة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق لقوات الاحتلال أن شنت حملات اعتقالات وتحقيقات في حق طلبة فلسطينيين، خاصة بجامعة الخليل وبيرزيت التي تكون لها حصة الأسد من الاستهداف.
سنة 2019 عملت قوات الاحتلال على استدعاء واعتقال ما يزيد عن 90 طالبا وطالبة من بيرزيت، ووجهت لهم تهما مختلفة، منها تفجير عبوة ناسفة بمنطقة عين بوبين غرب رام الله نهاية أغسطس/آب الماضي، وأدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة اثنين من أقاربها حسب ما ذكرته قناة الجزيرة آنذاك.
وذكر تقرير نشر في الصفحة الرسمية لجامعة بيرزيت بتاريخ 05 حزيران 2021 حول استهداف طلبة وأساتذة المؤسسة أن “هذه الانتهاكات تأتي ضمن سياسة ممنهجة ومستمرة في حق طلبة وأساتذة جامعة بيرزيت، فقد استشهد 28 طالباً من الجامعة منذ بداية مسيرتها التعليمية، واعتقل أكثر من 920 طالباً وطالبة في السنوات العشرين الأخيرة”.
وأضاف التقرير ذاته: “في العام الأكاديمي 2020-2021 لوحده اعتقل الاحتلال 81 طالباً وطالبة، معرقلاً مسيرتهم التعليمية الطبيعية وحقهم في التعليم؛ كما يفرض محددات على حركتهم ووصولهم السهل إلى الجامعة، بسبب وجود الحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري الذي يعيق الحركة بين المدن والقرى الفلسطينية”.
وفي تصريح خاص لـ”مدار” حول حيثيات هاته الاعتقالات قال عصمت منصور، وهو أسير فلسطيني محرر قضى 16 سنة بسجون الاحتلال، إن “اعتقال طلبة الجامعة يأتي في سياق مواجهة الاحتلال نشطاء فلسطينيين والحركة الوطنية بشكل عام..واستهداف أي حالة قيادية شابة، وأيضا للتأثير على الجامعة بشكل خاص ومحاولة إفراغها من هويتها الوطنية وإضعاف انخراطها في النضال الوطني الفلسطيني”.
أما بخصوص التهم الموجهة إلى الطلاب فأفاد منصور بأنها متنوعة، “من قبل الانتماء إلى اتحادات طلابية ‘غير قانونية’، أو تابعة لأحزاب في نظر الاحتلال غير قانونية، والقيام بأنشطة ‘غير قانونية’؛ وأحيانا يتم اتهامهم بتلقي تمويلات خارجية لتمويل أنشطة معادية للاحتلال. ومن التهم الرائجة أيضا التحريض ضد الاحتلال”.
وذكر الأسير المحرر أيضا أن “الاعتقالات تصل أحيانا إلى المئات، ويصعب حصرها، لأنه دائما ما يتم تحرير أسرى وأسيرات وفي المقابل يتم اعتقال آخرين، ما يصعب حصر وإحصاء المعتقلين/ات بشكل دقيق.
وعن الانتهاكات التي يتعرض لها الطلبة والطالبات الأسرى ذكر المتحدث ذاته أنه “قبل كل شيء يتم حرمان هؤلاء الأسرى من حقهم في استكمال دراستهم، ومن حقهم في التخرج بعد سنوات من الدراسة والتعب، إضافة إلى الاعتداءات الجسدية والنفسية التي يتعرضون لها أثناء التحقيق”؛ وأفاد أيضا بأنه “أثناء كل أطوار التحقيق والمحاكمة إلى السجن تتم معاملة الأسرى أنفسهم على أنهم ‘إرهابيون’، كما تعمل قوات الاحتلال على سلبهم إنسانيتهم وتنزع عنهم صفتهم الوطنية ومشروعية نضالهم الوطني”.
وختاما صرح عصمت منصور بأن “الاستهداف لا يطال تنظيما أو قوة سياسية بحد ذاتها، لكن دائما ما يتم استهداف الكتل والاتحادات الجامعية التي تشكل قوة سياسية داخل الجامعة حسب توزيعها وتواجدها ونشاطها السياسي بمختلف الجامعات الفلسطينية”.