مدار: 17 شباط/ فبراير 2022
لم يستثنِ الاحتلال الإسرائيلي النساء يوماً من بطشه واعتقالاته التعسفية، بل استهدفهن بشكلٍ صارخ، واتبع كافة الأشكال والأساليب للتنكيل بالمرأة الفلسطينية، في محاولة لردعها وتحجيم دورها، أو بهدف انتزاع معلومات تتعلق بالآخرين، وأحياناً كان يتم اعتقالها للضغط على أفراد أسرتها لدفعهم إلى الاعتراف، أو لإجبار المطلوبين منهم على تسليم أنفسهم، حسب تأكيدات هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
وما زالت الأسيرات الفلسطينيات يواجهن ظروف اعتقال قاسية في السجون الصهيونية، إذ يتعرضن منذ لحظة اعتقالهن على أيدي قوات الاحتلال للضرب والإهانة والشتم، وتمارس بحقهن كافة أنواع التضييق النفسي والجسدي، من خلال عزلهن داخل زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، وحرمانهن من النوم لساعات طويلة، والتخويف، دون مراعاة لظروفهن.
وفي هذا الصدد، استعرضت هيئة الأسرى في تقريرٍ لها، اطلع “مدار” على نسخة منه، معاناة الأسيرات في سجن “الدامون“، حيث يخضعن للتحقيق القاسي والتعذيب الجسدي والنفسي، إضافة إلى ظروف الاحتجاز القاسية وسوء المعاملة والاعتداء اللفظي والجسدي.
ومن أبرز هذه الحالات الأسيرة المقدسية الجريحة إسراء جعابيص (38 عاماً) من بلدة جبل المكبر- القدس، والمحكومة 11 عاماً، إذ اعتقلت بتاريخ 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أثناء قيادتها لسيارتها في الشارع المحاذي لبلدة الزعيم، ووجهت لها سلطات الاحتلال زوراً تهمة محاولة تنفيذ عملية بواسطة السيارة، وأصيبت بحروق شديدة في كافة أنحاء جسمها وخصوصاً بمنطقة الوجه والبطن والظهر، بعد أن اندلعت النيران داخل السيارة.
وتعاني الأسيرة إسراء من تبعات إصابتها بتلك الحروق الخطيرة، إذ أنّها لا تستطيع التنفس إلّا من فمها بسبب وجود كتلة لحمية في أنفها، كما أنّ أصابعها قد ذابت من الحريق والتصق ما تبقى منها ببعضها البعض، عدا عن حروق شديدة وتقرحات لا زالت تعاني منها في ثلثي جسدها، وهي بحاجة إلى عمليات جراحية وتجميلية، بالإضافة إلى عملية لفصل الأصابع عن بعضها، إلّا أنّ إدارة السجون تماطل في تقديم العلاج اللازم لها بشكلٍ متعمد وممنهج، كما في التقرير نفسه.
وتطرقت الوثيقة نفسها أيضا لحالة الأسيرة شذى عودة – أبو فنونة- (61 عاماً) من رام الله، والتي تشغل منصب مدير عام لجان العمل الصحي، فهي معتقلة منذ 7 يوليو/ تموز 2021، وتعاني من عدة أمراض مزمنة منها السكري والكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والقولون العصبي، كما خضعت في السابق لعدة عمليات جراحية منها قسطرة القلب، وجراحة على العينين وتتناول العديد من الأدوية يومياً.
وفي حديثها عبر محامي الهيئة عن وضع السجن وظروفه قالت الأسيرة أبو فنونة: “هناك مماطلة بإخراج الأسيرات للعلاج عند طبيبة نسائية، كما أنّ البوسطة تعتبر رحلة عذاب شديدة فالكراسي حديد وباردة عدا عن غرفة الانتظار بمحكمة عوفر، فهي قذرة وشديدة البرودة”.