مدار: 02 كانون الأول/ ديسمبر 2024
استفاد عمالقة صناعة الأسلحة من الحرب في أوكرانيا، وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة، من أجل تطوير إيراداتها من “تجارة الموت”.
أكبر مائة شركة مصنعة للأسلحة في العالم حققت إيرادات بقيمة 632 مليار دولار سنة 2023، بزيادة صافية تقدر بـ 4.2 في المائة مقارنة مع 2022.
وحسب بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، الصادرة اليوم الإثنين، فإن أكبر الزيادات من عائدات الأسلحة تحقق في منطقتي الشرق الأوسط وروسيا، وسط ارتفاع الطلب على الأسلحة جراء العدوان على غزة والحرب في أوكرانيا.
تشكل الولايات المتحدة أكبر مصنّع ومصدّر للأسلحة في العالم، بحيث أن 41 من أصل 100 أكبر شركة في هذا المجال، تتخذ من أمريكا مقرا لها، وبلغ مجموع إيراداتها برسم السنة المنصرمة 317 مليار دولار، أي نصف إجمالي إيرادات الأسلحة، بزيادة 2.5 مقارنة بـ 2022.
يوضح المعهد السويدي أنه منذ 2018، كانت جميع الشركات الخمسة الكبرى في العالم لإنتاج الأسلحة موجودة في الولايات المتحدة، وهي “لوكهيد مارتن كورب” و”آر تي إكس” و”نورثروب فرومان كورب” و”بوينغ” وجينيرال دايناميكس كورب”.
تذكرنا أسماء هذه الشركات بالمزود الرئيسي لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني في غزة.
على الطرف الآخر من العالم، فإن الشركات الصينية لم تحقق سوى زيادة بقدر 0.7 في المائة من الإيرادات مقارنة بالعام 2019، مسجلة إيرادات أسلحة بقيمة 103 مليار دولار في العام الماضي، مستعينة بـ 9 من شركاتها ضمن القائمة المئوية.
بالعودة إلى الشرق الأوسط، حيث نمت إيرادات الأسلحة بنسبة 18 في المائة لتصل إلى 19.6 مليار دولار. 6 شركات من ضمن القائمة، ثلاثة منها إسرائيلية حققت عائدات أسلحة بقيمة 13.6 مليار دولار مستفيدة من العدوان على غزة. في حين أن تركيا التي لديها أيضا ثلاث شركات ضمن القائمة حققت قفزة في الإيرادات بنسبة 24 في المائة لتصل إلى 6 مليار دولار، مستفيدة من الحرب في أوكرانيا وتركيز أنقرة على الزيادة من إنتاج الاسلحة محليا.
رفعت روسيا من إيرادات الأسلحة في العام الماضي بنسبة 39.7 في المائة مقارنة بـ 2022، محققة بذلك 25.5 مليار دولار من هذه الصناعة، دائما حسب معهد “SPIRI”.
وسط استمرار الحروب، يوضح ورنزو سكارازاتو، الباحث في برنامج “SIPRI” للإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة أنه “لا تزال عائدات الأسلحة لأكبر 100 منتج للأسلحة لا تعكس بشكل كامل حجم الطلب، وقد أطلقت العديد من الشركات حملات توظيف ، مما يشير إلى أنها متفائلة بشأن المبيعات المستقبلية”.
يُقدّر حجم الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، خلال الفترة بين 07 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و2024 بـ 17.9 مليار دولار.
بلغت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ 07 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أزيد من 44 ألفا، وارتفعت حصيلة الإصابات إلى أكثر من 105 ألف، ودمرت حرب الإبادة الصهيونية البنى التحتية والثقافية والصحية، وحولت قطاع غزة إلى مكان للموت المعمم، في واحدة من أبشع الحروب العدوانية في التاريخ الحديث للبشرية.
وكانت محكمة العدل الدولية وجدت أن هناك أدلة “معقولة” بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
شركات الأسلحة الأمريكية والغربية الموجهة إلى إسرائيل متورطة في حرب الإبادة بالقدر نفسه الذي تورطت به عواصم بلدانها.
